محاولة إقتناص الفرصة لتأسيس دولة يهودية ثانية، ​​ترجمة وتعليق كفى الزعبي

مقالة مهمة حول امر خطير :
محاولة إقتناص الفرصة لتأسيس دولة يهودية ثانية .
​​
ترجمة وتعليق كفى الزعبي

نُشرت قبل يومين في وكالة الأنباء الروسية ” انتي فاشيست”،  مقالة في غاية الأهمية  بعنوان ” الوسيط الاسطنبولي: هل يقود أبراموفيتش مباحثات سرية من أجل تأسيس جمهورية كولومويسكي الشعبية؟”
وفي فحوى هذه المقالة  فإن المحلل السياسي الروسي أيجور باريسوف،  يقول إن أمريكا قد رفعت  العقوبات  عن الملياردير الروسي – صاحب الجنسية الاسرائيلية أيضا – لكونه الجسر الأخير – غير الرسمي، الذي لم يحترق بعد بين روسيا والغرب.
ولتوضيح دور هذا الملياردير، فإن الكاتب يعود لشخصية يهودية أخرى، اوكراينية وفاعلة في المشهد الأوكراييني: الاليغارش الاكراييني اليهودي كولومويسكي، المقيم في مدينة دنيبروبتروفسك الاوكراينية المدينة التي وحسب المقالة كانت  ” ومنذ  القرن الثامن عشر ، قد أصبحت  واحدة من مراكز الجذب الرئيسية للمهاجرين اليهود،  الذين تطورت بمجيئهم  التجارة والصناعة في هذه المدينة. ثم تحولت دنيبروبيتروفسك، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، إلى “عاصمة” كاملة للجالية اليهودية، وبالتالي إلى مركز لجذب رأس المال الأجنبي.  وقد تمكن الأوليغارشيون الأوكرانيون تحديدا عبر قنوات دنيبروبيتروفسك المالية  من الحصول على قروض من البنوك العالمية مثل جي بي مورغان المرتبطة بإمبراطورية روتشيلد المالية.
وكان كولومويسكي – أحد ألمع الممثلين و “الأب الروحي” للجالية اليهودية الأوكرانية  – قد بذل في التسعينيات، جهودا كبيرة  كي يصبح المحاور الأوكراني الرئيسي مع جماعات النفوذ اليهودية في الغرب. وكان أعلن عن حضوره بصوت عال، تحديدا أمام المجتمع اليهودي بطرحه  لمشروع بناء مجمع “مينورا”  اليهودي في دنيبروبيتروفسك – المجمع الأكبر في العالم. “
وحسب  المقالة فأن  طموحات كولومويسكي  في السيطرة على دنيبروبيتروفسك، قد ظهرت بعد عام 2014 وضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وإن كولومويسكي ذاته كان يقف خلف ترشيح زيلينسكي للرئاسة “الأمر  الذي استقبلته جماعات النفوذ اليهودية  بترحاب شديد، وجاء  كحل وسط مع كتلة القوة الأمريكية ، ذات العلاقات السيئة  مع كولومويسكي بسبب نشاطه المفضوح في غسل الأموال  في الولايات المتحدة بمساعدة التجار اليهود المحليين.”
“أما بعد بدء العملية الخاصة الروسية في اوكراينا، فقد بقي إيغور كولومويسكي في دنيبروبيتروفسك من أجل حماية مصالحه ومصالح المجتمع اليهودي في المدينة، وقام بتكثيف اتصالاته مع جماعات الضغط اليهودية في جميع أنحاء العالم، من تل أبيب إلى واشنطن وموسكو. لكن كولومويسكي، الذي لم يصرّح بموقف علني واحد منذ بداية أحداث 24 شباط،  أخذ  وعبر القنوات السرية يروّج بنشاط لأجندته الخاصة في الصراع الروسي الأوكراني. الأجندة التي تشكّل أهم نقاطها تجاوز  الجيش الروسي لمدينة دنيبروبيتروفسك ، وأن ألا تُضرب  أية قذيفة على مجمع “مينورا”.
“وقد دعمت اسرائيل هذه الأجندة بشدة : أي  استبعاد منطقة دنيبروبيتروفسك من خطط   تقدم القوات المسلحة الروسية.  ووفقا للشائعات ، فإن هذا هو أحد الشروط التي جلبها بينيت إلى موسكو خلال زيارته الأخيرة. من جانبه ، يمكن لكولومويسكي ضمان عدم اتخاذ القوات المسلحة الأوكرانية في المنطقة ، التي تخضع الآن بالكامل لنفوذ هذا الأوليغارش ، أي إجراء ضد القوات الروسية، بل إنها في حال لزم الأمر،  ستوفر ممرا للجيش الروسي،  شريطة  تقديم ضمانات أمنية لكولومويسكي والمجتمع اليهودي. وقد يكون الحل الوسط الآخر
هو سيناريو إنشاء “جمهورية دنيبروبيتروفسك الشعبية” ، والتي ستعلن استقلالها عن أوكرانيا.”
إذن بوسعنا أن نقرأ من بين سطور هذه المقالة أن ثمة مخططا سريا يهوديا لتأسيس جمهورية  يهودية في قلب اوكراينا، ومجاورة لروسيا، جمهورية  تكون بمثابة فرع لإسرائيل، تقوم على رؤوس أموال يهودية تدعمها عائلة روتشيلد.
ومن خلال هذا المخطط الذي يتم الحديث والكتابه عنه الآن  بحذر في بعض الأوساط  الروسية، يمكن فهم سبب التأييد المطلق لبعض اليهود الروس المؤثرين في الأعلام، لبوتين وظهورهم بمظهر الملكيين أكثر من الملك: ففي البال دولة يهودية بجوار روسيا! وإذا كان بوتين قد أفشل مخططهم الذي ازدهر في التسعينات في تدمير روسيا ووضعها تحت سلطة رؤوس اموالهم ومحاولاتهم الشديدة – عبر تحالفهم مع ليبراليين روس – في تدمير الحس
الوطني الروسي ومحاولى القضاء على أي مشروع وطني روسي،  فإن أجندتهم في هذه المرة تذهب أبعد من ذلك : القبض على خناق روسيا عبر إسرائيل ثانية تقوم بجاورها. إذا نجح هذا المخطط فأن ذلك يعني ليس موت روسيا وحسب بل يعني موت الآمال في نتيجة هذا الصراع العالمي العنيف بين مشروعين يمثل أحدهما العولمة الليبرالية الصهيونية الشرسة ويمثل  الاخر – روسيا والشرق –  تعدد الأقطاب وتحرر الشعوب من هيمنة العولمة.

_________

“كنعان”  غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.