عادل سمارة: 

(1) السيد نصف خطوة

(2) ​​نحن نقترح ولا نفرض على الميدان

(3) منتفضو لبنان …كي لا يتم خصي انتفاضتكم

(4) إتحاد كتاب أوسلو

(5) ارض شديدة الاحتلال

■ ■ ■

(1)

السيد نصف خطوة

لست بصدد تفسير لماذا نصف خطوة، هل هي بسبب تحالفات حزب الله أم لا. نصف خطوة لأنه دعم مطالب المنتفضين ولم يطلب منهم التوقف وهذا محسوب له. لكن السيد وضع الحل بأيدي السلطة رغم أنه طلب منها التوقف عن فر ض الضرائب ومراجعة هذا المسلسل. لكن المال المسروق لا يُعاد طواعية.
صحيح أنه هدد بالنزول إلى الشارع، ولكن، كان بوسعه القول: ندعو الحراك لفرز ممثلين وسنقف نحن وهم في مواجهة تحالف الطوائف سواء في حل المشاكل الآنية أو الحل الجذري للبلد.
ولكن السيد بحكم وضعه الفكري والثقافي وموقعه التحالفي لا يمكنه التقدم أكثر. فالمطلوب ممن يقف مع الطبقات الشعبية، رغم وجود قوى رجعية في الشارع أن يقول لهذه الطبقات: إفرزوا ممثليكم ليكون مجلس المجالس مقابل مجلس الطوائف كي يتم انتزاع الحقوق. وهذا لا يهدم العهد كما يسمونه ولا يثير الفوضى. فالبرجوازية يا سيد لا أخلاق لها للمراهنة عليها، وإذا كانت ستعطي، كان عليها أن لا تسرق. قد يقول بعض المثقفين المنشبكين حتى بأنظمة
الطوائف: يا أخي لا يوجد ممثلين للحراك، لا يوجد تنظيم. لا باس ومع ذلك يجب قول ما يجب قوله ولو للتاريخ وكي يتعلم آخرون.

 (2)

​​نحن نقترح ولا نفرض على الميدان

أعتقد أن الحوار فيما يخص لبنان كان مجديا رغم الاختلافات. بيت القصيد هو أن الحراك في لبنان هو قاعدي وطبقي . هو تمرد قاعدة مختلف الطوائف مما يعني أن القاعدة
المضللة حركها التمييز، والاستغلال والسرقة والبلطجة ضد راس المال بقطاعاته القيادية الطائفية والنخبة المصرفية، والكمبرادور ومختلف المرتبطين أجنبياً.

لعل أهم ما حاول رفاق وأنا نفسي التركيز عليه هو :

1) مشروعية بل ضرورة الحراك،

2) وجوب وجود قيادة حقيقية تمثله،

3) إن لم توجد قد تُفرز،

4) وإن لم يحصل فذلك درس للحراك لاحقا ولأي حراك عربي آخر.

5) مع تقديرنا لموقف السيد فهو لا يستطيع الذهاب ابعد ولكن علينا ان نقول
هذا ،

6) إن اصرار الحراك على إسقاط الحكومة والذهاب إلى حكومة طوارىء
وانتقالية، يجب ان لا يقلق المقاومة من مدخل عدوان صهيوني لأن الحراك
الشعبي لا يمكن إلا أن يكون حماية شعبية للمقاومة.

7) المهم ان يتم فرز قيادة مجلسية للحراك الشعبي مقابل مجلس الطوائف اي الحكومة،

8) بقاء هذا الحراك وممثليه،

9) يبقى الأساس في النهاية أن من هم خارج لبنان ، اي نحن، نقترح ولا نفرض لأن هناك شعب ومفكرين ومناضلين بوسعهم القيام بما هو واجب، وقد يأخذوا مما نقترح أو لا ياخذوا، فهذا راجع لهم،

10)  إن المقترحات الصحيحة التي قلناها كرفاق ليست للأستذة بل للخدمة.

