كوبا: مقابلة مع الرفيق نورالدّين عوّاد مع القناة الكوبية الدولية في البرنامج الاسبوعي MUNDO 20 X 20

كوبا:

النص العربي للمقابلة مع القناة الكوبية الدولية “كوبافيسيون انترناسيونال” التي تمّ بثّها لاول مرة اليوم 15 اب اغسطس 2022، الساعة 12 منتصف الليل ومطلع الفجر، ويعاد بثها على نفس القناة كل 4 ساعات. اسم البرنامج الاسبوعي  MUNDO 20 X 20

الجزء الاول:

س 1 : ادى تصعيد العنف مؤخرا في غزة الى تدهور الوضع الانساني. فيم تختلف هذه الاحداث عن الاوضاع السابقة؟ من المستحسن وبايجاز شديد ان تذكرنا بكيفية نشوء الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

ج1: شكرا على استضافتكم لي لالقاء بعض الضوء عل القضية الفلسطينية. في البداية اسمحوا لي بالاعراب عن اصدق ايات ومشاعر العزاء والتضامن ازاء الموتى والجرحى والمنكوبين من شعبنا الكوبي من جراء الكارثة التي الّمت في الايام السابقة بقاعدة ناقلات النفط العملاقة في مدينة ماتانساس.

الصراع اصلا صراع صهيوني عربي اي بين الحركة الصهيونية العالمية وكيانها والامة العربية بكاملها. نحن الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزا من الامة العربية والمقاومة الفلسطينية جزء لا يتجزا من حركة التحرر الوطني العربية عموما. كنا ولا زلنا نشكل مانعة صواعق ومصدّات تكسير امواج الغزو الصهيوني للامة والوطن العربي.

ظهر الكيان الصهيوني المسمى “دولة اسرائيل” سيئة الذكر عام 1948 استنادا الى قرار 81/47 الصادرعن الجمعية العامة للامم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين الى دولتين واحدة عربية واخرى “يهودية”. وللعلم فان ذلك القرار وامثاله ليس الزاميا للتنفيذ ومع ذلك وبمباركة وتواطؤ القوى العظمى في ذلك الحين تم تنفيذه على ارض فلسطين التاريخية. بينما قرارات مجلس الامن الدولي جميعها الزامية التنفيذ ومع ذلك فان “اسرائيل” لم تنفذ منها ابدا اي قرار!

عام 1917 (عام وعد بلفور) كان عدد المهاجرين والمستوطنين اليهود في فلسطين يصل الى 50 الف، وفي ظل الانتداب /الاحتلال البريطاني لفلسطين ارتفع عددهم عام 1947 الى 650 الف، ومن ضمنهم عصابات فاشية مسلحة وصفتها بريطانيا نفسها بالارهابية، وشكلت لاحقا النواة الصلبة للجيش “الاسرائيلي” الحالي الذي لا زال فاشيا وارهابيا.

عدد من مؤسسي الكيان الصهيوني هم من النازيين الاوكرانيين، اذ انه وعلى الرغم من انضواء اوكرانيا تحت لواء الاتحاد السوفييتي في ذلك الحين، الا انه كانت لديها “خلايا نائمة” من النازيين المحليين، سهلوا لقوات هتلر النازية التوغل في اراضيها باتجاه موسكو. تماما كما هو الوضع الراهن هناك حيث توجد قوات قومية متطرفة نازية جديدة. اولئك القادة النازيين حددوا طبيعة الصراع بانه صراع وجود وليس صراع حدود وهو كذلك بالفعل فاما هم واما نحن في وطننا فلسطين.

ترتبت على هذا المفهوم الصهيوني تجليات عديدة منها للذكر وليس الحصر:

  • جيش متعدد الجنسيات مما لا يقل عن 34 دولة ومجهز بافضل عتاد الحرب العالمية الثانية غزا فلسطين واحتل 78% من جغرافيتها، ارتكب فيهاعلى اقل تقدير 70 مجزرة وطرد 850 الف فلسطيني، دمر 531 مدينة وقرية… ومارس ولا زال القمع والاضطهاد والتمييز العنصري بحق فلسطينيي الاراضي المحتلة منذ عام 1948.
  • عام 1967 احتل الكيان الصهيوني بقية فلسطين التاريخية في الضفة الغربية وغزة واحتل اراضي في جنوب لبنان والجولان السورية وسيناء المصرية.
  • توالت الحروب والاعتدات الصهيونية ضد الفلسطينيين عام 1968، 1970 ـ 1972، 1973، 1978، 1982، 1987 (ضد الانتفاضة الاولي التي استمرت 4 سنوات)، 2000 ـ 2002 (ضد الانتفاضة الثانية وضد الضفة الغربية )
  • عام 2005 وبفضل المقاومة المسلحة الفلسطينية اضطر الكيان الى اخلاء 22 مستوطنة واجلاء مستوطنيها ال 7800 مستوطن، لاحقا شن حروبا تدميرية فاشية على القطاع في 2008ـ 2009، 2012، 2014، 2021 (سيف القدس) وعدوان 2022 الحالي.

في تجارب كل الشعوب التي تعرضت للاحتلال الاجنبي، ثبت ان المقاومة المسلحة هي العلاقة التاريخية المثلى بين الاحتلال الاجنبي والشعب المحتل، اذ ان المقاومة عموما هي الرد الطبيعي على خطر الاحتلال الاجنبي. نحن نواجه احتلال فاشي عنصري استيطاني احلالي: غزو واحتلال وابادة وتطهير عرقي ممتد في الزمان ومشتد في وحشيته وفاشيته منذ ان تم زرع الكيان الصهيوني على ارض فلسطين عام 1948 كخنجر في قلب الامة العربية.

العقيدة الصهيونية تقضي بضرورة ابادة الشعب الفلسطيني، لكي تتطابق نظريتهم مع الواقع. حسب نظريتهم: “ارض بلا شعب لشعب بلا ارض”! اي انهم افترضوا ان فلسطين ارض بلا شعب وبالتالي يجب ان تكون ارضا للشعب اليهودي المزعوم المحروم من الارض”!

في الجولات السابقة ونظرا للاختلال الكبير في موازين القوى عدة وعتادا، كانت “اسرائيل” طليقة اليدين في غزة والضفة، وتحدث دمارا شاملا وقتلا متعمدا للمدنيين، لم يكن امامها اي رادع. في الجولة السابقة التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية “سيف القدس” فقد ادت التراكمات في التسلح والتجهيز والاعداد تكتيكيا واستراتيجيا الى خلق قوة ردع مسلحة، تمظهرت في وضع كافة المدن المحتلة في فلسطين التاريخية في مرمى صواريخ المقاومة:

  • تم تحديد ساعة الصفر من قبل قائد غرفة العمليات المشتركة لقصف القدس المحتلة عند انتهاء مدة الانذار.
  • تم حشر 6 ملايين مستوطن في الملاجئ وفرض العزلة الدولية على الكيان كاملا لمدة 11 يوما متتالية! وللمفارقة فان قيادة المقاومة المسلحة هي التي كانت تمنح للمستوطنين ساعتين يوميا للتزود بالماء والطعام دون قصفهم.
  • استعملت المقاومة صواريخ متطورة وبقدرات ذاتية. والاهم ان المقاومة منعت العدو الصهيوني من تحقيق اي هدف سياسي من الحرب.

اما في الجولة الاخيرة التي استمرت 3 ايام فانه وعلى الرغم من القتل والدمار  الذي مارسه العدو الصهيوني بحق المدنيين ، فانه لم يحقق اي مكسب عسكري او سياسي. اذ ان هدفه الاساسي كان داخليا يتعلق بمحاولة جذب الاصوات الانتخابية.

س 2 : بلدان  عربية مثل الاردن ولبنان والعراق وقطر والكويت اعربت على الفور تقريبا عن دعمها للفلسطينين وادانت العدوان الاسرائيلي. كيف تقيِّم هذا الدعم والى اي مدى يمكن ان يؤثر تضامن العالم العربي في القضية الفلسطينية؟

ج 2 : تضامن الدول العربية عموما وخاصة “الجامعة العربية” نظيرة “منظمة الدول الامريكية” في امريكا اللاتينية، شكلي ولفظي دون اية اهمية خاصة وان العديد من الحكومات العربية تعترف بالكيان الصهيوني وتقيم معه علاقات طبيعية واتفاقيات سلام اي استسلام …الخ. من بين الدول التي ذكرتيها، على سبيل المثال الاردن وقطر صديقان حميمان للكيان.

