فرانز فانون ومآل المستعمِر والمستعمَر في الجزائر، جنوب إفريقيا وفلسطين (الجزء الأول)، عادل سمارة

لم يفقد فكر فرانز فانون راهنيته الفكرية والعملية رغم مرور اكثر من خمسة عقود على رحيله. وبمعزل عن وصول الثورات إلى مقولته المركزية ، أي تحقيق هدف الثورة بخلق إنسان جديد في حالتَي المستعمِر والمستعمَر، إلا ان هذا الهدف هو الهدف الأكثر إنسانية وملحاحية، لأنه يجمع بين الوعي والعمل النضالي بالعقل والجسد مما يُبقيه ضرورة إنسانية معولمة. كما أن فشل مقولة، ومن ثم مرحلة، ما بعد الاستعمار، وانكشافها على شكل لغة وخطاب بلا تجسيد عملي لا سيما باتخاذها اشكالا من الاستعمار الحقيقي والمتعدد وصولا إلى العولمة  مقودة بالنيولبرالية والتصحيح الهيكلي واحتلال الكمبرادور إرث الثورات وحتى قيام الإمبريالية بموجة استعمار عسكري دموي مباشر سواء ضد يوغسلافيا وأفغانستان والعراق واليمن وليبيا وسوريا…الخ  كلها يؤكد على اهمية فكر فانون وتجديد تحربته.

صحيح أن راهنية الأفكار تطول، فالفكر ليست له  قيمة تبادلية بل قيمة استعمالية، وإذا تمادينا بالقول أن الفكر سلعة فليس سلعة استهلاكية ولا حتى معمرة بل سلعة ابدية تنتقل عبر الألفيات.  ولكن هناك جانب يمكننا تجاوزا تسميته “مابعديْ” وهو أبعد من الميداني او هو مآل الميداني،وهو أقرب إلى الاستشراف او التنبؤ أي أقل من التنظير المحكم وأقل حتى من التحليل، فهل أسس فانون لهذا الأمر؟

طبيعي أن الميداني أقصر عمرا وأقل حاجة للتطبيق من النظري المجرد. ولكن في الميدان، ولا نقصد هنا فقط ميدان الاشتباك المسلح بل أوسع اي الميدان الاجتماعي الاقتصادي السياسي الطبقي النفسي الثقافي…الخ، وهو ميدان مستمر لما بعد “التحرير/الاستقلال”. إنه مرحلة جديدة من دور الثورة في علاقتها بكل من:

  • المجتمع المحرر حديثا
  • المستعمِر المهزوم حديثا
  • النظام العالمي.

تجدر الإشارة إلى ان الحالة التطبيقية لفكر فانون هي الثورة الجزائرية وهي جزء او تجربة من تجارب الموجة القومية الثانية[1] وهي الموجة التي انتكست طبعا بعد انحلال باندونغ. وانتكاستها هي التي تطرح السؤال حول راهنية فانون وتحديدا حول مدى نجاحه في تحليل سلطة ما بعد”إستعمار” بالمفهوم الطبقي وليس ما بعد الإستعمار.

اخنزل فانون الموقف من المستعمِر بوضوح عبقري استخلصه من عبقرية الميدان أو فوهة البندقية كما قال ماو تسي تونغ وكثَّفه في :

  • الثورة تقتل المستعمَر والمستعمِر
  • وتخلقهما من جديد

وهذا يستدعي سؤالنا هنا: هل حقا هناك ما بعد الاستعمار؟ أم ما بعد “إستعمارٍ ما” مرحلة أو طبعة من الاستعمار؟ وكذلك السؤال:

  • هل حقاً خُلق إنسان جديد في بلد الثورة بمضمون أوسع من الكفاح المسلح؟
  • وهل حقا تم خلق إنسان جديد في البلد الاستعماري وتحديداً متخلصا من ثقافته ومصالحه الاستعمارية؟ هل المستعمِر الذي هرب إلى فرنسا، ناهيك عن الحركيين، قد تخلص من إنسانه المستعمِر؟
  • أم أن فانون قتل الإنسانين القديمين فأتى آخرين متصالحين بتواطؤ من المستعمَر وجشع ووحشية عنصرية من المستعمِر؟