 (3)

منتفضو لبنان …كي لا يتم خصي انتفاضتكم

 حينما اشتعلت انتفاضة 1987 في الأرض المحتلة، أسرعت قيادة م.ت.ف لامتطائها قبل أن تفرز قيادتها الحقيقية، وتمكنت من ضبط قيادة الانتفاضة وتطويعها في إطار رؤية قيادة م.ت.ف لتتحول وتوظف في مشروع تحصيل دولة فلسطينية! الأمر الذي لم يتحقق.

كان المفروض توليد انتفاضة ثقافية وتنموية ومسلحة من الانتفاضة حينها لأن الحرب طويلة والانتفاضة وحدها لن تهزم العدو كما ان الإطار العربي والشرقي كانت مهترئة إن لم نقل مضادة. لم يحصل هذا. ومنذ الشهر الثالث كتبت بان الانتفاضة لن تولد دولة، ولم تولد بل ولدت كارثة اوسلو.

ملاحظة: في الوقت الذس كانت الجماهير في انتفاضة 1987 تقاتل العدو في الشارع تمكن (سي أن أن) من عقد لقاء بين “قيادات” من اليمين واليسار مع الليكوديين ومنهم إلياهو بن إليسار. جاء إلى بيتي سمير حليلة وعودة شحادة ومعهم تدي كوبل كي اشارك في اللقاء!

قلت له وهل التقيهم والناس تقاتل!!!!
وقال: قالت لي فلانة، إخشى من عادل سمارة، إذا شارك ساشارك!

قلت له قل لها ليست لدي اسلحتي القديمة.

تحدثت مع قائد اليسار ليمنع زميله من المشاركة، وتعهد لكنه في اليوم الثاني شارك (السيد عودة شحادة كان شاهدا على كل هذا).

 (4)

إتحاد كتاب أوسلو
كتب الكاتب  جميل السلحوت مقالة نقدية للتطورات التي حاقت باتحاد الكتاب في المحتل 1967.
وبعيداً عن ما أورده من حقائق معيبة، أود إيراد بعض النقاط التي لا بد منها.
بدأ الحصول على ترخيص لاتحاد الصحفيين، ومن ثم لاحقاً الكتاب،  من سلطات الاحتلال في منتصف السبعينات. وبعد قرابة عام على ذلك قررت القوى الوطنية (بل الفصائل) انتزاع الاتحاد وذلك في يوم انتخابي في قاعة شركة كهرباء القدس. واعتبرنا تقديم الفريق السابق طلبا إلى سلطات الاحتلال مثابة “إتصال بالعدو- وهذه لأجل الحقيقة عبارتي- وحصل ذلك الانتزاع. ولكن، لم يكن كثيرون منا على إطلاع بطبيعة قيادة م.ت.ف في الخارج وشبقها للسيطرة على كل شيء بما في ذلك استخدام نضال حتى لو فرد واحد.
ورغم توقعنا الاعتقال من الاحتلال إثر ذلك اليوم الصاخب، فإن أمور الاتحاد ذهبت إلى جيوب المال، وصار يجب ان يكون رئيس الاتحاد من حركة فتح. ومعها حق ليس لأن لديها المال بل لأن الآخرين طالما استسلموا لذلك.
اذكر في لقاء للهيئة الإدارية للاتحاد وكنت منها وذلك في بيت الراحل مأمون السيد في المدخل الشمالي لرام الله أنه تم فرض السيد أكرم هنية رئسياً، ولم يعترض غيري، فقال مأمون: بدك تكون كاثوليكي أكثر من البابا؟

قلت ، بخاطركم، ولم اترشح بعدها قط، بل وكنت قد طلَّقت الفصائل طلاق بينونة كبرى وذلك حتى قبل أن أعرف عن م.ت.ف ما يُعرف اليوم وخاصة بعد اوسلو. يا للهول!
بعد ذلك ومنذ ما بعد 1976 بدأ الركض باتجاه السيطرة على كل شيء في الأرض المحتلة بالمال حتى لو منصب آذن مدرسة.
ومن لديه غير هذا فليتكلم.
لم أعد لاتحاد الكتاب سوى قبل بضع سنوات كي أدعم موقف مضاد للتطبيع الثقافي على الأقل. ولم احضر اي لقاء او انتخابات بعدها.

