روسيا اليوم RTخلل خطاب، اندساس أم دبلوماسية

عادل سمارة

استمع أحيانا إلى روسيا اليوم، بما أن روسيا حليفة لنا وتتحمل عبئا كبيرا لها ولنا. ودفاعنا عن سوريا دفاع بالمعنى حتى المباشر دفاع عن روسيا. وليس هذا لأن روسيا تحاول معادلة الوحش الغربي المتغوِّل في دم الأمم. بل حتى لأن اخطر فراخة إرهاب هي الشيشان. وغيرها من أجزاء الاتحاد الروسي والأجزاء المنفصلة عنه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. ليس صحيحاً أن روسيا اليوم لا تعرف أنه لا يوجد تحالف عربي ضد الشعب العربي اليماني. نعم بل هناك تحالف حكام عرب ضد اليمن وهو بلا إعلان ضد سوريا وكل الأمة العربية . بل تحالف عربي غربي صهيوني ضد اليمن وكل العرب. طبعا من قبيل الدبلوماسية لا تستطيع روسيا تسميته بشكله الحقيقي هذا. ولكن بوسعها تسميته تسمية حقيقية وسطا “تحالف انظمة عربية- حكام عرب” لأن تسميته عربي هو كذبة من الصديقة روسيا، او مداهنة، او حتى ربما اندساس موظف يشرف على القسم العربي، هذا مع أن الرئيس بوتين نفسه خبير مخابرات. هل الخلل من مترجمين عرب مخروقين أم من مستشرقين روس مخروقين؟

لماذا العدو الغربي أوضح، هل تراعي امريكا كرامة السورين حين تعلن انها ترفض الرئيس الأسد؟ اصلا لا يقولوا عن اي عربي الرئيس سواء كان وطنيا أم وغدا، بل ينادونه بإسمه في إعلامهم، لا يذكروا القابا سوى لحكام النفط لأن زيت النفط يسيل من ………… اساسا يسمون الوطن العربي (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا). نعرف ان تحالف روسيا معنا أقل من تحالف الغرب مع الأوغاد العرب ومع الكيان الصهيوني الإفشكنازي، ولكن للدبلوماسية حدودا.

قد يعتقد البعض أن هذا ثقيل. كلا. أليست حرب الإعلام هي التي عبأت الوطن العربي بخطاب انظمة وقوى الدين السياسي منذ 1967 وحتى اليوم فصارت الوهابية على تخلفها هي الثقافة السائدة تنافسها الإخوانية (تنافس/تحالف)  بينما قيادة الطرفين ذاهبة راجعة من أمريكا. وعشرات ملايين المخدرين بهما لا يفكرون في هذا قط. بل يحملون السواطير والبنادق ويقودون الدبابات لذبح الأمة العربية. تعرف روسيا هذا. فالخطاب خارق حارق اكثر من الرصاص. واحتلال اللغة والخطاب قاتل تماما. خذوا مثلا فلسطيينين يسمون الضفة وغزة فلسطين، وسوريين يسمون قوى الوهابيةوالإخوانية ثورة، وعراقيين لا يزالون لمدح انفسهم ولافتقارهم لأي إنجاز يلعنون صدام حسين (النظام البائد) بينما يستميحون امريكا بالعودة للعراق، وليبيين يتحدثون عن ثورة وهم تحت نعال متخلفي الإرهاب لينما نفطهم في غرف مخابرات الغربية، وتونسيون لا يجرؤ حاكمهم الجديد على إعادة سفارة سوريا ويتحدث عن ثورة، ومصريين لا يقفوا في وجه السيسي وهو يحاصر غزة ويتحدث عن الإسلام…الخ لا حصر لهذا، ولكن أعتقد ان على كل عربي لا يزال يحتفظ بكرامة عقله أن يدقق في كل كلمة في كل مصطلح. لأن سلعة الثقافة والإعلام تعيش مئات السنين بينما اية سلعة معمِّرة تعيش عشر سنوات. ليتذكر جماعة روسيا اليوم أن الطابور السادس الثقافي  يعتبر روسيا إمبريالية، لأنها راسمالية. ليكن، ليس هذا مجال النقاش لكن مثل هذا الخطاب يزيد معسكر عملاء الثقافة ويعطيهم مصداقية.