عادل سمارة: في اسئلة المرحلة

(1) علبة البيرة و طبعة داعشية في المحتل 1967

(2) البطل والمصيدة

(3) ترامبو …وإعمار سوريا!

■ ■ ■

(1)

علبة البيرة و طبعة داعشية في المحتل 1967

 حين يتعايش كثيرون مع اغتصاب الوطن كاملا ولا يعرفون أن ثلاثة ارباع فلسطين تم احتلاله عام 1948 ويعتقدون ان فلسطين هي رام الله، ولايكلف أهلهم انفسهم حتى بشرح هذا، ويحثونهم على التطبيع المعلن والمخفي وليس على كتابة كلمة عن شهيد، ويُغرقونهم في متعة ما بل تعدد أنواع المُتع بتدفقات مال مسموم باسم الدين والديمقراطية، وحين لا يرفض البعض مصائب أوسلو ومصائب “تهدئة” غزة وتدفق المال المسموم إلى غزة ورام الله من الغرب والسعودية وقطر وكافة الأنظمة العربية الكارثية على شكل رّيْع كبديل للوطن، حين لا يسأل هؤلاء عن عدو يُعلن بلا مواربة أن كل فلسطين له وأن علينا الخّرَسْ إلى أن يطردنا، وحين يثرثر هؤلاء ضد يوم احتفالي في قرية الطيبة عن منتوج البيرة (لاحظوا هي صناعة إنتاج) وتصبح هذه معركتهم للفتنة وخدمة الاحتلال وكل الأعداء وخاصة قوى الدين السياسي التي أهلكت الدين والدنيا، حين يصل البعض إلى هذا الدرك فاعلموا أن أدعش من داعش في بيوتكم/ن. خلال 14 قرنا كانت العروبة هي قاعدة العلاقات في وطننا العربي وكان الدين ، كل دين، لأهله. ولكن منذ ان تم امتطاء الدين من قوى الدين السياسي للدين والدنيا، صار ممنوع على النصراني أن يحتفل: ولكن بماذا؟ ان يحتفل بما أنتجه!!! هل تعلموا لماذا؟ لأن الذين يثرثرون بالفتنة لا يُنتجون. إبحثوا عنهم كيف يعيشون؟ من ينفق عليهم؟ إن كبارهم يعيشون على “الريْع ” وهو مُحوَّل من تركيا وقطر والسعودية والإمارات البريطانية المتحدة وغيرها والغرب الذي يدفع بعض ما قشَّطه من أوغاد النفط ” أما صغارهم فيشربون كل شيء وخاصة البيرة الصهيونية ولا يعملون بل يركبون سيارات فارهة ويرهبون اسماع المارَّة بنعيق مغني غربي او يهودي! كفي عدوان على الناس. أقول للصغار منهم: هل سألت والديك لماذا كل رجال الدين السياسي وأنظمة الدين السياسي على علاقة تابعة ومشبوهة مع امريكا؟ وأمريكا هي العدو الأول لفلسطين وعدو العالم. هل تجرؤ على ذلك السؤال؟

(2)

البطل والمصيدة

باختصار، منذ اليوم الأول لاتفاق أوسلو ومن ثم بروتوكول باريس الاقتصادي، مثل غيري رفضتُ أوسلو لأنه استدوال بدل التحرير، وكتبت بأن المال المسموم “مال المانحين الحكومي والأنجزة” هو مصيدة سيتم ابتزاز شعبنا أكثر كلما اعتمدنا ، بل تم تصميمنا، كي نعتمد على هذا المال أكثر.
اليوم، بطل مقولة “الحياة مفاوضات” يصرخ بان أوسلو إنتهى. أوسلو لم ينتهي، لأن من صاغوه هم أعداء شعبنا وهم اليوم يطبقونه تماما وتماماً. وسنرى ما ستقول انت وغيرك حين تعود للمفاوضات الميتة. ثم، اليس كل هذا الإطراء للنظام ال سا/سي/مباركي في مصر هو أوسلو بقضها وقضيضها؟
رداَ على “الحياة مفاوضات” كتبت أنا “الحياة مقاومة” وها أنتم تقولون : “نحن لن ننضم لمحور المقاومة ولا لأي محور في المنطقة”
لا بأس، ولكن، لماذا في يوم تقولوا نحن عرب وتطلبون من العرب ما تريدون وفي يوم تقولون نحن لا ندخل في اي محور؟
اعتقد أن زمن “إخدمني وأنا سيدك” قد إنتهى فهو زمن وديع حداد وحذاء كارلوس على عنق اليماني. ومن يرفض محور المقاومة يكون في محور الاعتراف العربي الرسمي بالكيان. لا يحتاج الأمر لعبقرية.
إبقوا هناك، وقوفكم مع محور المقاومة لا يزن “قطميراً”.
المهم أن يفهم بقايا الشرفاء في الشعب والأمة حقيقة الأمر.
المزايدة على حماس لا قيمة لها ولا مضمونا، لأن حماس تسعى لأوسلو لقوى الدين السياسي عبر غزل التهدئة بدل المفاوضات العلنية. وأعتقد أن مركز جماعة الإخوان المسلمين هم الذين يفاوضون امريكا حقيقة.

ملاحظة: هل التصعيد العدواني الأمريكي بقطع الأموال عن الساطة والأنروا هو مشاغلة عن العدوان على سوريا؟

(3)

ترامبو … وإعمار سوريا!

يا للهول! كما تمكنت الصهيونية من إيلاج أكاذيب “شعب الله المختار، أرض الميعاد، شعب يهودي، ولاحقاً قومية يهودية…الخ” لكن وعي الشعوب اكتشف ذلك، يثرثر الرئيس الأمريكي أكذوبة خبيثة بدات منذ ثمانية عقود عن دور أمريكا الإنساني إلى أن اكتشفت الأمم أن أمريكا مشروع حرب ودم وراسمال. اليوم يعلن ترامب انه سيوقف “المساهمة” الأمريكية في إعادة إعمار سوريا وسيحول الدفع على عاتق حكومات عربية كالسعودية وأخواتها. عجيب! أمريكا تساهم في إعمار سوريا!
هل يمكن لمن يفهم ما هو الاستعمار وما هو راس المال وما هو الغرب وما هي التبعية أن يتخيل أن أمريكا تدفع من جيبها؟ وهل هذه الأموال للإعمار؟ كل هذا الخراب في سوريا امريكي أساسا والباقي أي حكومات النفط وقوى الدين السياسي أدوات تابعة لأمريكا بأقل من درجة حليف. ولأن ما تنفقه امريكا على تخريب سوريا هو من الريع النفطي، ولأنه تخريب لا عمران، يرى ترامب ان يرمي هذا الدور القذر على عملائه العرب في مشروع الحرب النفسية التي يمارسها العدو لتحريب المشترك الشعبي العربي. وهذا دور خبيث بشكل هائل. بل إن أحد أخطر اهداف العدوان ضد سوريا هو تصوير بأن عربا يقتلون إخوتهم السوريين، وهذا أثر على بسطاء سوريين وقدَّم ذخيرة لسوريين.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.