توقفوا عن قصف غزّة توقفوا عن قتل غزّة

محمود فنون

ما هي الأهداف الصهيونية من تكثيف الضربات على جسد غزة ؟ ولماذا كل هذا التقتيل والتدمير ؟

البعض من الفلسطسنيين لا يرى الصواريخ الصهيونية وهي تدك مدن وقرى ومباني قطاع غزة، وهي تقصف المنازل والأشخاص.. والبعض يظل مذهولا وهو يرى صواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة على باقي فلسطين، فيهلل ويكبر وينسى نفسه. بل إن بعضهم لا يفطن لما يخرج من مستشفيات غزة يوميا وما يذهب إلى مقابرها.

غزة تتعرض للضرب على كل جسدها في محاولة لقتلها وليس عنها من مدافع.

إن الضربات الفلسطينية لم ترتقي إلى مستوى توازن الأثر وتوازن الرعب. وإسرائيل تستطيع الاستمرار في القصف دون توقف ومستعدة لتحمل الإثمان الناتجة عن عمليتها.

أما أبواق المحطات المهللون والمكبرون والمطبلون والمزمرون الذين يزيفون حقيقة ما يجري فهم إما سذجا وإما مغفلين وإما يتعمدوا تضليل الحالة الجماهيرية بعبارات الإنشاء المفخمة والديماغوجية المثيرة للتقزز.

الحقيقة المرّة أن العدو يضرب غزة ويقتل ويدمر دون رقيب أو حسيب والبعض يعتقد أن من واجب المقاومة وفي استطاعة المقاومة ردع العدو، بل إن البعض يوهمنا بانتظار النتائج المؤكدة. ونسجل هنا :

 أولا : إن العلاقة مع العدو ليس ردود فعل ولا محاولات ردع، ولا كما قال بعضهم ” من أجل أن تكون مستوطنات الغلاف بسلام، يجب ان تكون غزة بسلام..” إن هذا الخطاب ليس ثوريا وهو يعني أنه إن توقف العدو عن القصف يجب ان تتوقف المقاومة عن القصف وتكون إسرائيل ومستوطناتها بأمان.

إن العلاقة مع العدو هي علاقة صراع وجود وليس أمنا متبادلا. والأمن المتبادل غير ممكن في ظل القدرات العسكرية الموظفة للحرب على غزة وطرائق هذا التوظيف. الفلسطينيون يرفضون الوجود الصهيوني على أرض فلسطين ولديهم وسائل التعبير عن هذا الرفض في حدود أعمال المقاومة الوطنية.

ثانيا : إن العدو يقصف غزة ويقتل ويدمر في سياق أجندة استعمارية مؤداها النهائي تركيع قيادات الشعب الفلسطيني المستعدة للركوع للتخلي عن الكفاح من أجل تحرير فلسطين والحصول على مزيد من التنازلات، وكما يستهدف إحباط الحالة الشعبية الفلسطينية والعربية..

ثالثا : إن الأهداف الآنية للعدو تتمثل في وقف المقاومة من القطاع ووقف الصواريخ وتطوير الصواريخ. إن القصف مدعوما بالحصار وإحداث حالة شلل في القطاع، ومدعوما بالتواطؤ العربي الرسمي معبرا عنه من جامعة الدول العربية وأنظمة الحكم وخاصة حكام مصر والسعودية وقطر كما وتواطؤ تركيا ودعمها الفعلي للحرب الصهيونية على فلسطين وقطاع غزة.

أي أن هذه الحرب تأتي في ظروف مجافية تماما للشعب الفلسطيني وظروف مقاومته وصافية لصالح العدو. وبإمكاننا أن نتخيل قبول الرأي العام العالمي الرسمي والمؤسسي لما يجري من مذابح على القطاع الفلسطيني مشفوعا بإعطاء الحق لإسرائيل في القتل والدمار تحت عنوان حقها في الدفاع عن النفس.

إن غزة تتعرض للقتل على كل أنحاء جسدها ولدينا الرفض والتعبيرات الرفضية وليس لدينا ولا هو مطلوب ان يكون لدينا إمكانيات الردع والإيذاء بالمثل.

بل إن طرق المقاومة المؤثرة وكأنها غير متاحة من القطاع ومتوقفة من الضفة الغربية وغيرها ويتوجب على العقل الفلسطيني أن لا يتسلى بصواريخ القطاع متفرجا بابتهاج على زعيق صفارات الإنذار وكأن هذا كل شيء ( عمى بصيرة وعمى بصر) إن القطاع ينزف دما وليس له حول ولا طول لمنع هذا النزيف الذي يجب أن يتوقف من جانب العدو الصهيوني.

إنني ضد البحث عن إتفاق للتهدئة مشروطا بأي شرط كائنا ما كان ولست متسليا بالشروط من نوع فتح المعابر وفتح المطار وما شابه. فهذه امور هي أقل من الإقتراب من المطالب الوطنية مثل الإنسحاب من القطاع مثلا وآما المطالب فتبقى من بدايتها وباستمرار في يد العدو. والمعابر الستة تتصل فقط بإسرائيل والسابع خاضع لشروطها بشكل مطلق كما دلت تجربة السنوات الماضية كلها.وإسرائل تفتح وتغلق هذه المعابر كيفما تشاء ووقتما تشاء ما دامت تحت إدارتها وهي كانت ولا زالت وستظل تحت إدارتها ما دامت تهيمن على البلاد وتتسلط عليها.

إن أي توافقات هي شروط إسرائيلية مدعومة بضغوط الوسطاء العرب والأتراك وهذا هو الحال ولن يتغير ما دامت هذه هي الأنظمة وهؤلاء هم الحكام وما دام حجم المقاومة هو بهذا الحجم.ولا حاجة لمثل هذه التوافقات.

إن الإعلام يشغلنا ب : بسفر الوفد المفاوض وعودة الوفد وسفر الرئيس ولقاءه مع هذا وذاك وأن هذا الطرف يرفض هذا الشيء ويشترط هذا الشرط من أجل أن يجعلونا نصدق أن بيدهم شيء، بل يقول بعضهم إن أمير قطر تفهم !!!المطالب الفلسطينية كما أن القيادة المصرية قبلت !!! شروطنا وأنها وافقت !!! على إجراء تعديلات على مبادرتها. مع ان هذه المبادرة تقول عن وقف القصف وبعد ذلك بحث مطالب أخرى أي هدنة من جانب واحد مع بقاء حق العدو في المطاردة الساخنة والإغتيالات.

يتوجب على الفلسطينيين أن لا يوقعوا على أية أوراق ولا يخضعوا لأي شروط ويتركوا الخنوع للحكام والسلطات الرسمية ودون موافقتهم.

يبقى هدف إسرائيل من الإستمرار في قتل القطاع وضربه على كل جسده يبقى هذا لأهداف المشروع الصهيوني في البقاء والتمدد وفرض الشروط.