ليست هذه الأسئلة لتأليه فانون كي يرى كل شيء  كما تم وصف جلجامش : “هذا الذي رأى كل شيء، فغّنِي بذكره يا بلادي”،  ولكن هذه الأسئلة هي للإضاءة على واقع ما بعد إستعمار أي مرحلة أو طبعة من الإستعمار، مما يعني أن مشروع فانون لم يُستكمل، هذا إن كان هناك مشروعا يمكن استكماله بحذافيره طالما ينتقل العالم من حدث إلى آخر بمعنى ان ينتقل او يتحول المشروع من مستوى إلى آخر,

لقد ادرك فانون فاعلية العنف الثوري الوطني/القومي في الصراع ضد الاستعمار. ولكن إلى اي حد التقط أو أحاط بالبعد االطبقي  بعد الاستعمار؟ أي في عهد الدولة الوطنية، دولة ما بعد “إستعمار”.

هل كانت قدرته على القطع مع المستعمِز اقوى منها على الاستشراف، أي وضوح البندقية وضبابية الرؤية الطبقية.

 

الطبقة قبل وبعد التحرير

 

يسبقنا الحدث دائما، ويكون لنا ان نتفاعل معه ونؤثر فيه بدرجة أو أخرى لتظهر مساهمتنا في احداث اخرى مباشرة او لا مباشرة. لقد عايش ماركس الموجة القومية الأولى في عصر  الثورة الصناعية في غرب اوروبا حيث كان صعود البروليتاريا بما هي الطبقة الند والطباق للبرجوازية فاعتبرها القوة الطبقية الثورية وبخل بذلك على الفلاحين.وعليه فإن التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية القائمة ونمط الانتاج المهيمن هما اللذين ارتكز عليهما ماركس في قرائته للمجتمع والصراع الطبقي هناك وفي حينه. لذا لم يراهن ماركس على الفلاحين في فرنسا، بل لا شك ان دور الفلاحين ضد كميونة باريس قد عمق موقفه الناقد لهم.

بالمقابل، عايش فانون الموجة القومية الثانية في محيط النظام الراسمالي العالمي مع خمسينات القرن العشرين  حيث الفلاحين هم الأغلبية الشعبية والأكثر عرضة لاضطهاد المستعمِر مقابل برجوازية جنينية معتمدة وتابعة للمستعمِر, فكان طبيعيا أن يرى فيها الاحتمالية الثورية.

 ومن هنا  التقط فانون مركزية دور الفلاحين في الجزائر الإفريقية منطلقا من اتساع هذه الطبقة مجتمعيا وتناقضها مع المستعمِز. وهكذا جادل فانون برؤيته الثاقبة حيث ركز على  بعدين: البعد العام هو العنف الثوري كبعد أممي، والبعد الخاص المدرك خصوصية إفريقيا كمجتمعات فلاحية غالباً كبعد مناطقي إقليمي.

إذن، يقود تغير الأحداث إلى تغير في مواقع ومواقف الطبقات الاجتماعية، ولعل هذا ما يفسر عدم ارتكاز تحليل ماركس وتوقعاته على الفلاحين في فرنساالثورة الصناعية  في القرن التاسع عشر.

يرى فانون في العنف إعادة خلق مزدوج وهنا فقط يتم تجاوز الثنائية. لنقرأ اين وصل هذا اليوم على ضوء  دخول حقبة العولمة حيث تفككت معظم انظمة الاشتراكية المحققة وانتهت معظم دول باندونغ إلى تبعية هائلة ويتم تفتيت العديد من بلدان العالم على شكل موجة القومية الثالثة التي هي موجة توابع وأدوات وأوكار إرهاب. وللتحديد، أين موقع الموجة القومية الثالثة من إرث فانون على ضوء  مآل حركات التحرر الوطني في الموجة الثانية التي كان فانون أهم منظريها.

