تزوير موقع للدين السياسي لا يجرؤ عليه حتى الصهيوني والإمبريالي، عادل سمارة

التالي مقال ورد في موقع  مجلة تحليلات العصر 14 اكتوبر – عبدالفتاح علي البنوس​​

14 أكتوبر ثورة الحرية والإستقلال.

يتحدث المقال عن ثورة 14 أكتوبر في جنوب اليمن وينسب الثورة لشخص اسمه “راجح لبوزة” بأنه قاد مسيرة الثورة.

ولكي لا نقع في ما وضع مدير هذا الموقع نفسه فيه، اي إنكار ونكران دور الحزب والقادة الحقيقيين للثورة في جنوب اليمن اي الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن،وهم الذين اضطر الاستعمار البريطاني لمفاوضتهم بعد هزيمته في خرب الغوار، فإنني لم أسمع أو اقرا قط عن هذا الرجل. فربما كان ممن ساهموا في الثورة ، ولكن ، كما أعتقد كل من قرأ وتابع هذه الثورة يعرف أن الجبهة القومية نفسها ومن قياداتها قحطان الشعبي وفيصل الشعبي وسيف الضالعي وسالم ربيع علي…الخ هم الذين ناضلوا مع الجبهة التي كانت أحد فروع حركة القوميين العرب حينها قبل تفكك الحركة. فمن غير المعقول تشويه تاريخ حديث بل جاري فما بالك بتاريخ قديم!

تهاجم المقالة عدوان أنظمة العمالة والصهينة في السعودية والإمارات.

 ولكن كان بوسع هذه النشرة ان تكتب نقدا لهذا أو ذاك ولعموم التجربة، ولكن إنكار الثورة نفسها ونسبها إلى “قائد” غير معروف هو شكل من أشكال بناء تاريخ مزوَّر لا يسع المرء سوى أن يقرأه على حقيقته اي تاريخ مزور وتزوير التاريخ كي يتم إعماء الجيل القادم. وفي النهاية يختم الكاتب بعبارة تستغل الرسول وآله ” أي تستغلهما للتزوير وهي “هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله”.

تباً للكراهية والحقد أياً كان مصدرهما.

■ ■ ■

هذا نص الخبر:

يحتفل اليمنيون الشرفاء الأحرار الغيارى على الأرض والعرض والسيادة والعزة والكرامة بالذكرى الـ 57 لثورة الـ14من أكتوبر، ثورة التحرر من المستعمر البريطاني البغيض، والتي أنهت قرابة 129عاما من الاحتلال البريطاني للشطر الجنوبي من اليمن، الثورة التي أشعل شرارتها الثوار الأحرار بقيادة المناضل الجسور راجح لبوزة الذي قاد مسيرة الثورة مع ثلة من المناضلين الأفذاذ الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والتضحية والفداء، وسطروا الملاحم البطولية في مقارعة المحتل البريطاني الذي أمعن في غيه وصلفه وإجرامه وسطوته وتسلطه، لكن الثوار الأحرار تحلوا بالصلابة والقوة والثبات والبأس الشديد الذي أنهك المحتل لتتوج مسيرة النضال والكفاح المسلح بإنهاء الاحتلال البريطاني في 14أكتوبر من العام 1963م..

57عاما على ثورة 14أكتوبر المجيدة التي تحل ذكراها اليوم في ظل خضوع المحافظات الجنوبية للاحتلال السعودي الإماراتي الذي يعمل عبر أدواته وأذنابه على تدمير الجنوب وتفكيك أوصاله، في سياق مخطط يستهدف الوحدة اليمنية ويهدف إلى تمزيق اليمن وتقسيمه إلى دويلات صغيرة متناحرة تضمن لها الحفاظ على مصالحها وتنفيذ أجندتها الاستعمارية والتهيئة لتعزيز نفوذ أسيادهم الأمريكان وخدمة الصهاينة وتمكينهم من تنفيذ مخططاتهم وتحقيق أهدافهم في اليمن..

يعربد المحتل السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية، يحرضون على العنف والفوضى، ويدعمون مشاريع القتل والتناحر بين فصائل العمالة والارتزاق، حولوا المنطقة إلى ثكنات عسكرية ومسرحا للمواجهات المسلحة بين المرتزقة، كل طرف يدعم المرتزقة الموالين له بالمال والسلاح، الأمر الذي حوَل تلك المحافظات إلى ساحة للحرب والصراع، كل طرف يحاول السيطرة وبسط النفوذ والهيمنة على سلطة القرار، في المهرة السعودية تفرض احتلالها وسيطرتها على منفذي شحن وصرفيت ومطار الغيضة وتسعى جاهدة لتنفيذ مشروع أنبوب النفط السعودي عبر أراضي المهرة، ويحدوها الأمل في حضرموت لتنفيذ مشروع قناة سلمان البحرية..

وفي أبين تتواصل الاشتباكات بين مرتزقة السعودية والإمارات، وفي سقطرى تتنافس السعودية والإمارات على جزيرة السعادة، وكل طرف يرى أنه الأكثر استحقاقا لضمها إليه، ووضعها تحت وصايته، إغراءات للأهالي للمطالبة بتقرير المصير في ظل تحركات عسكرية تهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع على المحافظة الناشئة التي يسعى الإماراتي إلى تقديمها هدية للأمريكي والصهيوني لإقامة قواعد عسكرية لهما، وتحويلها إلى منطلق لعملياتهما القتالية التي تستهدف دول المنطقة..

وفي شبوة يحاول مرتزقة السعودية استعادة منشأة بلحاف للغاز الطبيعي من يد القوات الإماراتية التي باتت مسيطرة عليها وتسعى لاستغلالها لحسابها وخدمة لمصالحها ومشاريعها الاستعمارية، والحال ( من بعضه ) في عدن ولحج والضالع، صراع محموم بين السعودية والإمارات على احتلال الجنوب الذي قالوا إنهم شنوا عدوانهم الهمجي على بلادنا من أجل ( تحريره من الحوثيين ) الذين وصلوا إلى عدن، وانسحبوا منها تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة، رغم أنه لم يكن لهم أي حضور في سقطرى وحضرموت والمهرة وأبين، الأمر الذي يؤكد أن الحضور السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية كان بهدف الاحتلال والهيمنة وتحقيق مكاسب ومصالح لهم ولأسيادهم، وما هو حاصل اليوم خير شاهد..

بالمختصر المفيد: في ذكرى ثورة 14 أكتوبر يحز في النفس أن يكون من أبناء المحافظات الجنوبية من يشرعنون للاحتلال الجديد ويقاتلون تحت رايته ويجاهرون بالعمالة له والخيانة لوطنهم ومحافظاتهم التي ناضل الأجداد والآباء من أجل تحريرها من دنس المحتل البريطاني، والمحزن أكثر أن يتسابق هؤلاء الخونة على الاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر وهم مرتمون في أحضان المحتل السعودي والإماراتي، ومنهم من يرفع علم الانفصال، ومنهم من ينشد ( لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ) وهم جميعا أحذية وقباقيب ينتعلها المحتل السعودي والإماراتي، (اللهم لا شماتة).

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

رابط المقال:

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.