وقبل قرابة عامين حين حصلت انتخابات دُعي إليها من يؤيد حركة فتح فقط، كتبت بأن هذا الاتحاد لا يمثلني. ذلك لأن لا أحد يمثل الوطن بمفرده حتى لو كان ضده شخص واحد من بين 12 مليون فلسطيني. ويدعم قولي هذا المستنقع الذي نحن فيه رغم ان كل من عبدوا المال يرشون العطور لإخفاء الرائحة، ولكن لا سبيل.
ويا أستاذ جميل المحترم، لن يتمفصل عن اوسلو سوى  هذا النمط من الاتحاد يقرر مصيره أشخاص لا علاقة لهم بالكتابة، فما بالك بالإبداع. بل علينا ان نتذكر أن أية مؤسسة، نقابة، إتحاد، جمعية تحت الاحتلال هي سياسية اكثر مما هي مطلبية، فكيف إذا كان دمها المال؟ وكان كل من يعشقها لديه فقر دم للمال!
وطبقاً ل “بتع- أي عزيمة” الفصائل الأخرى، فإن حتى هذا التغوُّل على الاتحاد هو أمر جميل.
آمل أن يكون الاتحاد في الخارج محصَّناً.
وحال الاتحاد كحال م.ت.ف  المسماة زورا وكذبا ثورة وهي لم ترتق عن حركة مقاومة مهزومة وبنسبة عالية ينطبق عليها ما أعتقده: “بأن من المحال أن تُعيد إلى ناصية التاريخ ما خلَّفه التاريخ ورائه”.

 (5)

ارض شديدة الاحتلال

لكي تقف اتفاقات أوسلو على ساقيها في الأرض المحتلة 1967 تم تقديم ريع متعدد للسلطة.وتم الإلتزام بوصفات البنك الدولي. وفي فترة د. سلام فياض تم إرساء نظام ضريبي هو اقرب إلى التقشيط العلني. وقد تفاقم هذا النظام إلى حد أن كل مواطن يشتكي لكل مواطن. وهذه أفظع ملهاة للناس عن أي تناقض وخاصة مع العدو. وعليه، يعاني الناس من دورة اقتصادية هي دوامة تبدا بالاحتلال وتنتهي في جيوبه:
1)  يحصر الاحتلال اي تصدير او استيراد بيده سواء منه أو من خلاله. مما يجعل اتفاقات السلطة تجاريا مع اية دولة مجرد تأليف كتب.

2)  اقتصاد المحتل 1967 مرتبط باقتصاد الاحتلال حيث أن بروتوكول باريس 1995 تجنب قطعيا اي توجه للفكاك عن اقتصاد العدو وعليه، فالعدو يجني مالا صرفا دون تكاليف.

3)  تتدفق ريوع إلى سلطة الحكم الذاتي، ولا يعلم مقدارها أحداً لغياب الشفافية (اللهم إلا إذا كانت هناك نشرات حقيقية من المصدر والمتلقي) وهذا السؤال لاقتصاديي التسوية.

4)  بعد تطبيق وتفاقم نظام سلام فياض الضريبي والذي استقى روحه من السياسات النيولبرالية للمركز تجاه المحيط، فلا أحد يعرف مقدار ما يُجبى ضريبياً.

5)  وفي النهاية يتم دفع فلوس الريع والضرائب إلى الاقتصاد الصهيوني ما خلا الريوع التي قد لا تدخل إلى الأرض المحتلة اصلاً.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.