ماذا عن اليوم؟ ذهبت البشرية شوطاً بعيدا في الاقتصاد مقودة بالطبع بنمط الإنتاج الرأسمالي، انتقلت أكثر إلى الصناعة بل نقلت الصناعة القديمة إلى المحيط، وذهب المركز إلى حقبة العولمة بعد الإمبريالية، وإلى الاقتصاد الجديد  والمضارب بعد الإنتاج السلعي، وإلى اللبرالية الجديدة بعد اللبرالية المؤسِّسة والآن إلى الأزمة المالية الاقتصادية مترافقة مع المحافظية الجديدة. وفي كل هذا تعمل الدولة/السلطة في خدمة الشركات محليا وعولمياً. لا شك أن هذا لم يتوقعه فانون.

اين الفلاحين في هذا الخضم؟ مئات ملايين الفلاحين في الهند والصين يعودون إلى الريف فلا يجدون الأرض التي غادروها لأن الشركات الغربية الكبرى شغلتها. فالصين مثلا وهي نموذج تحرر وطني عاصرها فانون كحالة ما بعد استعمار قد تحولت بعد رحيل ماو 1976 إلى رحم يحتضن الشركات الأمريكية مما خلق بروليتاريا تتعرض لاستغلال كما مانشستر في فترة إنجلز! بينما يراها آخرون انها انقذت مئات الملايين من الفقر! سمير امين مثلا وبعض كتاب Monthly Review .ولكن، ما يهمنا هناهل ما يزال لفلاحي فانون شحنة وزخم ثوري ؟ ربما كامناً؟

لكن فانون لم ير الفلاحين كطبقة مؤبدة ولا كثورة في كل مكان، وكما يبدو لم يقتنع بالنفس الثوري لبروليتاريا المركز العنصري الأبيض على الأقل في المرحلة التي عاشها، وبالطبع حتى اليوم. فالطبقة العاملة هي مخزون الثورة المحتمل، ولكنها لم ترتفع بعد إلى قوة الثورة المتفجرة، فلماذا ننقلها قسراً من الموات إلى الثورة إن لم أو ما لم تتوفر فيها  قابليىة الانتقال ؟

هذا المناخ البئيس للبرولتاريا هو الذي ورَّط ماركوزة في المراهنة على الحثالة، دون ان يدرك أن الطبقة العاملة/الطبقات الشعبية تختزن نفسا ثوريا لكنها تحتاج إلى ثقافة جديدة ربما تتولد مع الأزمة المالية وأزمة نمط الإنتاج الراسمالي وثورة المحيط.

 

أنظمة/طبقات الكمبرادور

 

أفادت فانون تجربته في إفريقيا ليرى بدايات تبعية البرجوازية في الدول “المستقلة” حينها على حقيقتها وليترسم مستقبلها وليطور بناء على ذلك رؤية لما هو مُقبل على إفريقيا وغيرها. لقد لاحظ مسألتين مركزيتين هما العجز البنيوي ثقافيا وإمكاناتياً إلى جانب ما يحول دون التخلص من هذا العجز وهو تشبهها بالبرجوازية الغربية (عامل التقليد- نيركسة). هنا تبخرت الثقافة الوطنية التي تحدث عنها خلال حرب التحرير لأنها كانت ثقافة المقاتلين، ثقافة الطبقات الشعبية وخاصة الفلاحين او القومية الكامنة لتحل محلها ثقافة البرجوازية غير المنتجة مما يحولها آليا أو بسهولة إلى راسمالية كمبرادورية وطفيلية وبيروقراطية .  فلو كانت ثقافة هذه البرجوازيات غير شكلانية وغير استهلاكية وذات توجه للاعتماد على الذات ومعتقدة بالقومية الكامنة لكان بوسعها البدء بمشروع تنموي قومي أي التنمية بالحماية الشعبية،  وحتى مشروع الاعتماد على الذات  إقليمياً. لقد انتقلت من ثقافة وتقشف حركات التحرر الوطني إلى ثقافة ونفقات وترف دولانية، ولذا كان الويل للبلدان فقيرة الثروات (معظم البلدان الإفريقية) والويل أعمق للبلدان ذات الثروة الريعية (الخليج العربي) التي لا شهدت حركات تحرر وطني ولا برجوازية تعتمد البعد القومي ولا حتى معنى الدولة فظلت مرتعاً للشركات ومقرات لجيوش الاحتلال الغربي الراسمالي[2] مع رضى بذلك.

