احتلال العقل العراقي: الجامعة الأمريكية في السليمانية، الحلقة الثانية، عشتار العراقية

انتهينا في الحلقة الأولى الى أن برهم صالح وجون أغريستو اجتمعا في 2003 واتفقا على إنشاء جامعة أمريكية في العراق، يكون مقرها السليمانية ، ستكون بؤرة الضوء الذي يشع على كل المنطقة كما فعلت الجامعة الأمريكية في لبنان وفي مصر وفي الإمارات . جامعة لن يدخلها كل من هب ودب، وإنما ابناء الصفوة ممن يستطيعون دفع مهرها. ومن المختارين ممن يرعاهم رجال السياسة والأعمال.
كانت فكرة المشروع تماثل فكرة (العراق الجديد) الذي أراده المحافظون الجدد أن يكون ينبوع اشعاع على المنطقة ، فإذا به مستنقع خراب للجميع. ولكن ذلك كان العام 2003 ولم يظهر بعد كل الدمار الذي أنجزه المحتلون ووكلاؤهم في العراق. وهكذا اقترح السيد برهم أن يأتي بنفس الأشخاص الذين روجوا ونظروا وهيأوا للمشروع الأول : احتلال العراق، من أجل ان يتموا مشروعهم باحتلال العقل. وكأن الجامعة الأمريكية ستكون النموذج المصغر للعراق الجديد، تقوم على نفس الأسس ونفس النظريات ونفس اللاعبين، ولهذا السبب (فقط) آلت الجامعة أيضا الى نفس الخراب.
بما أن برهم كان عضوا في (المعهد العراقي) الذي أنشأته الخاتون رند الرحيم فرانكي ، العراقية الامريكية المتصهينة، وكانت هي أيضا من أعضاء (لجنة تحرير العراق) الى جانب عتاة الصهاينة ، فقد جمع برهم أعضاء المعهد وأضاف اليهم بعض رجال أعمال وشخصيات تجمعهم مشتركات رئيسية سوف أذكرها لكم :

تألف مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في السليمانية من :

برهم صالح رئيسا
جون اغريستو
كنعان مكية
باسل الرحيم
عزام علوش
رجاء الخزاعي
فؤاد عجمي
عبدالرحمن الراشد
جميل مروة
هيرش محرم
فاروق رسول

وهناك أيضا هيثم الحسني الذي لايظهر اسمه بين مجلس الأمناء ولكنه يرأس مركزا بحثيا في الجامعة الأمريكية في السليمانية باسم (معهد النهرين التوأمين) ، والرجل كندي الجنسية ويرأس حاليا (المعهد العراقي Iraq Foundation) الذي ينتمي اليه برهم صالح وعزام علوش وباسل الرحيم وكنعان مكية. ألم أقل لكم أن العصابة هي واحدة وتتحرك بكل أشكال الأقنعة؟
ولكل من هؤلاء حكاية ينبغي ان تروى في هذه القصة من ألف ليلة وليلة. ولكن الجامع الذي يجمعهم:
1- انتماؤهم الى مشروع المحافظين الجدد
2- (نضالهم) في أروقة المخابرات الأجنبية وجماعات اللوبي الصهيوني من اجل غزو واحتلال العراق
3- من اشد المؤيدين لجورج بوش والجمهوريين ويعتبرون أن غزو العراق كان تحريرا
4- كرههم واحتقارهم للمسلمين والعرب بشكل عام
5- تواطئهم مع الصهيونية العالمية
6- ايمانهم بالدور الذي ينبغي ان يقوم به التعليم في العراق الجديد من أجل تغيير العقل العراقي .
7- رغبتهم العارمة في النهب والتربح المالي من الخراب
8- انعدام ضمائرهم وفسادهم الروحي والأخلاقي
9- التبشير بالليبرالية الجديدة والسوق الحرة والرأسمالية المتوحشة

