نشرة “كنعان”، 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

السنة الثانية والعشرون – العدد 6401

في هذا العدد:

يُحلِّق دمنا فيهبط مثقفون بالمال، عادل سماره

العراق: رؤيا بين مرحلتين، محمود فنون

  • تعقيب على مقال الرفيق محمود فنون

الحرب في أوكرانيا ودورها في تغيير النظام العالمي، ألكسندر دوغين، تعريب د. زياد الزبيدي

كيف ينظر الروس لنتائج المؤتمر 20 للحزب الشيوعي الصيني، يلينا بانينا، تعريب د. زياد الزبيدي

شاهد:

  • د. عادل سماره، حول “حماس في دمشق، تغطية وتحليل”، على الرابط التالي:
  • الإخبارية السورية عن سرقة نفط فلسطين وماء مصر

✺ ✺ ✺

يُحلِّق دمنا فيهبط مثقفون بالمال

عادل سماره

كنت أقف على حافة الشارع قي قريتنا الصغيرة التي يمر بها الطريق القديم من رام الله إلى الرملة ومنها إلى يافا وتل الربيع. كان ذلك وانتفاضة 1987 في أوج عزها. أوقف سيارته الجديدة والفارهة ليقول: “ضربوني حجرا في بير نبالا”. قلت إلى اين انت ذاهب؟ قال إلى “تل ابيب الربيع”. قلت لماذا؟ قال نزور اسراً يهودية ونشرح لهم القضية.
تركته لشأنه، صار لاحقاً مفكراً ورجل اعمال ومفاوضات…الخ.
بعدها بشهرين جاء السيد عودة شحاده ومعه موظف من سي أن أن طلب منه أن يأخذه لبيتي.

قال الأمريكي نرتب ل مناظرة Panel بين “إسرائيليين “وفلسطينيين عن السلام وندعوك للمشاركة! وسيشارك في اللقاء د. حيدر عبد الشاقي من غزة مع آخرين.
قلت: ولماذا أتيت تدعوني؟
قال: قالت لنا ح.م.ع انا لا أستطيع المشاركة إلا إذا شارك عادل سماره لأنه بغير هذا سيفضحنا.
قلت: أخبرها أن سلاح عادل سماره صار مثلوماً فلتأخذ راحتها.
ذهبت من عودة إلى الراحل بشير البرغوثي أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني طبعة تلك الفترة وطلبنا منه إقناع عبد الشافي بعدم المشاركة، فالناس تملأ الأرض المحتلة في حراك شعبي شامل والشهداء يرتقون. قال نعم أتعهد بأن لا يشترك. …. لكنه اشترك مع إلياهو بن إليسار وفلسطينيين وصهاينة آخرين. بعدها كان د. عبد الشافي من مؤسسي “المبادرة الوطنية”!
هل هو توقيت صهيوني محكم أم جاهزية بعضنا! أم تطابق كليهما.
وحينما تقرر مؤتمر مدريد 1991 الذي شارك فيه ممثلين عن أنظمة عربية اختار ملك إسبانيا قاعة بها تمثال لإسباني يقطع راس فارس عربي!
واليوم، ودمنا يصل السماء والأبطال تزدحم بهم البنادق يتزاحم مثقفو الطابور السادس على ابواب مؤسسات التطبيع الثقافي الصهيوني لنشر أعمالهم!
وهذه لعبة اتخذت عدة اشكال من “التملُّص” حيث يقولون:
1- لم يتصل بي أحد لترجمة كتابي و/أو نشره
2- لم أتعاقد مع أحد لترجمة كتابي و/أو نشره.
وكما يتم عدم نشر اسماء سماسرة بيع الأرض والبيوت إلا ربما بعد عشرات السنين، يجري اليوم التعاقد هاتفياً مع هذا الكاتب أو ذاك. وهو يعلم بالطبع أنه إذا ما أنكر وكتب أو تحدث نافياً سيقولون له: “كل شيء مسجل” ومع ذلك ربما لا يواجهونه. فيكفيهم أن كتابه يقطر من دماء النابلسي والتميمي وأجدادهما.

✺ ✺ ✺

العراق: رؤيا بين مرحلتين

محمود فنون

10/4/2020م

تعقيب على مقال الرفيق محمود فنون

رفيق محمود، صحيح بأن الاستهداف الرأسمالي الإمبريالي الغربي ضد الوطن العربي مقصود به ومحفوز بالاستغلال إلى حد وضع اليد على كل قطرة نفط او ماء أو معاملة سوق، وصحيح أن هذا اشترط ويشترط تدمير الجمهوريات، جيوشها ومن ثم قتل الحكام وصولاً إلى كامل كل قطر وكل هذا حصل. وصحيح ما تقول بأن من وصل إلى الحكم أو من يجري إيصاله إلى الحكم هو عدو لكل قطر على حده، وعدو هنا تعني الخيانة الموصوفة وكل من شارك دعم هذا الاستهداف من خارج العراق هو عدو تماماً. أعتقد أن ما يجب استكماله في مقالك هو أن انتصار الثورة المضادة في مصر، العراق، ليبيا ومواصلة هجومها على سوريا واليمن يقتضي الشغل ليس على عراقية العراق بل عروبة العراق وكافة الأقطار العربية. فالدولة القطرية والتي يتفذلكون اليوم بتسميتها الدولة الوطنية لا يمكنها حماية نفسها منفردة. إن أية حركة ثورية تقدمية طبقية شيوعية…الخ في الوطن العربي إن لم تكن وحدوية فهي تُهارش العدو ولا تقتله. 

عادل سماره

هيئة تحرير “كنعان”

■■■

العراق: رؤيا بين مرحلتين

محمود فنون

10/4/2020م

العراق قبل الغزو والعراق بعد الغزو ليس عراقا واحدا.

وهنا يتوجب فحص المواقف:

من وقف مع امريكا ضد العراق ومن وقف مع العراق ضد امريكا.

والخوض في التفاصيل ضروري من أجل استرجاع المواقف وتقييمها.

فمن وقف مع امريكا ضد العراق لم يكن الأمر انسياقا مع شعارات زائفة، بل كان اصطفافا مع العدو ضد العراق.

لقد مر وقت كافي لدراسة التجربة ومقارنة الحال.

أمريكا دمرت العراق، دمرت البنية التحتية ودمرت الوضع الاقتصادي والسكاني ونهبت كنوز العراق وثروات العراق ونفط العراق وهي قد جاءت وحاربت من أجل هذه الأهداف وحققتها، ولا تزال تستولي على العراق ارضا وثروات ولا زالت تمزق العراق. أليس هذا هو الواقع المر في العراق وهل هذا يستدعي مراجعة المواقف؟

هل كان تغيير الحكم في العراق يستدعي كل هذا الدمار وكل هذا النزف المستمر؟ أم هي اصطفافات: فريق مع العدو ضد العراق وفريق مع العراق وحريته وعروبته وناضل وقاتل الغزو الأجنبي – تحالف غازي تتزعمه أمريكا ومعها حلفها الغربي والدول الصنيعة والتابعة والرجعية وفريق من العراق من القوى التي صنعتها امريكا وحلفائها لتسهيل احتلالها للعراق والسيطرة عليه من الداخل.

أين تقف اليوم؟

هل يمكن الاستمرار في التلطي وراء مقولة ” كان النظام ديكتاتوريا ” من أجل التغطية على المواقف، بينما العدو سحل العراق كله وفتته قبائل وعشائر وطوائف وجهويات واقليات وقوميات؟

كيف تمكن العدو من لجم الثورة العراقية الجارفة التي انطلقت فور غزو العراق؟ ومن تآمر عليها ودحرها من داخلها بينما كان العدو يتلقى الضربات ويتراجع ويعيد نشر قواته؟

هل الحكم الحالي في العراق وهو عبارة عن تشارك قوى صنيعة وفق دستور بريمر، هل هذا الحكم يمثل العراق ام أعداء العراق؟

إنهم أعداء العراق الذين يتوجب كنسهم ليعود وجه العراق عراقيا عروبيا وقادرا على لملمة مكوناته تحت هوية المواطنة وليس كل مظاهر القسمة والتشرذم.

