شهادة عبد اللطيف عربيات رئيس البرلمان الاردني  

حدثتني مرة عن موقف لك مع الراحل ياسر عرفات عندما طلب منك دعم حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية، وهي قصة لا تخلو من الطرافة، وفيها موقف سياسي أيضا من كليكماا؟

– وفي تلك الأيام كان نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون يزورني في مكتبي بمجلس النواب، ويلح علي بقبول دعوته على الغداء في منزله، وبقيت أحاول الاعتذار ، لا لشيء لكن بفعل ظروف العمل في المجلس، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في فترة سياسية حرجة كنا نمر بها.

ذات مرة زارني الزعنون وأصر على بطلبه، وقال بأن الغداء سيكون لي لوحدي، ولن يأتي بأحد سواي، وأمام إصراره قبلت بالأمر لكن بالشرط الذي ذكره.

ولما جئت لبيته جلسنا وبعدها بقليل وإذ بهاتف منزله يرن، فرفع الزعنون سماعة الهاتف وبدأ يتحدث وكان الراحل ياسر عرفات، ونقل السماعة إلي وقال: الرئيس ابو عمار يريد أن يتحدث معك.

استغربت، فتناولت سماعة الهاتف، وبدأت المكالمة بالمجاملات العامة، وإذ بأبي عمار يقول: يا دكتور نحتاج إلى كلمة منك للتأثير على إخواننا بأراضي الـ 48، من أجل التصويت لصالح حزب العمل الإسرائيلي، وبرر ذلك بأن حزب العمل سيدعم استمرار مفاوضات السلام، فيما لو نجح الليكود فإن المفاوضات ستتعثر.

وهنا أنا ذهلت فعلا، وقلت له: سيادة الرئيس كيف تطلب ذلك مني!؟ ألا تعلم بمواقفنا من كل مبدأ المفاوضات مع المحتل، وكيف لي أن أتصل أنا بأي جهة وأطلب منها الانحياز إلى طرف ضد آخر في معادلة الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية، وأنهيت الاتصال عند هذا الحد، وفعلا كان طلبا غريبا، ولا أعلم ما هي الأسباب التي دفعت بياسر عرفات للقيام بذلك.

::::
المصدر: صفحة الفيس بوك

Mahmaoud Ibrahem Fannoun

بتاريخ 3 أكتوبر 2022

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف. ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.