إميل حبيبي “في الهوامش” تعقيب على برنامج فضائية “الميادين”، رجا اغبارية

بعد ان شاهدت هذا البرنامج وما تم قصه ومنتجته مما قلت، ترددت كثيراً فيما اكتب للميادين وعنها بشكل مفتوح ام لا، لأنها الفضائية العربية الافضل التي تبقت لنا كوطنيين وقوميين ويساريين واسلاميين ، ننتمي لمعسكر تحرير فلسطين والمقاومة ولو فكرياً.

 

لقد اقيمت الميادين بعد ان انشق السيد غسان بن جدو وعدد من زملائه من فضائية الجزيره التي انفضح امرها وتآمرها على الامة العربية ومدى خدمتها لاسرائيل منذ نشأتها تحت عنوان الموضوعية وحرية الرأي، وكأنه ينقص الرأي الذي يؤيد وجود وشرعية اسرائيل فضائيات عربية واجنبية! كانت اجندة الميادين منذ اليوم الاول، اجندة مقاومة وتحرير ولم تكن تخلط الحابل بالنابل الا بالقضية الفلسطينية. فمدير مكتبها في فلسطين هو رجل محمود عباس وما يمثله من نهج تفريطي سواء على مستوى الضفة وغزه او مستوى ال48 ، اي دولة اسرائيل، حيث تعمل الميادين بحرية في اطار دولة اسرائيل . وقد توجهنا مرات ومرات سواء مباشرة ام عبر اصدقاء دون ان يتغير شيء جدي في المبنى الاساسي الذي يحكم عملها في فلسطين، اللهم الا زيادة في عدد المشاركين في اخبارها وبرامجها من قبل اصدقائها ومؤيديها.

 

لكن في الآونة الأخيرة بدأت الميادين تزيد مساحة اصوات الذين يعتبرون اسرائيل تجسد حق شرعي لتقرير مصير اليهود في البلاد، ابتداءً من محمد بكري وانتهاءً باميل حبيبي. وقلت لا بأس رغم ما صرح به بكري لراديو الشمس الذي لم يسمعه بن جدو! لكن اليوم تم ابلاغي عن تمادي مدرسة اميل حبيبي الذي فصل من حزبه، بعد ان قاد كل معركته ضد القوميين والوطنيين الذين رفضوا موقفه من دولة اسرائيل، ابتداءً من حركة الارض وابناء البلد وغيرهما… لقد كان حبيبي مدرسة لمعاداة التيارات التي آمنت بتحرير فلسطين من خلال نهج المقاومة، وألب كوادر كثيرة من الحزب على حركة أبناء البلد التي واجهت هذا النهج المتأسرل بكل قوة وثبات رغم توفير منبر “الاتحاد” لاميل حبيبي ومدرسته ، حيث اجبرته للاعتذار لها في معركة رفع العلم الفلسطيني منذ يوم الارض . لقد فصل الشخص من الحزب الشيوعي الاسرائيلي وحصل على جائزة اسرائيل. وبعد خروجه من “الاتحاد” ، لم تعد هذه الصحيفة التاريخية منبراً لمعاداة أبناء البلد على الاقل. وعودة الى الميادين التي تظهر عليها حالات التخبط وخلط مفاهيم المقاومة والتحرير بمفاهيم “الموضوعية والواقعية” التي تشرعن اسرائيل لدرجة تثير الشفقة! ففي برنامج في الهوامش الذي عرض به كل طرف فهمه لادب اميل حبيبي ودفاعه المستميت عن وجود اسرائيل تحت عنوان البقاء في الوطن تحت الاحتلال الصهيوني، على حساب الدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره على كامل ارض وطنه ، عرفت الميادين ايمن عوده، نائب كنيست في فلسطين المحتلة عوضاً عن تعريفه نائب كنيست في اسرائيل ! على الميادين ان تقرر اين هي من هذا النقاش التاريخي بين مدرستي المقاومة والمصالحة مع اسرائيل- التي اصبحت تملك معظم فضائيات العالم العربي! فهل تصدق الميادين ان من يؤمن ويشارك في تثبيت اسرائيل وشرعنتها، ورفض تحرير فلسطين حقا” من الاستعمار الصهيوني التي تجسده اسرائيل، ويفضلون البقاء فيها ويرفضون اي نضال ينهي وجودها بحجة البقاء في ارض الوطن، “ناكل ونشرب في رغد”، بينما يرزح الملايين من شعبنا تحت نير الاحتلال والتشريد بسبب وجود هذا الكيان الغاصب ، فهل تصدقون انهم مع المقاومة وتحرير فلسطين وأن الميادين منبرهم!؟
نريد ان تبقى الميادين للمقاومة ونهجها وتبتعد عن خلط اوراق عشناها على جلودنا في حقبة “الجزيرة” المنهارة، التي اتشرف بأن اكون اول ناشط فلسطيني رفض اجراء مقابلة معها فور تكشف حقائقها في ليبيا وتونس ومصر ، في بداية الحرب الكونية على سوريا. نريد مياديننا ان تبقى مقاومة ! فقد اغرقتنا محطات التطبيع والمصالحة مع اسرائيل.

:::::

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية.