الأقصى ليس خطا أحمر وهو ليس خطا

محمود فنون

تتردد عبارات تهديدية لقبيلة اليهود منذ تزايدت اقتحامات اليهود للأقصى ، وأبرز هذه العبارات  ” إلاّ القدس “” القدس خط أحمر ” ” الأقصى خط أحمر”

وتستمر هذه التهديدات ويعلو الصوت بها من خلال شاشات التلفاز ، وفي الأغاني والأهم في خطابات المسئولين وخاصة المسئولين الكبار كبار كبار .. وتستمر اقتحامات وانتهاكات اليهود وأحيانا يقيمون فيه صلواتهم رغم هذه التهديدات  .

مهم جدا جدا أن نقول ان الأمر لا يتعلق يالصلاة بل إن اليهود يأخذون العقار ويصبح بعدها خاص بهم ويهودوه إلى غير رجعة أي يحوزونه لهم ويزيدون مساحة استيطانهم  . بالرغم من الخط الأحمر وكل التهديات !

ماذا تعني هذه العبارات ؟؟

تعني أنه إذا اعتدى اليهود على القدس والأقصى مرة أخرى فإن هذا المسئول لن يسامح  وسيغضب  وأعوذ بالله من شر غضبه !!! وهو سيقيم الدنيا ويقعدها، وهو سيطالب الأمم المتحدة بالتدخل وهو سيفضحهم بالصوت والصورة وهو سيتهم أمريكا القوية الكبيرة بأنها تكيل بمكيالين ، وهو وبكل تأكيد كما يتطلب الخيال المريض سيركب الحصان ويسحب السيف ويهجم عليهم ويلعن أبوهم .

أما أنه سيغضب ، فهذا ممكن .

وأما انه يركب حصانا ويحمل بيده سيف فهذا كذلك ممكن ولكن في إطار “الحوش  ” فقط.

وأما انه سيلعن أبوهم .. فهذا كذلك ممكن ، وله كل الحق أن يدير وجهه جهة اليهود ويصرخ بصوته العالي ” يلعن ابوكم ويضيف – يا كلاب يا أولاد الكلاب .. وكما قال أحدهم يا ابن اليهودية وهذه شتيمة ليس مثلها شتيمة .

ماذا يقول المريدون حينما يسمعون مسؤولا يقول : الأقصى خط أحمر ؟

إن المريد لا يعرف أن المسئول يكذب ويضلل ولا يخطر على باله امر كهذا ، و قد يعتقد لسذاجته بأن المسئول والذي سبق وسامح إسرائيل على كل ما فعلت ، قد انتابه الغضب اليوم وهو ينتظر منها أن تهدم الأقصى حتى ….

حتى ماذا ؟

لا شيء ، فالمسئول فارغ من أي حيلة وعاجز. وكل عبارات التهديد التي ينطق بها هي  تعبيرا عن العجز والقهر وقلة الحيلة .

ان المسئولين الذين يستعملون هذا الخطاب هم شركاء في تضليل وقهر الشعب الفلسطيني .

إن أخطر المعارك التي يمكن أن تخسرها امة هي معركة الثقافة والوعي والذهنية ، والشعب الفلسطيني يتعرض باستمرار لهجمات على هذا الصعيد لتغيير ذهنيته وتدجينها على قبول الإستعمار . وإن أخطر من يقوم بهذه المهمة هم المسئولين العاجزين بكل أشكالهم ومنهم من استدخل الهزيمة بوعي ومعرفة ومنهم من يخدم العدو بجهالة وهؤلاء على نفس درجة الخطورة ومنهم من يخدم العدو جبنا ونذالة وخوفا على حياته .

خسيء المسئولين الأنذال . فهم وفي ظل ثيادتهم تراجعت القضية بدلا من أن تتقدم والتراجع يتلوه تراجع ، ولم يكلف أحدهم نفسه مسئولية الإجابة على سؤال : لماذا لم تنتصر ؟