حين يتاجر الوراق والإنتهازي بإنتاج المفكرين، د. عادل سماره

إتصل بي قبل عشرة ايام  شخص اسمه محمد الدلّة ودعاني كي أحضر يوماً عن الراحلة حياة حويك عطية، وقال لي انا اقرأ كتبك وأتابعك…الخ، وبأنه أخذ هاتفي من المحامي الصديق مهند كراجه الذي مع المحامي ظافر صعايدة يتولون الدفاع عني في المحكمة ضد التطبيع. ولأنني اعرف الراحلة  قلت له، وسأقدم كلمة موجزة.

طبعاً لم اسأله من المتحدثين وبإشراف من، فقد تعودت التطوع لما اراه جميلاً؟

اليوم 13 أيلول اتصل الصديق مهند كراجة وقال لي بان السيد محمد الدلة محرج في إخباري أن ميشيل، لا اعرف من هو، وسعادة إرشيد يحتجان على حضوري!

لا أعرف ميشيل، ولو كنت اعرف ان سعادة هناك لرفضت مجرد التفكير في الأمر.

أنا اعرف سعادة الذي بدأ علاقة بي من زياراته لبيروت وكان يزعم أنه مع “القومي السوري/الحزب المناضل” . وكان يأتي ويجلس معي ومع الرفيق إحسان سالم ابو عرب ويقدم تقريرا عن من التقاهم في بيروت، ولا دري صدقا أم كذبا. وكل مرة يحضر لي بلاك ليبل، وكثيرا ما ساعدته في ما يكتب.

في عام 2013 شاركت في نشاط لصالح سوريا في بلدة كفر نعمه. جاء سعادة يلبس “فيلد” ويطلب كلمة. قلت له أنا ضيف إسأل المشرفين. الذين قالوا له للأسف العدد كبير ولا يمكننا الإضافة.

بعدها بشهر كنت اقف مع الرفاق من كفر نعمه على ميدان المنارة في نشاط لسوريا ومنهم عرفات نزال ومحمد إلياس/نزال وصقر نزال  جاء سعادة ومعه زوجته وإبنه  وقال للشباب :”الصحيح انكم ما بتستحوا ” وادار ظهره. حاولت توقيفه لكنه هرب. ولو لم اكن هناك لكسروا وجهه.

بعدها حاول التواصل معي: قلت له “حين تعتذر للشباب فقط استقبلك”.

حاول توسيط الرفيق إحسان سالم ابو عرب والسيد يوسف المحمود وكان مراسل الفضائية السورية، … قلت لهم لن استقبله و “بلاش من هالويسكي”. وصارت نكته نتداولها.

المخزي أن لسعادة حظوة عند القومي السوري في بيروت حيث يعرضونه ككاتب!

منذ سنوات ارسلت بعض كتبي إلى دار “ابعاد” وهي للقومي السوري وطبعها السيد سركيس ابو زيد، وبعد “غضب” سعادة لم يعد سركيس يضع كتبي في قائمة مطبوعاته، ولوْ يا مناضل سركيس!!!. طبعا لم أطلب اي فلس قطعياً. ومن كتبي كتابي ” التطبيع يسري  في دمك” الذي دفع سعادة في طباعته وهو وأنا وابو عرب نعرف أن الفلوس من المحامي المرحوم صالح أبو عيده حيث كنا نحاول تشكيل تيار قومي،  أي ليست منه.

للأسف اضطررت لهذا التوضيح وللأسف أن تكون ذكرى الراحلة ولو جزئيا بايدي ورَّاقين وجهلة وإنتهازيين.

إتصل قبل قليل  السيد محد دلّه لتوضيح الأمر وتلافي الحرج، قلت له أنا سعيد بما حصل، وتحدثنا في الأمر وله الشكر.

كتبت بتاريخ 13 أيلول، واي يوم!!!! 2021

■ ■ ■

حين يتاجر الوراق والإنتهازي بإنتاج المفكرين

مقولتي في: الراحلة حياة الحوِيِّك عطية مختصرة في ثلاث محطات:

المحطة الأولى: إلتقيت مباشرة بالراحلة حياة الحويك عطية مرة واحدة في عمان حيث كنا مدعوين إلى بغداد  للمشاركة في ندوة:مستقبل الحركة الصهيونية والمشروع الحضاري العربي 12-15 أيلول 1999 بمبادرة من بيت الحكمة/بغداد/العراق. (للمصادفة نفس هذه الأيام)

قدمت ورقتي بعنوان:

الغرب والصهيونية: هل استنفذت الصهيونية زخمها ودور العرب في بناء إسرائيل.

(نُشرت في مجلة “كنعان” الفصلية، العدد 1999، تشرين الثاني 1999).

سافرنا معا وعدنا معا حياة وعبد الله حمودة وليث شبيلات وانا نفسي.

أذكر من اللقاء والحوار مدى مصداقية وحميمية حياة عطية القومي دون أن تنحصر في مدى جغرافي  وحسب وبالطبع دون أن تغادر مربع موقف القومي السوري الإجتماعي.

وقد لفت نظري إعتزازها بجدها “الحويِك” الماروني الوطني، مما يؤكد ما أعتقده ان ليست المشكلة أن تكن من طائفة بل أن تكن طائفياً. فالطائفة موجودة موضوعياً في نسيج المجتمع، أي مجتمع ويكون الانحصار فيها أكثر في المجتمعات الماقبل رأسمالية أو الأقل رسملة أو التابعة أو الريعية…الخ، المهم أن لا يتقزم الوعي والموقف إلى حدود الطائفة باعتبار ذلك أحد اشكال الثقافوية والهوياتية الفرعية.

موقفها من الكيان والإمبريالية لا نقاش فيه.

كما أن الراحلة نعم إمرأة ولكنها ليست من الاتجاهات النسوية بمعنى الفيمنيزم لا اللبرالية ولا الراديكالية ولنقل ولا الجندرة السائدة اليوم، وهذا ما يُفرِّق المثقف/ة المشتبك عن المثقف الذي لا يُمارس…الخ. ولو أنني صغت هذا المصطلح حينها اي ليس عام 2001 لكانت هي نموذج المثقفة المشتبكة حقاً.

لا اذكر أننا اختلفنا في أمر، رغم كوننا لسنا من مشرب واحد.

خلال الحوارات الخفيفة أسميتها  تندُّرا “أم المعارك” .

أهمية مشاركتنا حينها اننا وبشكل محدد كنا :

·       مع تحرير الكويت

·       وضد كل من شارك في العدوان على العراق منذ يوم 17 كانون ثانٍ 1991 وحتى اليوم وطبعاً رغم تحفظاتنا على أداء النظام هناك حينها، فما بالك اليوم.

ودون أن ابتعد عن موضوع اللقاء التكريمي للراحلة رأيت ولا زلت بأن مشاركة اي عربي ضد العراق كان مساهمة في تحطيم المشترك القومي العربي وكان مثابة تأسيس على سلسلة الإحترابات العربية البينية على يد الاستشراق الإرهابي بأداته انظمة وقوى الدين السياسي. وها نحن ندفع الثمن، وكم يثير حنقي هذه الأيام ذلك التفجُّع على العراق ممن شاركوا ورقصوا للعدوان عليه.

لم يكن بيننا بعد ذلك تواصلاً وخاصة ان سفري للخارج كثيراً ما يُعاق.

المحطة الثانية: وقوف الراحلة الرائعة مع سوريا رغم التحفظات على أداء النظام قبل عشرية الإستشراق الإرهابي وتقاطع موقفنا معا سواء في التحفظات أو الوقوف المفتوح مع سوريا.

المحطة الثالثة: حينما بذلت حياة جهدا مميزاً في اكتشاف سرقات عزمي بشارة من كُتَّاب آخرين  والذي فصَّله السيد  أسامه فوزي حلقة 2243 في 28 ديسمبر 2020

وحلقة 2246 في  2 كانون ثاني 2221 تفصيل القص

وتكمن أهمية ذلك في التصدي لظاهرة الطابور السادس الثقافي، وليس في يعزوه بعضهم إلى مناكفات شخصية.

نعم، تستحق الراحلة  التكريم  على مستوى عربي.

شكرا لكن، جميعاً.

 _________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.