لعل أفضل ما يلخص منظورهم هو ماقاله فؤاد عجمي قبل الغزو بشهر في مقالة (العراق ومستقبل العرب) في دورية (فورين افيرز) عدد كانون الثاني – شباط 2003

“ان تغيير النظام في العراق سيعني “نهاية العروبة الخبيثة” و”نهاية الاهتمام بفلسطين” فالترتيب السياسي العراقي الجديد سينظر الى الفلسطينيين على انهم كانوا مؤيدين لصدام وسيكون بعيدا عن (نيران معاداة الصهيونية) التي تلهب المصريين والاردنيين واللبنانيين، كما ان الترتيب السياسي العراقي الجديد سيقوى فيه الاكراد والشيعة والمعارضون لنظام صدام الذين لايدينون بالكثير للعالم العربي ..”

ويلاحظ أن كل الأمناء يحملون جنسيات أجنبية: بريطانية او امريكية او كندية (ماعدا هيرش محرم وفاروق رسول حيث لا اعرف إذا كانا يحملان جنسيات غير عراقية) .

برهم صالح وجون أغريستو وقد فصلنا في حاليهما في الحلقة الأولى ، وكنعان مكية (صاحب الإذن الموسيقية الذي كان وقع القنابل على بغداد في 2003 مثل الموسيقى في أذنيه) أشهر من نار على علم، ورجاء الخزاعي عضوة مجلس الحكم ، وقد كتبت بإسهاب عنها هنا، وهنا.

ولكن الجديد الذي وجدته في سيرتها النضالية انها مقربة جدا من السيد بوش والمحافظين الجدد وقد كتب عنها بول بريمر في مذكراته كما تحدث عنها بوش في لقاء مع النساء المناضلات على شاكلتها، في 12 مارس 2004 قائلا “اريد أن اشكر صديقتي د. رجاء الخزاعي التي معنا اليوم. هذه ثالث مرة نلتقي. اول مرة التقينا حين دخلت الى المكتب البيضاوي .. دعنا نرى ، هل كانت تلك المرة الاولى؟ نعم ، كانت المرة الاولى. انفتح الباب، وسارت نحوي وهي تقول “يا محرري !” وانفجرت بالبكاء وكذلك بكيت انا. وكانت الدكتورة الخزاعي ايضا تحضر عشاء عيد الشكر مع الجنود وكانت المفاجأة اني انا ايضا كنت هناك (يقصد اول مرة زار العراق في نهاية 2003 متسللا تحت جنح الظلام ) طبعا لم اخبرها مسبقا اني كنت قادما (ضحك من الحضور)
(علما انه في تلك الزيارة التي استمرت ساعات في المطار لم يكن بوش قد ابلغ زوجته ذاتها بها للحفاظ على السرية. فكيف عرفت الدكتورة الخزاعي مسبقا؟)
الدكتورة طبيبة توليد وقد ترشحت في 2005 عن القائمة العراقية ، وفازت بعضوية مجلس الدواب وهي الشهيرة بقولها منذ أن كانت في مجلس الحكم :” لقد ساعدتُ طوال الثلاثين عاما الماضية في توليد أطفال آلاف الأمهات العراقيات , والآن للمرة الأولى في تأريخ العراق الحديث سيكون للنساء العراقيات مكان في مجتمعهن , وأنني أشعر بالفخر لتوليد أمة عراقية جديدة اليوم “

حسنا ، أيتها المولدة الكذابة التي كان للمرأة العراقية بمجيئك الميمون مكان في المجتمع لأول مرة في التاريخ!! يبدو انك أخفقت في توليد الأمة العراقية الجديدة من رحم الإحتلال .. انظري جيدا بين ساقي الإحتلال؟ لقد اختنق الوليد بالحبل السري!! لابأس عليك .. لقد نجحت العملية بفضل بوش مخلصنا ومحررنا، له الحمد والشكر، ومات الوليد !!

:::::

المصدر: “غار عشتار”، 10‏/4‏/2011

http://ishtar-enana.blogspot.com/2011/04/1.html

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.