صفحة من ثورة اكتوبر

عادل سمارة

 

لعلها أهم ثورة في التاريخ، ولعلها أكثر الثورات عرضة لفتك اعدائها ومعاناتها من تيار  سادس ثقافي فيها هو تيار التروتسكية. هناك إجحاف بحق ثورة البلاشفة يقارب الإجحاف بحق سورة القرامطة، ممن يكيلون المديح للثورة الفرنسية من مختلف المشارب الفكرية والنظرية بطرق لا تقترب من اي نقد، مع انها لم تخرج عن بل كرست سلطة البرجوازية.

تيار التروتسكية هو التيار الذي لم يُنجز اي تجسيد ثوري على الأرض، ولكنه لم يمت. وبمناسبة يوم الثورة هذا، من المفيد الإشارة إلى أن النقيض للثورة كان في نسيجها باكراً.

واليوم تستعيد الإنسانية ولو ببطء جوهر الاشتراكية وخاصة في امريكا الجنوبية كإبداع جديد يستلهم روح شيوعية البلاشفة ويرتكز على واقع وجسد هذه القارة التي تصيب الإمبريالية الأمريكية في مقتلها. ولعل ما يفضح التروتسكية انها تيار يقف ضد الثورة البولفارية في فنزويللا.(هذا ضمن متن كتابي الذي سيصدر قريبا : (ظلال يهو-صهيو-تروتسكية في المحافظية الجديدة)) ومعذرة على الترويج على النهج البرجوازي.

أما هدف الكتاب فهو مساهمة في مشروع مجلة كنعان (النشرة الإلكترونية والمجلة الورقية التي بعد العدد 153 اصبحت مجلة إلكترونية)  كمشروع عروبي وحدوي شيوعي. ومن ضمن هدفه تعرية مواقف التروتسكية ضد الأمة العربية وخاصة موقفها من الترويج لتدمير سوريا. الكتاب يأمل ممن يقرأه أن يفكر في مواقف كثير من اليساريين العرب ومن بينهم فلسطينيات الذين وقفوا ضد سوريا وأن يختبر مدى قدرة هذا الكتاب او الكاتب على تقريب كشف التروتسكية عموما من حيث هي في خدمة الثورة المضادة وضد العروبة وبعلاقة سرية دافئة مع الصهيونية.

التالية مقتطفات من كتابي القادم: (ظلال يهو-صهيو-تروتسكية في المحافظية الجديدة)

في رسالة من تروتسكي إلى فتشيخيدزي الذي كان آنذاك رئيس الكتلة المنشفية في الدوما ( برلمان القيصر )، كتبتروتسكي: ” في كلمة واحدة، إن كامل بنيان اللينينية مرتكز الآن على
الكذب و التزوير و هي تحمل في ذاتها أسباب تفسخها “) انظر رسالة من تروتسكي إلى تشيخيدزي Tchkhéidzé- 1913 الترجمة لنا عن النص الفرنسي . للإشارة (

كما نفى أن يكون لينين مكتشف قانون تفاوت التطور:”… تروتسكي ينفي أن يكون لينين هو أول من اكتشف ” قانونتفاوت التطور ” ( أنظر كتابه : الثورة المغدورة  ملحق الاشتراكية في بلد واحد )

وبالطبع، لم يكن لينين ليرحم تطاولات تروتسكي. فقد كتب في حقه الكثير .

في نقده لتذبذبات تروتسكي بين الماركسية واللبرالية كتب لينين:
” أما تروتسكي فلم يكن و ليس له أبدا أي ” وجه ” وإنما له انتقالات
و اندفاعات من الليبراليين إلى الماركسيين و بالعكس، و مزق من
الكلمات و الجمل الرنانة منتوفة من هنا و من هناك ” لينين 1914)انظر: لينين : تفكك  كتلة أغسطس  ، مجلد ضدالانتهازية اليمينية و اليسارية و ضد التروتسكية(

ربما نلمس هذه الاندفاعات  في التروتسكيين بعد تروتسكي نفسه، وكأنها وراثة جينية إيديولوجية كما سنرى لاحقاًلدى إرنست ماندل ودور التروتسكيين لصالح الثورة المضادة في أكثر من بلد وخاصة في الوطن العربي.
كما كتب لينين بشأن تقلبات تروتسكي :