لذا يقول:: ” إن البرجوازية الوطنية تكتشف لنفسها هذه المهمة التاريخية وهي أن تكون وسيطاً، وهكذا لا تكون رسالتها تغيير أحوال الأمة، بل جعل نفسها وسيطاً بين البلاد وبين رأسمالية مضطرة للتخفي، رأسمالية تضع على وجهها اليوم قناع الاستعمار الجديد… إن البرجوازية الوطنية في البلدان المتخلفة ليست متجهة نحو الإنتاج، والابتكار والبناء، والعمل، وإنما هي تنفق نشاطها كله في أعمال من نوع الوساطة، إن نفسية البرجوازية الوطنية هي نفسية رجال أعمال، لا رواد صناعة، ويجب أن نعترف أن جشع المستوطنين، ونظام الحجر الذي أوجده الاستعمار لم يدعا للبرجوازية حرية الاختيار كثيراً…البرجوازية الإفريقية تقيم الكازينوهات وأماكن السياحة وتتشبه بالأوروبية وتسمي ذلك صناعة وطنية[3]“.

هنا لم يدفع فانون تحليله إلى مداه الطبقي تحديداً. فهذا التوصيف الحاذق للبرجوازية في المحيط “المستقل” حديثاً كان يجب أن يصل إلى مداه المنطقي، اي تغير إكتمال التحرر والثورة باتجاه الاشتراكية مما يستدعي الحزب الثوري لصالح وبتوجيه الطبقات الشعبية.

وكما يبدو، فقد توقف فانون عند دور الدولة/السلطة ونقدها، وليس تجاوز دور السلطة نفسها ملخصة في الدولة/الحكم[4]. دون أن ينتبه أن الشرعية التي أخذتها البرجوازية من فترة التحرر الوطني تتحول إلى جزء أو درجة من الثورة المضادة ضد الثورة وهو استثمار طبقي لنضال شعبي.

هل هذا التوقف ناتج عن قصور في الاطلاع على النظرية الماركسية-اللينينية ؟ أم هو خطىء اعتبار الماركسية هي الطبعة السوفييتية الدارجة في حينه والتي كثيرا ما أسموها “الستالينية” حيث تم التركيز على “الحريات” وزعم ان ستالين قام بمذابح؟ هل تأثر فانون بماركسية سارتر أم ماركسية ماركس أم ماركسية الدولة السوفييتية؟

يقول فانون: ” العلامة القومية التي تتبناها هذه الطبقات وحتى كذلك بروليتاريا المدن غير كافية لثورة شاملة او كلية لأن هذه الطبقات مستفيدة من البنية الاقتصادية للإمبريالية… ان الثورات غير الزراعية تنتهي حينما تُقوي الطبقات المدينية سلطتها الخاصة، دون القيام بإعادة تشكيل النظام بأكمله”

لكن هذا يفتح على سؤال: حتى لو أعادت هذه الطبقات بناء النظام بأكمله، فإلى اين كانت ستصل؟ بما هي برجوازية، أي نهجها رأسمالياً لا يتعدى اللُحاق؟ قد تصل اعتماد استراتيجية إحلال الواردات في أرقى أحوالها وستبقى مسيطرة ومستغلة للطبقات الشعبية. .ومع أن فانون ليس مع استراتيجية اللحاق، لكن هذه الطبقات كانت ستسير غالباً في طريق اللحاق. أي أن فانون يعيدنا إلى حظيرة سلطة راسمالية ولكن بدرجة أفضل من السابق. وبهذا، لو حصل يتم إنتاج نظام جديد مختلف عن السابق في الدرجة وليس في النوع. لقد لاحظ فانون تخارجية هذه الطبقات، لكنه لم يطرح آليات صدها. فكل هذه الرؤية الثاقبة ل فانون لم توصله إلى توقع البديل إذا لم تصل أطروحته الرائعة إلى مبتغاها، أو اقتراح ضمان أن تقود الثورة العنيفة إلى قتل وخلق  إنسانين جديدين! نعم، لقد خلقت لكنهما  ليسا جديدين تماما وليس جيدين ابدا.

