غزوة ليبرمان…من تمفصلاتها

عادل سمارة

-1-

في المقابلة التي منحها ليبرمان لصحيفة فلسطينية قال بأن شارون قال له: ” سيأتي يوما من الأيام ترى  قطاع غزة يتحول إلى سنغافوة او هونغ كونغ الشرق الأوسط”.

هل قالها شارون؟ لا يمكننا تصديق عدو نحن معه في صراع وجود. لكن ذكر سنغافورة وهونغ كونغ، يثير اشجانا قديمة وأخرى جديدة.

القديمة، كانت أحلام اقتصاديي ومن ثم سياسيي م.ت.ف إبان وجودهم في الخارج ومن ثم الانتقال إلى اتفاق أوسلو وبروتوكول باريس. كان الحديث كذلك عن شبه بتايوان. حينها كتبت “لا تايوان بعد تايوان” أي لا “إسرائيل في المنطقة غير إسرائيل”. لا يسمح الغرب الراسمالي كعدو بذلك. هذا دون أن نتحدث عن ما هي طبيعة اقتصادات تلكم المناطير  في مواجهة نمو صين ماو تسي تونغ.

والحديثة، هل قالها ليبرمان كحديث  مجاني، لتذكر سلفه شارون، أم هو إيحاء بطبخة ما من أجل  إمارة على شكل محطة تبديل وتقاطع أنابيب الغاز بما تشبه به تايوان/سنغافورة/هونغ كونغ. ستكون  من صنع تركيا وقطر.

 

-2-

“أي حرب قادمة على غزة ستكون الحرب الأخيرة”.

 هذا مما قاله ليبرمان للصحففين اللذين التقياه. طبعا لا نسال لماذا لم يناقشا او يردا. وهذا ما لا يحصل مع صحفي غربي حين يقابل عربيا!

لعل ليبرمان مستندا في الاعتقاد بأنها الحرب الأخيرة على ثلاثة عوامل مترابطة ليس منبعها الكيان الصهيوني نفسه. فالكيان جرب كل ما لديه من آلة دمار صنعها كل الغرب الرسمالي، في العدوانات السابقة ولم يفلح.

العامل الأول: إنها ستكون حربا مختلفة لأن بها شركاء عربا علانية. فتجربة دخول السعودية كامب ديفيد من الباب المائي الموارب لجزر تيران وصنافير  ودخولها الحرب على العراق وسوريا واليمن، فلماذا  لاتدخلها ضد الفلسطينيين؟ أما من جانب حلفاء حماس، أي قطر وتركيا، فإنهما في النهاية في صف الكيان وما سيفعلانه هو مالا ودواء بعد المذبحة. إنه الواقع العربي العام حيث حتى الشرفاء غارقين في مشاكلهم الداخلية، وهو إشغال مقصود.

العامل الثاني: وهو المزيد من انحطاط القيادة الأمريكية وخاصة إذا ما فازت كلينتون التي وعدت: “في الحرب القادمة سنقتل من غزة 200 ألف وليس فقط الفين”. لنتذكر هنا ان معظم الساسة العرب ومثقفي الطابور السادس يلعقون حذار امريكا.

العامل الثالث: الخيار النووي المصغر، وهو ما ألمح إليه المفكر الصهيوني الكبير نوحام تشومسكي، ومع ذلك طالما استقبله عرب الطابور السادس الثقافي.

  • ·       الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها حصراً ولا تعبر بالضرورة عن رأي نشرة “كنعان” الإلكترونية أو محرريها ولا موقع “كنعان” أو محرريه.