موقف ميشيل كيلو من تراكيب الصراع في سوريا

محمود فنون

 

اطلعت على عدة مقالات منشورة باسم ميشيل كيلو وهو أحد قادة المعارضة السورية وساهم في تشكيل مجلس اسطانبول وإئتلاف الدوحة وكلاهما برعاية أمريكية .

“يلقى الائتلاف دعما من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية أصدرت الولايات المتحدة بيانا صحافيا في 11 نوفمبر تهنئ فيه الممثلين عن الشعب السوري على تشكيل  الإئتلاف نص البيان على “إننا نتطلع إلى دعم الائتلاف الوطني…. وشكر قطر على دورها في المؤتمر. “

يعتبر كيلو من التيار الشيوعي في سوريا أصلا ومنه تدحرج إلى مؤسسات ال : NGOs وغرق في نعمائها .

ما الذي حصل : كما يفعل الكثيرون بعد التحول ، يحملون تاريخهم السابق على ظهرهم وباسمه يروجون لتاريخ جديد بعد ان أصبحوا مقبولين في سرب جديد تزوده الدول المانحة وتغذي مواقفه بما يتناسب مع مصالحها ، ليقوموا هم وبسلاح ثقافتهم وتاريخهم الوطني بنقد الواقع بما يتماها مع الحالة النقدية السائدة وبعد أن يتمركزوا جيدا ينفثون سموما معادية .

هكذا فعل كيلو مسلحا بيساريته وثقافته وظروفه السابقة حينما ربط نفسه مع اسطانبول وأنقرة ومن خلال عرابين معروفين بالإسم .

تتبعت تحليلات ميشيل كيلو وتقييماته للقوى الفاعلة في سوريا :

ينظر إلى روسيا بعين العداء الصريح ويصنفها انها العدو الأبرز الذي تدخل مؤخرا لإنقاذ “النظام الأسدي المتهاوي” على حد تعبيره وذلك بعد أن فشلت القوات الإيرانية المعادية في تثبيت وضع النظام الأسدي ، وكذلك حزب الله هو في قائمة الأعداء .

لا غرابة في ذلك ما دام كيلو في الطرف الآخر الذي يقاتله النظام وحلفاؤه .

غير ان كيلو شيوعي ، ولكن كيف ينظر للفريق الآخر من طرفي الصراع الدائر في سوريا ؟ هذا الصراع الذي تخوضه قوى دولية وإقليمية وعربية متعددة بالإضافة إلى قوى المرتزقة والقوى المحلية المعادية للنظام السوري؟

نعم إن إيران تدعم النظام السوري وحليفة له وتدعمه بالمال والسلاح والرجال والمشورة وكل ما لديها  من وسائل . وكذلك جاءت روسيا بدعوة رسمية من النظام وقدمت وتقدم الدعم بمختلف أشكاله وأبرزه القصف الجوي لقوى المعارضة السورية وتدعم النظام وبقاء النظام وتقوية النظام سياسيا وعسكريا . وكذلك حزب الله والحزب القومي السوري الإجتماعي من لبنان كل بما لديه في صف النظام ومحاربة أعدائه .

هذه القوى لم تبدأ الحرب في سوريا  وليس لها مصلحة بشن هذه الحرب بل هي تخوض حربا دفاعية عن سوريا في مواجهة حلف معادي لسوريا ويسعى لتقويضها ، حلف تتزعمه أمريكا ومجموعة الدول الأوروبية وتركيا وعديد من الدول التابعة للإمبريالية ومعها الدول العربية الرجعية ومنها السعودية وقطر .

قلنا ان ميشيل كيلو شيوعي الثقافة والمنهج والتحليل ومع ذلك ينظر بعين العداء الصارخ والذي يتمنى الموت لكل الحلف المقاوم في سوريا وبالطبع يتمنى النصر لما يسميه الثورة السورية  المندمجة في الحلف الأمريكي والتي تخوض حربا ليس لتحرير سوريا بل لتدمير سوريا خدمة وبالإنابة عن امريكا وحلفها .

