رؤساء بلدية القدس المحتلة بين الهلوسة والعربدة

عادل سمارة

في عام 1987، وقبل انفجار الانتفاضة الأولى بأشهر كتب ميرون بنفنستي (كان حينها نائب رئيس بلدية القدس ” المحتلة/الموحدة” بان الصراع بين الفلسطينيين والكيان وصل ربع الساعة الأخير، وبان النضال الفلسطيني انتهى. وإذا الانتفاضة الفلسطينية الأولى تذهلهم كما اذهلتنا فخلطت الأوراق وهزت العالم. وبالطبع كانت اللحظة التاريخية سيئة لأن الكتلة الاشتراكية كانت في تفكك ناهيك عن بؤس الوضع العربي. إلا أن الأهم أن الانتفاضة تلك أعادت الروح للمقاومة المستمرة. وفي الانتفاضة الحالية، خرج رئيس بلدية القدس “المحتلة /الموحدة” نير بركات وهو يحمل البندقية إلى شوارع القدس القديمة. طبعا ليس شجاعا لأنه كان محاطاً بأحزمة من جند العدو. بنفنستي كان من حزب العمل وما يسمى “اليسار” لذا كان يدير مركز ابحاث ممول من امريكا West Bank and Gaza Data Project بكلام آخر،  فإن  رئيس مركز الأبحاث نظرا لعنصريته انتهى في استنتاجات مهلوسة. طبعا لا ننسى أن مثقفي الطابور السادس الفلسطينيين كانوا مبهورين فيه ومتزلفين له. أما رئيس البلدية الحالي وهو ليكودي فهو على نمط الكاوبوي الأمريكي تماما كما ان نتنياهو على نمط المحافظين الجدد ، لم يجد لديه ما يقوم به ل “توحيد القدس” سوى البلطجة. خلاصة القول، أن علينا أن نفهم بان هذا العدو ليس عبقريا كما يزعم وكما يروج الحكام العرب ومثقفو الطابور السادس الذين بالترويج يبررون ارتباطهم وتعاقدهم مع العدو. الانتفاضة الحالية تأتي مع تطور قطبيات جديدة في العالم ولكن مع واقع عربي يعاني مذابح الوهابية وداعش. لا باس ولكن هذه الانتفاضة ايضا هزت العالم ووضعت الكيان أمام وجوب الاعتراف بأن “المهمة…فشلت” أي المشروع الصهيوني.