أسئلة في محاولة الانقلاب التركي

عادل سمارة

 

(1)

 

السلطان

هائلة لتيار الدين السياسي عربيا. يبدو ان امريكا قد ااقفلت صفحة تسليم المنطقة لقوى الين السياسي. في كافة الأحوال، خلخلة تركيا خدمة لنا وللإنسانية . طبعا الجيش التركي سيواصل علاقته بالكيان لكنه قد يوقف فيضان الارهابيين إلى سوريا. والآن مجددا على سوريا ان تتهيء لمشروع عروبي وخاصة ضد توابع امريكا من الخليج. سقوط الإخوان في تركيا أمر هام جدا، إنه فرصة هائلة لصالح سوريا. وهذا يعني ضربة هائلة لتيار التسوية والتطبيع العربيين. وبالمناسبة صمود سوريا قوة لمعسكر المقاومة وهذا هزيمة للتطبيع وللذين يصرخون للتعايش مع المستوطنين من داخل فلسطين؟؟؟ ويدعمهم مشبوهون ويجبن كثير من الفصاءل الفلسطينية عن التصدي لهم. ختاما، أي خلل في تركيا هو جميل وممتع.

(2)

 

تركيا

كما اكدت في البداية فإن أي خلل في العدو التركي هو مفيد لنا. كل هزة لنظام الدين السياسي هو خدمة لنا وضعفا في جنون العدوان على سوريا. تركيا تعاني من ربيبها الإرهاب، ومن نضال حزب العمال الكردستاني والآن محاولة انقلاب اي من الجيش أي انشقاق في الجيش. نعم لا نحب الانقلابات، ولكن حين يكون ضد عدونا فليكن حريقا لبلد يخدم الناتو والصهيونية ويعادي العرب. لننتظر التداعيات لاحقا حتى لو فشل الانقلاب. صحصح ان الأحزاب المعارضة قالت انها ضد الانقلابات ، لكنها لن تكون حزينة لو سقط اردوغان. لكنها ايضا سوف تستفيد دعاويا ضد اردوغان بانه جلب للبلاد الفوضى وهذه قوة انتخابية لمنافسي حزب اردوغان.

(3)

 

إنقلاب بدون (أف 16)؟

وهزاته الإرتدادية: إذا صحت الأخبار عن أن قيادة سلاح الجو هي التي قامت بالانقلاب، وعن دور امريكا في إجهاض الانقلاب، وإسقاط 24 طائرة هليوكبتر للانقلابيين فلماذا:

1-   لماذا لم يستخدم سلاح الجو التركي لحماية الانقلاب ومواجهة طائرات امريكا. هل مفاتيحها بيد السفير الأمريكي؟

2-   لماذا  لا يكون هدف امريكا تقليم أظافر اردوغان والجيش معاً؟ أي أن لأمريكا الدورين:

1-       دور ما في الانقلاب لتصفية القيادات الأكثر وطنية في الجيش التركي ولكنها تبقى أطلسية لأن معظم القوى السياسية والعسكرية في تركيا هي ذات توجه غربي وناتوي وصديقه للكيان الصهيوني وبالتالي على الأقل ليست محبة للعرب.

2-       ثم التآمر مع اردوغان بإفشال الانقلاب لكي يركع اردوغان لإملاءات السياسة الأمريكية ويتوقف عن مشاكساته بالسير تماما في الثلم الأمريكي.

ليس سهلا ان يقوم احد بانقلاب في تركيا بلا علاقة ما بامريكا. اما فتح الله جولن، فقد يكون هدية أمريكا لأردوغان، وما قيمة معارض في مصالح الدول وخاصة امريكا وما أكثر المعارضات التي يحتضنها الغرب إلى حين ذبحها كخاروف العيد. سواء كانت عميلة كالمعارضة العراقية لصدام او المعارضة السورية للأسد الأب والإبن أم لا؟. من هنا يرفع بن علي يلدرين السقف بأن من لا يسلم غولين هو عدو لتركيا. وهل تجرؤ تركيا على اعتبار امريكا عدوا؟

(4)

 

نقطة نظام اردوغان أضعف

كتب لي اصدقاء بأن اردوغان امريكي قبل وبعد الانقلاب. طبعا، ولكن اردوغان (عنتر) قبل الانقلاب مختلف عن اردوغان (انقذته امريكا-إن صحت التقديرات، هذا من جهة ومن جهة ثانية ان خللا داخليا اصاب بلده) أي أنه سيكون عدو لنا لكن مكشوف كي لا يقوم باستعراض ومناورات من طراز ما قام به قبل عشر سنوات رفضا لحديث بيرس اارسال سفينة مرمرة. لقد خسر من اسمهمه في شارعه وشارعنا سواء بالكشف عن التطبيع السري مع الكيان إلى العلني وفي كونه الآن مكلبش بالذراع الأمريكي.

(5)

 

لا احد يمثل الفلسطينيين؟

ما حدث في تركيا في اليومين الماضيين خلق حالة من فوضى العقل الفلسطينية. البعض شعر بالسعادة بالانقلاب والبعض شعر بالسعادة بفشل الانقلاب. لفت نظري حديث احد صحفيي حركة حماس بأن الشعب الفلسطيني مستعد للتضحية بدمه على شواطىء تركيا. هنا يتجلى الضياع الفلسطيني. نعم شعب بلا ارض يغدو من الهشاشة بمكان بحيث يغدو قابلا للاستخدام في الثورة المضادة أو منخرطا في الثورة. ولأنه كذلك، فلا يوجد ممثل واحد له على الأقل هذه الأيام. فكيف يقول هذا أو ذااك “الشعب موقفه كذا”. حديث صحافي حركة حماس، يذكرني بالعرب والمسلمين والفلسطينيين الذين تطوعوا لبذل دمائهم في أفغانستان منذ 1978. مر هؤلاء عن كل الوطن العربي الذي يحتاج “تضحياتهم” ومروا بل خرج بعضهم من فلسطين ولم يروا حاجتها لدمهم حتى اليوم! وكان ما كان من هؤلاء بل كان ما كان من توظيفهم. لا أميل لمهاجمة حماس، لكن ايها الناس ألا يكفي موقف قيادتكم ضد سوريا بناء على وعود اردوغان؟ على الأقل إعطونا فرصة كي نتناسى ذلك ليكون هناك مدخلا لرأب الصدع وتجميع بعض الفلسطينيين على موقف للوطن. إذا كان تصريح الناطق باسم حماس بكل هذه الحماسة، نسأل: ألم يزعجه كشف اردوغان التطبيع الحقيقي مع الكيان الصهيوني؟ ألم تدركوا ايها الناس أنه لا يمكن لأي شخص أن يدعم المقاومة وأن يدعم الكيان الصهيوني في الوقت نفسه. حتى الآن هناك ثلاثة جهات تزعم دعم المقاومة وتمارس دعم الكيان: الرئيس التركي اردوغان عزمي بشارة في قطر وجماعة “صرخة من الأعماق” من الفلسطينيين الذين يُدعون لمؤتمر قومي لدعم المقاومة، ويطالبون بدولة في فلسطين مع المستوطنين. اردوغان وصحفي حماس من قوى الدين السياسي،وعزمي بشارة علماني قومي والصارخون من خلفية ماركسية وطبعا علمانية. ترى هل هناك تحالفا بين هؤلاء جميعا؟