هو يرى من أهداف الثورة في سوريا : ” في الحالة السورية التي تفوق، في منطوياتها ودلالاتها، ما عرفته الحالتان التونسية والمصرية، تبدو الثورة وكأنها لم تستهدف نظام الأسد وحده، بل استهدفت كذلك النظامين، الإيراني والروسي، ..” وعلى هذا يجري تحديد معسكري الأعداء والأصدقاء

فالنظام السوري عدو ومعه كذلك إيران وروسيا مستهدفتان من الحرب .

هل هذا تعبير صريحعن الإنسجام مع الرؤية الأمريكية لكل من إيران وروسيا

كيف يحلل القوى ؟

داعش هي أقرب ما يكون إلى أداة من أدوات النظام السوري ؟؟

فيقول في مقالة له :

“بما أن التنظيم (داعش) يسهم، هذه المرة أيضاً، في حصار مقاتلي الثورة وحشرهم بين فكي كماشةٍ، طرفها الآخر جيش النظام، شريكه الذي يفيد من وجوده ودوره في مناطق المعارك الحاسمة، حيث يضغط، بكامل قوته، على الثوار، ويهاجمهم ويقطع طرق إمدادهم ويضيق الخناق عليهم، ويخفف ضغوطهم عن جيش الأسد ويقوّض مقاومتهم له،”

أي أن كيلو يرى أن داعش في حلف النظام

وعلى اية حال فداعش والنصرة ليستا مقبولتين لميشيل كيلو وهما فصيلان رجعيان سلفيان  وهما من ألد اعداء النظام ويحاربهما النظام بقسوة ..ولكن كيلو ينشر الموقف كدعاية مضادة للنظام ومن أجل التحريض عليه

الأمر الأهم كيف ينظر ميشيل الشيوعي لأمريكا ؟

الأصل ان امريكا عدوة الشعوب وعدوة الثورات وهكذا فهم كيلو في زمان سابق وامريكا فعلا كذلك كانت ولا زالت .

اليوم ينتقد كيلو امريكا بنعومة ليس لأنها عدوة الشعوب والثورات بل لأنها لا تقوم بدور أعلى وأشد من الدور الذي تقوم به ، وكيلو لا يكتفي بان تقوم أمريكا بإدارة الحرب في الحدود التي تقوم بها من خلال تركيا وقطر والسعودية وداعش والنصرة وكل أشكال المرتزقة .فهو يرى مثلا ان الدور الأمريكي يؤجل الحل في سوريا حيث يقول  : ” أرجع عضو الائتلاف السوري المعارض ميشيل كيلو تأخر الحل في سوريا إلى الدور الأميركي ورغبة واشنطن في ترويض إيران من خلال الحرب السورية. وأشار كيلو إلى أن واشنطن هي الوحيدة التي تطالب بأولوية مكافحة الإرهاب بسوريا.

وفي مكان آخر

“قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض ميشيل كيلو، الخميس، “إن المفتاح الرئيسي لحل الأزمة السورية بيد الرئيس الأميركي باراك أوباما”، مضيفا أن واشنطن “استغلت الثورة السورية في صراعها مع إيران وتصفية حسابات إقليمية على حساب دماء السوريين”

 وينتقد أوباما انتقاد العبد للسيد حاثا اياه على حماية أوروبا من الإرهاب ويتسائل :

“هل ستتعامى إدارة أوباما عن الحدث الأوروبي بالطريقة التي تعامت بها عن الحدث السوري؟ “

كما يشخص موقفها من ساحة الصراع في سوريا  : “في حين انفردت أميركا بتحديد ساحة الصراع ومفرداته وأدوار الضالعين فيه، ووجهت بتطوراته، وأدارت صراعاته بأساليب “إدارة الأزمات”، التي تتكفل بإدامتها وتدفعها نحو الأهداف التي عينت لها، وقيدت جميع جهاته بخطوط حمراء رسمتها لهم. “ويعتقد انه بهذا ينتقد الموقف المريكي وسقفه أن هذا : ” الأمر الذي يفسر صمت واشنطن على غزو الجيش الروسي سورية، ..”

لقد وصف في منشوراته كل من النظام السوري وإيران وروسيا بأشد كلمات العداء ولكنه ينتقد أمريكا لأنها لا ترفع سقف تدخلها المباشر لذبح سوريا .فهل موقف امريكا منسجم مع  أهداف كيلو من الثورة السورية كما يراها ام ان كيلو نفسه يتقاطع مع الموقف الأمريكي بحجة الثورة السورية  المفترضة؟