لقد كان نظام الحكم في العراق أداة وحدته واستثمار ثرواته داخليا، ومن هنا فقط يكون نقد الثوريين لنظام الحكم تصويبا أو تثويرا لمزيد من التقدم ومعالجة الأخطاء الكبيرة والصغيرة.

واليوم لم يعد النظام موجودا بعجره وبجره ولكن إين العراق، مما يستدعي النضال من أجل استرداد العراق من أيدي غاصبيه الداخليين والخارجيين وسحق المجرمين الفاسدين الناهبين من الداخل ومن الخارج.

كل من وقف مع الغزو الأجنبي للعراق كان خائنا لنفسه وللعراق وشعب العراق.

كيف سيسترد العراق طاقاته البشرية المشردة في اصقاع الأرض وكيف سيسترد ثرواته المنهوبة وكيف سيسترد وحدته؟

إن هذا يحتاج إلى نضال عراقيين موحدين تحت عنوان وحدة وحرية العراق بلا سيطرة أجنبية ولا طائفية وبلا جهويات وقبائل. وقبل كل شيء نقد المواقف نقدا ثوريا حازما وإعادة بناء الرؤيا على قاعدة أن أمريكا وحلفها جاءوا غزاة وليسوا محررين وأن من ساندهم كان في حلفهم ومعاديا للعراق.

✺ ✺ ✺

الحرب في أوكرانيا ودورها في تغيير النظام العالمي

ألكسندر دوغين

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

11/10/2022

من وقت لآخر، من الضروري تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. يؤدي إخفاء الحقائق وأنصاف الحقائق إلى ظهور متاهات من الغموض، والتي بدورها تخلق زوابع ومطبات تتبدد فيها الحقيقة وتتلاشى.

 مع استمرار هذا الوضع، تتدهور الكلمات والخطب بشكل لا رجوع فيه.  وفي النهاية، لا أحد يثق بأي شخص آخر وتكون النهاية هي الانهيار.

 لقد اقتربنا من هذه النقطة، لذا يجب علينا التحلي بالشجاعة وتوضيح كل شيء كما هو.

 تفجير جسر القرم – علامة فاصلة.  بعد ذلك، إما الحقيقة – مهما كانت قاسية – وطريق صعب للخلاص والنصر.  أو… وخمن الأمر بنفسك، لا أريد إخافة أي شخص – أعتقد أن الجميع يدركون تمامًا خطورة الموقف الذي نجد أنفسنا فيه.

هناك قانون دولي، وهناك جغرافيا سياسية.  يصف القانون الدولي كيف يجب ان تبدو الأشياء او تظهر.  الجغرافيا السياسية – كيف تكون الاشياء على أرض الواقع.  هناك دائمًا فجوة بين “الكينونة” و”المظهر”.

من وجهة نظر جيوسياسية، تعرضت روسيا في عام 1991 لهزيمة هائلة في معركة “الأرض ضد البحر”.  استسلمنا ورفعنا العلم الأبيض وكان اسمه يلتسين (مركز يلتسين هو نفس الشيء، نصب للهزيمة والخيانة).

(مركز يلتسين: افتتح عام 2015 في مدينة يكاترينبورغ الروسية ويعد متحف بوريس يلتسين أحد الأشياء الرئيسية

في المركز، وهو مخصص للتاريخ السياسي الحديث لروسيا وشخصية يلتسين.  يوجد أيضًا معرض فني، وقاعة مؤتمرات، وأرشيف، ومكتبة، ومتنزه علمي، ومنظمات أخرى في المركز – المترجم)

وعلاوة على ذلك، فقد قبلنا “حقيقة” العدو – نظامه، قيمه، وأعرافه، وقواعده، والبرلمان، والديمقراطية الليبرالية، وأيديولوجيا الفردية، ومذهب المتعة والراحة، واقتصاد السوق.

 هكذا ظهر الاتحاد الروسي.  وباعتبارها تابعة للغرب، اضطرت موسكو إلى الاعتراف باستقلال أراضيها السابقة – الجمهوريات.  لقد نالوا الاستقلال عنا، وأصبحوا يعتمدون على الغرب تلقائيًا.

