رسالة الأطفال…لا…الأطفال كرسالة

عادل سمارة

 

رسالة أطفال غزة لم تكن ابداً لأجل استدرار الأنظمة والإعلام والدبلوماسيات العالمية. رسالة أطفال غزة بسيطة مثلهم، تقول من حقنا أن نلعب وأن نعدو على الشاطىء وكلنا أمناً وأماناً مع جارنا البحر. رسالة الأطفال تقول بان الطفولة تخيلت أنها ليست جزءا من الحرب فحولها العدو إلى طليعة الضحايا لأنه يعادي الشجر والحجر والدم والأجنَّة. وهي على طيبتها لا تطلب منا ان نحولهم إلى رسالة إلى طواغيت السلطات في كل العالم كي نستجدي هدنة أو لكي يستغل ذلك العدو كي يبدو في ثوب “إنساني” كي يغدر ببطولة المقاومين.

رسالة الأطفال تذكرنا بالتلمود الذي ينص على كل عنف ممكن ضد اي أغيار. تذكرنا عام 1948ب 75 مذبحة (غير ما لم يُكشف بعد) قامت بها العصابات الصهيونية في فلسطين بسلاح وتدريب وتمويل اوروبا البيضاء والراسمالية . وتذكرنا أكثر ببحر البقر والمدرسة المصرية التي قُصفت بوضوح ووعي، وتذكرنا بمذبحة قانا، وتذمرنا بأن طائرة أف 16 التي قتلتهم وهي امريكية.

رسالة الأطفال تؤكد أن استشهادهم لم يكن صدفة. استشهدوا وهم يمارسون الحياة حيث صارت ممارسة الحياة في غزة استشهاداً. استشهاديون أحياء، ولهذا قُصفوا في عمرهم الوردي لأن حياتنا محظورة في عقلهم.

قُصفوا كي تُقصف المقاومة، وكي يُقصف الموقف الشعبي المقاوم. هذا كان الهدف وسيبقى وكما كان في الماضي حصل اليوم وسوف يتكرر.

لهذا تحديداً، يجب أن لا يرتكز أحد على رسالة الأطفال فيحول الأطفال إلى رسالة مساومات واستجداء القاتل واستجداء الوسيط ومن ثم الخروج من المذبحة بلا حقوق وبلا إنجازات.

ليست صدفة، نعم ليست صدفة، بل حقاً وغيظاً ومتعة بالقتل. فالذي حرق محمد ابو خضير علانية وقصداً ليس اقل وحشية ممن قصف أطفال غزة. كلاهما قصدا كلاهما عمدا.

من هنا تعيدنا رسالة الأطفال الأربعة إلى المربع الأول، بأن هذا صراع مستدام لا يفتح سوى على بابين:

مواصلة الصمود والمقاومة لتجذير مقولة: الحياة مقاومة وتجهل اليوم المقاتلون في غزة

أو الاستسلام وغمر غزة بالمليارات النفطية ولكن بالعار ايضاً.