لماذ هذا الصمت المدوي حول سوريا : رسالة للنخبة المصرية

إعادة لنشر تساؤلات سابقة

د.محمد أشرف البيومي

أستاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعتي الإسكندرية وولاية ميشجان (سابقا)   

 

أين مقالات وحوارات ما يسمي بالنخبة المصرية حول ما يدور في سوريا من حرب طاحنة لحوالي أربعة أعوام، رغم غزارة الكتابات والحوارات حول شتي المواضيع الهامة والتافهة؟

هل سوريا دولة هامشية لا تؤثر علي الأمن القومي المصري ولا تعنينا كثيرا؟

ماذا يعني هذا السكوت المدوي وماذا ورائه؟ ماذا تنتظرون؟ هل كنتم تنتظرون سقوط النظام كما تنبأ البعض بهذا السقوط الوشيك فطال الانتظار؟

 هل لا زالت هناك قيود علي الحوار حول القضايا الهامة أم النخبة هي التي تقيد نفسها بتجنب المسائل التي يعتبرونها شائكة؟

ما هي التداعيات الخطيرة المتوقعة في حالة سقوط النظام ، علي سوريا ومصر وبقية العالم العربي ؟ أليس من الجلي الواضح أن القوي الضالعة في محاولة إسقاط النظام السوري أن هدفها الحقيقي هو إسقاط  الدولة السورية؟

من هم “أصدقاء سوريا” : قطر، تركيا، السعودية، الولايات المتحدة وحلف الأطلنطي؛ وهل تشعرون بانسجام مع أو تخوف من أحد عناصر هذه القوي؟

هل نكون مخطئين إذا عرفنا الحلف المناويء للنظام السوري بالحلف الصهيو-رجعي- أمريكي والذي يتناقض مع آمال الشعوب العربية وتطلعاتها؟

هل الانشغال بمسائلنا الداخلية يلهينا عن أخطار محدقة أو يبرر إهمال قضايانا القومية بما فيها ما يدور في سوريا؟ وفي أي مصلحة يصب هذا الإهمال؟ ألا يريح هذا النهج قوي الهيمنة بل ويشجعه؟

أليس من الواضح الآن وكما نبهنا مرارا أن الذي يدور في سوريا هو مؤامرة كبري لإسقاط  نظام عربي رفض الخضوع للإملاءات الأمريكية والصهيونية و أن أداته الرئيسية هي الإرهاب البشع وقوي الإسلام السياسي؟

بعد تذوقنا لطعم الإرهاب الذي قتل جنود مصريين وأشاع الخوف بين المواطنين، أليس هذا الإرهاب هو جزء بسيط من نفس الإرهاب الذي يتصدي له النظام السوري؟ أم أن هناك إرهاب جيد وآخر رديء؟

وأيضا بعد تذوقنا للإعلام القطري عبر قناة الجزيرة التي شوهت عمدا ما يدور في سوريا ودعمت الإرهاب صراحة تحت حجج الدفاع عن الحرية والديمقراطية؛ أليس هذا الإعلام هو نفسه الذي يدعم الإسلام السياسي في مصر ويهاجم النظام المصري بنفس الاتهامات والشعارات؟

هل يقبل عاقل أن الصراع القائم الآن في الوطن العربي هو صراع سني- شيعي وليس عربي -صهيوني؟ أليس واضحا أن هذا التشويه الصارخ يضعنا في صفوف الأعداء؟

هل هناك تناقضا أكثر من أن يتواجد سفير للكيان الصهيوني في القاهرة ويغيب السفير السوري؟ لمصلحة من هذا الوضع المشين الذي يسمح بدولة كقطر محتفظة بمقعد في جامعة الدول العربية؟ أما سوريا إجدي الدول المؤسسة للجامعة فتفقد مقعدها!! ألا يدين هذا الوضع الشائن المنظمة بأكملها ويجعلها أداة من أدوات الهيمنة الغربية كما كتبت سابقاً؟

من هم الذي ينتظرون وراثة النظام؟ المعارضة الداخلية أم فصائل الإرهاب؟ وهل سيشكل ذلك تقدما ديمقراطيا هائلا وأمنا لكافة مكونات الشعب السوري؟ أم أننا سنشاهد مذابح دموية هائلة وسنعرف بشاعةالاستبداد الداعشي باسم الإسلام.

أيصح أن يصل الخلاف الأيديولوجي ضد حزب البعث السوري إلي درجة تمني سقوط الدولة السورية وذبح سوريا؟

لمصلحة من تتفيه دور سوريا في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومشاركتها الفعلية في انتصاراتها ولماذا التشكيك في دور حزب الله لكونه شيعيا وهل نحزن إذا تحررت فلسطين إذا كان لحزب الله دورا محوريا؟

نعارض الآن ممارسات الحكومة التركية بقيادة أردوغان ، فهل نؤيد مخططات أردوغان لإقامة منطقة عازلة في سوريا ولدعمه لإرهابي داعش ولماذا لا نعارض ذلك بوضوح؟

هل يمكن أن تناصر أمريكا العنصرية (التي رغم تمسكها بالشكل الديمقراطي الدعائي بينما تعتدي علي جوهر الديمقراطية في الداخل الأمريكي نفسه وفي دول عديدة مثل شيلي والسلفادور وفلسطين ونيكاراجوا وغيرها) والتي تؤيد الفاشية الإسلامية، أن تدعم ديمقراطية حقيقيةً في مصر أو سوريا؟ هل هناك حدود للأوهام السخيفة؟

هل واجب المثقف المصري هو تجنب وإهمال الوضع في سوريا؟ أم التدقيق في الحقائق ونشرها وتوعية المواطنين والسعي لعودة العلاقات الصرية السورية بكافة أشكالها الرسمية والشعبيةعبر تبادل الزيارات والحوارات؟ ألا يشكل هذا النهج إلتزاما حقيقيا وحرصا حقيقيا علي المصالح المصرية والعربية؟

هل يشكل دفاعنا عن الوطن السوري وتأييدنا الكامل للنظام السوري في مواجهته للعدوان تطابقا مع النظام في كافة الأمور؟ ألم ننتقد النظام في قضايا متعلقة بالحريات، وبعض الجوانب الاقتصادية والثقافية وذلك عبر المناقشات في مدن سورية وعبر الكتابات وان هذا النقد يسبب امتعاضاً وربما غضباً ًمن قبل  بعض دوائر وأفراد النظام التي تكون أحيانا أكثر ملكية من رأس النظام؟