 من حيث تتراجع الأرض، يتقدم البحر هناك.

 هذا هو القانون.  تم ضم ثلاث من دول البلطيق على الفور إلى الناتو.  الباقي اصطفوا في الطابور.

 على مستوى القانون الدولي، انعكس ذلك في اعتراف الاتحاد الروسي باستقلال الأجزاء السابقة لروسيا الكبرى.  لكن هذا كان مجرد انعكاس للحقائق الجيوسياسية. الأرض خسرت واضطرت إلى الاعتراف بإرادة المنتصر (البحر).  لقد أجبرنا على الاعتراف باستقلال بلدان رابطة الدول المستقلة.  في الجغرافيا السياسية كما على الارض.  هذا ما أعنيه بكلمة “الاجبار القسري”.

وبدأوا في “إجبارنا” على المزيد.  تخلوا عن الشيشان، وتخلوا عن شمال القوقاز، وتخلوا عن منطقة الفولغا، ثم تخلوا عن جبال الأورال وسيبيريا والشرق الأقصى.  “خذ قدر ما تريد من السيادة” حول هذا الموضوع.

 في نهاية عام 1993، تماسك يلتسين نفسه فجأة وقرر رفض “إجباره” بعدها على شيء.

بدأت الحملة الشيشانية الأولى (1994-1996 – المترجم).  مخيف، مخجل، وحشي.  لكن… كانت هذه أول علامة على وجود شيء ما في روسيا يقاوم احتلالها الكامل عن طريق “البحر” (يقصد الغرب – المترجم).

 كان الليبراليون في روسيا يقفون إلى جانب الشيشان الانفصاليين. اعتبر الإصلاحيون أنفسهم إدارة استعمارية، وحكام عسكريين في المناطق التي خضعت لهم خلال الحرب الجيوسياسية.  تم تصوير الاتحاد الروسي على أنه كيان استعماري مع الحد الأدنى من السيادة.  وهذه السيادة يجب أن تصبح أقل فأقل.

 كان من المفترض أن يخضع الفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، وفي خطط الاستراتيجيين الغربيين، إلى السيطرة المباشرة لحلف الناتو بشكل تدريجي، وكان يجب أن يساهم الطابور الخامس من الليبراليين، الذين حكموا في ذلك الوقت في موسكو، في ذلك وبكل طريقة ممكنة.  بما في ذلك من خلال تخريب الحملة الشيشانية الأولى.

وبلغت ذروتها في اتفاقية سلام خاساف يورت المهينة (عام 1996 اضطرت روسيا لتوقيعها مع الانفصاليين الشيشان وبموجبها انسحبت القوات الفيدرالية الروسية من المنطقة على ان يحسم مصيرها بعد 5 سنوات – المترجم)

وتوطيد الأوليغارشية مواقعها حول يلتسين، الذين فقدوا ثقة الشعب تمامًا والقدرة على الحكم (ما سمي حينها: السبعة مصرفيين). وكان الجنرال ألكسندر ليبيد – المثال الأول لرجل عسكري روسي رفيع المستوى خان دولته وذهب لخدمة العدو.

 وصل كل شيء بطريقة ما إلى نهاية التسعينيات، عندما غزا الوهابيون، الذين يسيطر عليهم الغرب، موسكو وداغستان، وتحولوا إلى الإرهاب المباشر (تفجير المنازل، التخريب، الغارات).  استمر “إجبار” روسيا على مزيد من التفكك.  أصبح الوضع حرجًا.  كما هو الان.  اليوم هو أيضا أمر بالغ الأهمية.  حتى أخطر من ذلك الحين.

ثم بدأ عهد بوتين.  لقد كان تحولًا جذريًا.  بادئ ذي بدء، في الجغرافيا السياسية.  رفضت “الأرض” التفكك وبدأت تقاتل بشدة من أجل استعادة السيادة.

هذه هي الحملة الشيشانية الثانية (1999-2009 – المترجم). صعبة جدا، لكنها إنتهت بالنصر.

