لا تظلموا لبنان

عادل سمارة

لا تظلموا الفساد الديمقراطي

حتى قبل الحراك الجاري في لبنان، وبعيدا عن المصداقية والتبعية والمأجورية فيه. قبل كل هذا كان اللبناني وكل عربي يتهكم بان قرار لينان من الرئاسة إلى البرلمان وحتى النظافة ليس قرارا لبنانيا في الأصل والمبتدأ. وهذا صحيح.

ولكن أين هو البلد العربي الذي قراره ذاتي؟ بل اين هو البلد العربي الذي يشكل شبه مركز ليؤثر على بقية القطريات العربية؟

من يستمع لوسائل الإعلام، يلاحظ انها تتحدث عن العرب كإقطاعة تقودها أمريكا دون كلمة تحريض أو نقد أو حتى دون اسىً!  بشكل “طبيعي ” جدا، يتحدث إعلام العرب عن دور امريكا في شق السودات والتجهيز لانفصالات أخرى، ومصر بجوار السودان كجثة أو إجهاض ضخم لا يقوى حتى على فرقة إرهابية في سيناء، وفي  العراق يتم بناء التقسيم بعد أن باركت البرجوازية الطائفية والمرجعيات الدينية احتلال امريكا لهذا البلد، والجزائر ترتعد من القاعدة الإرهابية التي خلقها الناتو في ليبيا، واليمن تحرقه السعودية والسعودية مأمورة أمريكيا وصهيونيا، والفلسطينيون قرارهم إما امريكي وإما تركي، وكيانات الخليج لا سيادة لحكامها سوى على الجواري  والغلمان.وتونس تمالىء الوحش الليبي كي لا يفترسها…الخ.

على الأقل في لبنان هناك ديمقراطية فاسدة وهناك إقرار علني بان البلد ذو مرجعية خارجية.