“… متبعة نفس التقلبات اللامبدئية ل ” نبيها ” ” يهودا الصغير ” تروتسكي ضد كل هبوب ثوري، هذا الأخير الذي “لا يحظى بالثقة إلا عند التصفويين ”
(انظر: لينين : المغزى التاريخي للصراع الحزبي الداخلي في روسيا،  )

ربما كان اطلاع غرامشي على أطروحات تروتسكي هو الذي دفعه لكتابة ما يلي من زنزانته في السجن في الثلاثينيات عنالتروتسكية .” بأنها المومس التي تعمل في بيت الدعارة الفاشي ” (انظر: فؤاد النمري، تروتسكي البرجوازي الوضيع،  الحوار المتمدن-العدد: 2586 – 2009 / 3 / 15 – 09:03 المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية  )

 

أكتوبر قرار لا إنجرار

حتى قرار الانتفاضة الثورية طرحه تروتسكي بشكل هزيل وكاريكاتوري حيث بدا كانجرار مُحرَج وخائف وراء موقف أحد العمال، وهو ما كرره أتباعه فيما بعد في  تبسيط وتسطيح مقصود بهما تبرير الطعن في الثورة واسسها والسياسات الاقتصادية البلشفية وإجراء الثورة في بلد واحد . وهو ما دفع ستالين للرد على تروتسكي بكراس خاص: “تروتسكية أم لينينية”.  كتب ستالين:

“… بداية فيما يخص انتفاضة أكتوبر، فقد راجت أقاويل كثيرة بين أعضاء الحزب بأن اللجنة المركزية بأجمعهاكانت ضد انتفاضة في شهر اكتوبر 1917. إن القصة  بأنه في  10 اكتوبر ، حينما ناقشت اللجنة المركزية قرارتنظيم انتفاضة في 10 اكتوبر  فإن أكثرية اللجنة المركزية تبنت في البداية  خيار عدم الانتفاضة، ولكن وخلالمجرى النقاش برز عامل في اجتماع   اللجنة المركزية وقال:

“… لقد قررتم موقفاً ضد الانتفاضة، ولكنني أقول لكم بأن انتفاضة ستحصل في الوقت نفسه، رغم كل شيء”.وعليه، فإنه بعد هذا التهديد سارت الأمور، فاللجنة المركزية التي ٍيُزعم أنها خُوِّفت عادت وطرحت مسألة الانتفاضةوتبنت قرار تنظيمها.

هذا ليس مجرد إشاعة ايها الرفاق. إنه متعلق بكتاب جون ريد المعروف “عشرة ايام“. كان ريد بعيدا عن حزبنا،وبالطبع، لا يمكنه ان يعرف تاريخ جلستنا السرية في 10 أكتوبر، وبالنتيجة، فقد تاثر بالأقاويل والدسائس التيراجت من قبل أُناس مثل سوخانوف. وهذه القصة تم تمريرها لاحقاً وتكررت في كثير من الكراسات التي كتبهاتروتسكيون، بمن فيهم أحد الكراريس الأخيرة عن أكتوبر كتبه سيركين. هذه الإشاعات قد تم دعمها في الادعاءاتالمثبتة في مزاعم تروتسكي الأخيرة.

وفي أعقاب مزاعم تروتسكي الأخيرة، لم يعد ممكنا تجاهل هذه الافتراءات، نظراً لأنها صيغت كي تؤثر على شبابنا، ولسوء الحظ، فإنها حصدت  بعض النتائج في هذا السياق.( أنظرFrom where the quote is taken:
http://www.marxists.org/…/stalin/works/1924/11_19.htm

1924: Trotskyism or Leninism? www.marxists.orgز Speech Delivered at the Plenum of the Communist Group in the A.U.C.C.T.U., November 19, 1924;First published in Pravda, No. 269, November 26, 1924;Transcribed by Carl Kavanagh.

أنظر بالعربية كذلك: تروتسكية أم لينينية ؟ – ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي جوزيف ستالين  الحوار المتمدن-العدد: 3960 – 2013 / 1 / 2 – 17:52  المحور: الارشيف الماركسي