فقد صاغت ظاهرة رمضان قديروف القوي.  هذه هي قوة “الأرض” وأوراسيا وهارتلاند Heartland، التي دافعت عن نفسها من هجمة “البحر”.

شرع بوتين في طريق الانتقام الجيوسياسي.  وهذه رسالته.  بوتين – هو عودة أوراسيا إلى طبيعتها.  ولا شيء غير ذلك.  كل شيء آخر ليس بوتين.

ولكن على مستوى القانون الدولي، فإن روسيا التي ركعت على ركبتيها كانت محاصرة بالفعل في إطار الاعتراف باستقلال بلدان رابطة الدول المستقلة.  وقد تم دعم هذا الشكل من “الإجبار القسري” من خلال الإمكانات الجيوسياسية لحلف الناتو.

في خطابه في ميونيخ عام 2007، وصف بوتين هذا الوضع في ميزان القوى الجيوسياسي بالتشكيك على المستوى النظري.  في عام 2008، في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، تحدت روسيا – عمليا – الوضع الراهن ما بعد الاتحاد السوفيتي (يقصد الحرب الخاطفة ضد جورجيا – المترجم).  أي أن تعزيز سيادتنا الجيوسياسية أدى إلى حقيقة أننا قررنا تغيير حدود ما بعد الاتحاد السوفيتي.  دخلت الجغرافيا السياسية حيز التنفيذ، لتحل محل القانون الدولي.

عام 2014 تبع ميدان (الثورة المضادة في كييف – المترجم) – إعادة التوحيد مع القرم وانتفاضة دونباس.  أصبحت ميدان بادرة هجومية “للبحر”، وأصبحت القرم ودونباس جواب “الأرض”.

 مرة أخرى، أعدنا ملاءمة القانون الدولي مع الجغرافيا السياسية.  ولا يهم كيف يفسر ذلك.

 يوجد في القانون الدولي بند غامض حول أولوية السلامة الإقليمية للدول وفي نفس الوقت حول حق الشعوب في تقرير المصير.

من الناحية العملية، في كل مرة يتم حسم الامر بدقة عن طريق توازن القوى الجيوسياسية بين “الأرض” و”البحر”.  الأرض تصر، وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا مستقلتان، والقرم،

 والدونباس و خيرسون و زابوروجي ملكنا.  يصر “البحر” على عدم وجود يوغوسلافيا، لكن كوسوفو “مستقلة”.  فقط القوة.  فقط الجغرافيا السياسية.  والقانون الدولي يخدم “بعد الحقيقة” postfactum ما ينشأ في الممارسة الجيوسياسية.  الجغرافيا السياسية هي الحقيقة المجردة، والقانون الدولي هو بناء طابقي فوقها، وأثواب وتأطير.

عام 2022 العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.  تم إطلاقها لأن “الأرض” قررت اتخاذ خطوة أخرى لاستعادة موقعها في ميزان القوى.  لم يكن سلوك موسكو في عهد بوتين، وبالتالي أثناء استعادة السيادة الجيوسياسية للأرض، يتوافق كثيرًا مع القانون الدولي الذي حدد وجود الدول الوطنية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.  كان الاختلاف هو أن روسيا تحت حكم يلتسين كانت شبه مستعمرة، بينما كانت في عهد بوتين تسير على طريق الاستقلال الحقيقي.

ومع ذلك، يوجد مركز يلتسين، تمامًا كما يوجد اعتراف رسمي من موسكو بأوكرانيا باعتبارها “دولة قومية”.  هناك أيضًا إصلاحيون ليبراليون في روسيا نفسها – كاستمرارية وحتى كحل وسط بين الخيانة والولاء.

 أدت هذه الازدواجية إلى أحداث عام 2014. آنذاك، كان إيقاف حركتنا شرق أوكرانيا ومحاولة الاكتفاء بالقرم خطأً فادح. الآن هذا واضح للجميع.