نعود مجدداً إلى بعد الانتصار والذي لا بد ان يفتح على: التنمية والاشتراكية والحزب

ليس هذا مجال مناقشة دور الدولة في التنمية وهو دور اثبتت مختلف التجارب جوهره الفوقي/السطحي/ الأمري  أو البيروقراطي ناهيك عن ان أية دولة/سلطة هي ممثلة مباشرة أو أقل لطبقة. وهو ما يرشدنا إلى “التنمية بالحماية الشعبية[5]” النموذج الجماعي الشعبي الذي يبلور حزبه ويراقب حزبه وحين يمسك بالسلطة يكون الحزب تحت رقابة وإرشاد القاعدة الشعبية لا مقوداً من نخبة بيروقراطية وحتى تكنوقراطية وثقافوية.

لم يخرج فانون عن الاعتماد على الدولة/السلطة في التنمية، لذا كان نقده على أدائها حيث لم يصل إلى رفض دورها. فدور البرجوازية في النضال ضد الاستعمار لا يعني أنها ستبقى ثورية، وهكذا بدأت البرجوازية في أوروبا الغربية تقدمية وانتهت استعمارية إمبريالية. وهنا يتقاطع فانون مع مدرسة التبعية التي لم تطرح الاشتراكية وبقيت في نطاق رفض التبعية عبر الدولة، وهي نفس الورطة التي وقعت فيها مدرسة النظام العالمي The World System and de-Linking  التي ايضا ترقبت التنمية من الدولة/الطبقة الحاكمة[6]. لعل هذا أساس انهيار دول الاشتراكية المحققة، وإن كان هنا مجال نقاش آخر.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية.

[1]  الموجة القومية الأولى هي في اوروبا في منتصف القرن التاسع عشر وهي تقدمية نهضوية، ، والثانية هي موجة ثورات العالم الثالث /المحيط وهي وطنية ثورية، وموجة القومية الثالثة هي الأكثر خطورة. هي هجمة الإمبريالية في حقبة العولمة، ضد الموجة الثانية لتجزئة بلدان المحيط من داخلها على أسس اثنية مذهبية طائفية وحتى جهوية جغرافيا. إنها موجة تحالف بين برجوازيات هذه الاثنيات كبرجوازيات كمبرادورية وطفيلية مع رأسمالية المركز من أجل الانفصال وتشكيل دويلات تابعة من الباب إلى المحراب ولأنها هكذا، فهي ستكون رأس حربة ضد الدولة الأم والمنطقة. هذا شأن جنوب السودان وكردستان العراق، وكوسوفو والبوسنة…الخ. ليس دور المركز الرأسمالي هو دعم هذه الدويلات بل التخطيط لتحرك برجوازياتها واحتضانها والضرب والعدوان لصالحها تحت غطاء حق الأمم في تقرير المصير أو تطبيق البند السابع لمجلس الأمن.

[2]  لا غرابة إذن أن دخول الغرب الراسمالي في أزمته المالية الاقتصادية لم يُثر في الأنظمة العربية اهتبال فرصة تراخي قبضة هذا المركز ومن ثم بناء تماسك بينها والذهاب لمشروع تعاون تنموي، بل تبرعت دول الخليج بثلاثة تريليونات من الدولارات هي صناديقها السيادية لإنقاذ الشركات والمصارف في الولايات المتحدة في حين أن الصين لجمت الولايات المتحدة بإقراضها 2 تريليون دولار مقابل سندات خزينة وفتح موسع لأسواقها للمنتجات الصينية حتى رغم ان كثيرا منها لشركات أميركية رحلت إلى الصين لتصفية دماء الطبقة العاملة هناك عبر راسمالية الأجور المتدنية والحقوق شبه المعدومة.

[3]  من الطريف أن سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية اقامت وافتتحت كازينو في أوائل سنوات إعادتها إلى الضفة الغربية المحتلة!

[4] For the role of state as a regime represents a class, not people, see Adel Samara: Beyond De-linking: Development by Popular Protection vs Development by State, 2005.

منشورات مركز المشرق العامل للدراسات الثقافية والتنموية، رام الله 2005

[5]  التنمية بالحماية الشعبية هو نموذج تنموي اشتققناه من تجربة الانتفاضة الفلسطينية الأولى أنظر عادل سماره أنظر نفس المرجع .Beyond Delinking: Development by Popular Protection vs Development by State

[6]  Ibid