نحن لا نعول على الانظمة العربية في معظمها بل على جماهير امتنا العربية وقواها التحررية. في ادبيات اليسار الفلسطيني عموما ومنذ عام 1969 حددنا معسكر العدو: الامبريالية العالمية والصهيونية العالمية وكيانها والرجعية العربية.

س 3: تم التوصل الى “هدنة” ومع ذلك في السنوات الاخيرة وقعت مواجهات مكررة ويتكرر معها التصعيد العنيف. في الجوهر، ماذا يتحقق في فترات الهدنة والسلام الظاهري؟

ج 3: الكيان الصهيوني يعيش ازمة سياسية وعسكرية وبنيوية داخلية. بين فترة واخرى يقوم الكيان بتصدير الازمة من خلال الاعتداء على الحلقة الاضعف (في رايه) في محور المقاومة في الاقليم اي قطاع غزة والضفة الغربية. احيانا بهدف الردع واحيانا لاسباب انتخابية والثمن دائما هو الدم الفلسطيني.

اما المقاومة الفلسطينية فانها تسعى على مدار الساعة في سبيل مراكمة وسائل القوة المسلحة بغية ارساء معادلة ردع، وهذا ما حصل بفضل الجهود الذاتية ومساعدة وتضامن الاصدقاء والحلفاء. كما تسعى الى الحفاظ على تماسك وتكافل المجتمع الغزاوي وتحصينه من الاختراقات الامنية الصهيونية. كل ذلك في ظل حصار جهنمي منذ عام 2007…بمشاركة الكيان الصهيوني وامريكا ومصر والسلطة الفلسطينية في رام الله….. وللعلم فان الجيش الامريكي قام ببناء سور واقي باطني على حدود غزة من الفولاذ الصافي بطول 10 كيلومتر وعمق 22 مترا وسمك 50 سم، بهدف منع اهلنا في غزة من الحصول، عبر الانفاق، على المواد الغذائية والادوية والذخائر اللازمة للمقاومة للدفاع عن النفس….

س 4: هل يمكن لعملية السلام التي ترعاها الامم المتحدة ان تؤدي الى اية نتيجة؟

ج 4: بالطبع لا.  الامم المتحدة كحلبة ملاكمة والاقوى والاكثر حنكة يفرض شروطه بالمال والسلاح. موازين القوى حتى الان لا تنتج اي حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. لا جدوى من الامم المتحدة.

هذا مثال على ما اقول: منذ عام 1992 والامم المتحدة تصوت لصالح المشروع الكوبي ضد الحصار الامريكي المفروض على كوبا ولا زال الحصار قائما ومشددا. وللسخرية في احدى الدورات امتنعت امريكا بوقاحة عن التصويت لصالح حصارها على كوبا، بينما بقيت “اسرائيل” الوحيدة في التصويت ضد كوبا، فهي العدو الاول الدائم للثورة الكوبية.

ومثال اخر، منذ عام 1978 اتخذ مجلس الامن الدولي قرارين الزاميين للمعنيين: الاول بصدد استقلال ناميبيا والثاني بصدد انسحاب القوات الصهيونية من جنوب لبنان. لم يتم تحقيق اي من الامرين الا في عام 1988عندما قامت القوات الكوبية والانغولية وقوات سوابو والمؤتمر الوطني الافريقي بفرض السيادة الانغولية واستقلال ناميبيا. وفي عام 2000عندما قامت المقاومة اللبنانية وخاصة المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله بتحرير الجنوب بقوة السلاح. 

الجزء الثاني:

س 1: بصفتك شاب فلسطيني ترعرع في كوبا وكصحفي يراقب الموضوع بتعمق، في رايك ما مدى شرعية المطالب الفلسطينية في الوقت الراهن؟

ج 1: المطالب / الحقوق الفلسطينية تاريخيا وحاضرا ومستقبلا شرعية ومشروعة وقانونية وعادلة تماما كما هو الحال بالنسبة للمطالب الكوبية باستعادة الاراضي الكوبية المحتلة في قاعدة غوانتانامو البحرية الامريكية منذ 121 عاما، وانهاء الحصار/ الحرب المفروض ظلما على الشعب الكوبي.

من لا شرعية لها هي الصهيونية كاملة ومشروعها في فلسطين اي “دولة اسرائيل” ويشهد على ذلك امران اساسيان: الاول، تعدد الاماكن (23 مكان على اقل تقدير) المرشحة لاقامة “دولة يهودية” ينسف اطلاقا الغطاء الاسطوري الديني (الارادة الالهية لتوريث ارض الميعاد لشعب الله المختار) التي حددها الصهاينة في فلسطين، والثاني علم الاثار الحديث واكتشافاته وباعتراف زعيم علماء الاثار “الاسرائيليين” التي تؤكد ان لا أثر لليهود وممالكهم وبطولاتهم الخارقة في ارض فلسطين الكنعانية العربية.

كما ان الصهيونية بصفتها منظمة رجعية شيطانية طبقت منهجية معكوسة في علم الاجتماع السياسي المتعارف عليه تاريخيا، فهي اولا جمعت جيشا متعدد الجنسيات لغزو ارض ليست لها واحتلتها وقررت بناء دولة عليها، وثانيا ابادت وشردت الشعب الاصلي صاحب الحق التاريخي في ارضه، واستجلبت مستوطنين من اكثر من 125 بلد يتكلمون اكثر من 80 لغة في محاولة لخلق شعب / امة “متجانس” يتخاطبون فيما بينهم بلغة مخلوطة من العبرية واليديش ولغات اوروبية متنوعة.

 كافة الحلول المطروحة حتى الان لاتحلّ الصراع المفتوح منذ اكثر من قرن. ببساطة شديدة لأنها جميعها تتجنّب المشكلة الحقيقية: هناك في فلسطين يوجد احتلال اجنبي بالقوة، ولا يمكن ازالته الى بالتحرير الوطني وبالقوة.

س 2: ما فتئت “اسرائيل” تعول على الدعم الامريكي التاريخي. كيف ترى سلوك هذا التحالف في ظل ادارة بايدن؟

ج 2: عندما يتعلق الامر بـ “اسرائيل” لا يوجد فرق جوهري بين جمهوري وديموقراطي اذ ان كافة رؤساء الولايات المتحدة الامريكية ملزمون بدعم “اسرائيل” بما هي جزء عضوي من النظام السياسي الامريكي. بايدن نفسه ومنذ ان كان نائبا للرئيس اوباما لم يتعب من ترديد عبارته الممجوجة علنا ” انا لست يهوديا لكنني صهيوني”! فماذا يمكن ان ننتظر منه؟

س 3: هل تعتقد بانه توجد حدود لمقاومة الشعب الفلسطيني وصموده؟ خاصة فيما يتعلق  بانتظار اكثر من 60 عاما لكي يتم تطبيق قرارات الامم المتحدة والتي يبدو انه لا ثمار ترجى منها. وما هي اهمية وحدة الفلسطينيين في سبيل تحقيق مصالحهم كشعب في مواجهة “اسرائيل”؟

ج 3: طالما وجد الاحتلال توجد المقاومة، التجربة التاريخية لمختلف الشعوب والامم تثبت ذلك والشعب الفلسطيني ليس استثناء. فمثلا الشعب الكوبي يناضل ويقاتل ويصمد وينتصر منذ عام  1868 على اقل تقدير، عندما بدأت حرب التحرير الكبرى الاولى ضد الاستعمار الاسباني، في ظل ظروف مشابهة لظروف الشعب الفلسطيني.

لا شك ان وحدة الشعب الفلسطيني على اساس وطني مقاوم للاحتلال تشكل شرطا اساسيا للانتصار على “اسرائيل” والامبريالية مجتمعة. المتحاربة التي نعيشها اليوم بالخصوص تتمثل في انه لا يمكن تحقيق وحدة وطنية بين نقيضين: مقاومة ومساومة استسلامية! كوبيا، بين باراغوا والزانخون (توضيح للقارئ العربي: باراغوا تمثل رفض الاستعمار والذل والتبعية والخنوع وعقد العزم على مواصلة القتال ضد الاستعمار الاسباني، والزانخون عكس كل ذلك (1878). فلسطينيا المقاومة بهدف التحرير مقابل اتفاقيات اوسلو وسلطتها وتداعياتها منذ عام 1993 والى الان.

س 4: في رايك، ماذا يجب ان يحصل من اجل احراز سلام دائم ونهائي؟

ج 5: الوضع الدولي الحالي ينتقل من عالم “لحظة القطبية الوحيدة” الامريكي، الى عالم متعدد الاقطاب مما يضعف الهيمنة الامبريالية الصهيونية “الاسرائيلية” عالميا واقليميا، خاصة وأن الاوضاع في اقليمنا آخذة في التطور الايجابي لصالح محور المقاومة.

فالمقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة تحرز انجازات ملموسة في الاستعداد المادي والنفسي المعنوي لخوض عملية التحرير الوطني؛ سوريا قلعة العروبة وقوميتها تتعافى وتنتصر على الارهاب الدولي بزعامة امريكا؛ العراق يعيش مخاضا نامل فيه الخير للامة؛ اليمن ينتصر على الحرب الظالمة التي يشنها عليه تحالف رجعي بزعامة السعودية وممالك الخليج؛ لبنان يكتنز اشرف واصدق واقوى مقاومة بقيادة حزب الله في الاقليم، الحقت هزيمة نكراء بالكيان عسكريا عامي 2000 و 2006، ولا زالت تقضّ مضاجع امريكا وربيبتها “اسرائيل”، وهي بمثابة سيف داموقليس على رقبة وجودها ونفوذها في وطننا؛ الجزائر عائدة الى المسرح بكل ارثها التحرري لكي تتبوّأ مكانتها في تحرير الامة وفلسطين. وليس سرا انها تحاول بناء قواعد عسكرية متقدمة في سوريا وعلى الحدود العلراقية الاردنية. فقد اصبحت الجزائر قوة عسكرية وسياسية واقتصادية لا يستهان بها تحسب لها اوروبا الناتوية الف حساب!

ماذا يمكن ان يحصل لكي يتحقق السلام الحقيقي؟

هناك كثير من الساسة والمثقفين “الاسرائيليين” يرون ويتحدثون علنا بان الكيان يسير نحو الانهيار لا محالة، وهذا رهن بالمقاومة والصمود.

 ارى ثلاثة احتمالات:

الاول: وقوع حرب عسكرية يخسرها الكيان الصهيوني، فـ “اسرائيل” حسب قادتها المؤسسين لا تستطيع تحمّل هزيمة كبيرة واحدة.  في هذه الحالة ستتفجر وتتضاعف الهجرة المعاكسة للمستوطنين وتنهار دولة الاحتلال.

الثاني: وقوع حرب استنزاف مستمرة على عدة جبهات: غزة الضفة لبنان سوريا الجزائر اليمن… وإيران التي تلعب دورا مهما في محور المقاومة، تؤدي الى انعدام الافق والامن والامان للمجمّع الاستيطاني الذي وعدوه بجنة الله في “ارض الميعاد” وبالتالي تنهار الدولة ويغادر المستوطنون الى بلدانهم الاصلية. يجب التذكير بان مليون مستوطن يحملون جنسيات متعددة ومليون اخر يعيشون خارج الكيان الصهيوني.

الثالث: عندما يصبح مشروع الاحتلال الصهيوني خاسرا ريعيا ومكلفا للطغمة الحاكمة واسيادها فانهم لا محالة سيفكرون في اوطان بديلة عن فلسطين المحتلة: مثلا اشترى الصهاينة ملايين هكتارات من الاراض الخصبة في باتاغونيا جنوب امريكا اللاتينية، حيث يرتادها الاف الجنود والضباط سنويا من اجل “السياحة”! ولا أحد يعلم ماذا يفعلون هناك؛ كما اشتروا مساحات شاسعة من الاراضي في ولاية هيماشال برادش الهندية حيث يرفرف العلم الصهيوني. وعلى ضوء العلاقات التاريخية بين الصهاينة وأوكرانيا ـ قادة مؤسسون ومستوطنون ـ  التي يراسها صهيوني، هناك ايضا احتمال اقامة “دولة اسرائيل الكبرى” في أوكرانيا، ان سمح لهم ابو علي بوتين بذلك.

في النهاية، عندما تتمتع الشعوب بحقوقها واستقلالها وسيادتها وكرامتها يعمّ السلام. وكما قال بينيتو خواريس (أحد عظماء المكسيك الذي هزم الغزو الامبراطوري الفرنسي لبلاده اواسط القرن التاسع عشر) “بين الافراد كما بين الامم سواء بسواء، احترام حقوق الاغيار هو السلام”.

كونوا على ثقة بانني وبنفس الحزم والعزم الذي ادافع به عن القضية الفلسطينية، ادافع عن القضية الكوبية واية قضية عادلة لاي شعب في العالم.

_________

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.