 لماذا نستمر في التظاهر حول وجود “خطة ماكرة” لدينا. لم يكن اي خطط.  لكن الارتباط بمركز يلتسين بالتحديد، والارتباط بالتسعينيات، بالغرب، بالعولمة وب “البحر”، هو المسؤول عن هذا الخطأ الفادح.

الآن عدنا إلى هناك، كي نبدأ من وضع أسوأ بكثير.  لم يكن ممكنا دحض هذا إلا في المرحلة الأولى من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لو كانت قد أدت إلى النتائج المرجوة.  لكنها لم تفعل.

 من وجهة النظر الجيوسياسية، لا يمكن لروسيا أن تسمح حتى بوجود أوكرانيا كنقطة انطلاق لـلعمليات الإرهابية، و”البحر”، والغرب.

 كان هذا مفهوماً جيدًا من قبل جميع الخبراء بالجغرافيا السياسية – من مؤسس هذا العلم، ماكيندر، مفوض الوفاق السابق لأوكرانيا و زبغنيو بريجينسكي، إلى الأوراسيين لدينا والمدرسة الروسية الحديثة للجغرافيا السياسية.

 روسيا هي “موضوع”، إمبراطورية، قوة جيوسياسية مستقلة فقط إذا اتحدت مع أوكرانيا (على الأقل مع نوفوروسيا).  هذا هو القانون.  توصل ماكيندر وبريجينسكي إلى نتيجة من هذا القبيل: يجب على الغرب، بأي ثمن، سحب أوكرانيا من تحت جناح روسيا.  توصل الجيوسياسيون الروس إلى نتيجة معاكسة تمامًا – يجب أن تكون أوكرانيا وروسيا (بالإضافة إلى مناطق أخرى من روسيا الكبرى، وفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي) إما مع روسيا أو على الأقل محايدة.  العداء والسيطرة المباشرة عليهم من “البحر” – مستبعد تماما.  ولا يوجد قانون دولي يشكل عائقاً هنا.

 إذا كنا حقا نمثل روسيا، فلا يجب أن تتواجد قوة معادية لروسيا على طول حدودنا.

 بكلمات أخرى: إتفاقية بيلوفيجسكايا (إتفاقية تفكيك الإتحاد السوفيتي نهاية عام 1991- المترجم)، كتوقيع يؤكد خسارتنا، موجودة فقط حتى اللحظة التي تظل فيها روسيا تحت حكم الغرب، ضعيفة ومحتلة بشكل أساسي، بقيادة النخبة الاستعمارية.

إذا كانت روسيا دولة سيادية، فهي الدولة الوحيدة التي يجب أن تكون ذات سيادة حقيقية في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي بأكمله.  وكل البقية ليسوا كذلك.  إما معنا أم لا وجود لهم.

 الحرب في أوكرانيا – تدور حول ذلك. وفقط حول هذا.

وبعد أن بدأت، فإن الدبلوماسية والاقتصاد والمعاهدات الدولية – كل هذا لم يعد له أية اهمية.

 فقط الجيوبوليتيكا أي الجغرافيا السياسية.

 النصر فقط – على جميع المستويات وعلى جميع الجبهات هو المهم.

 تعد العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أول تعبير حقيقي على نطاق واسع عن إرادة روسيا في إعادة النظر في النتائج الجيوسياسية للحرب الباردة.  هذا يعني أن روسيا قررت – لقد قررت بالفعل، نحن نتحدث عن الماضي القريب والحاضر، وليس المستقبل فقط – تغيير النظام العالمي أحادي القطب ودخلت في صراع مباشر مع حضارة “البحر” الأنجلو ساكسونية.  بالنسبة لموسكو، هذه معركة حياة أو موت – ولكن فقط من أجل المتطلبات الأساسية لتصبح “موضوعا”، إمبراطورية.

  لذلك كل شيء على المحك بالنسبة لنا.  “البحر”، حتى لو خسر أوكرانيا بأكملها، لن يعاني كثيرًا.  سيظل الغرب أمامه العديد من الطرق لمحاولة خنقنا بالعقوبات والقيود التجارية والجوع التكنولوجي.

 لكن بالنسبة لنا، إظهار الضعف في العملية العسكرية الخاصة هو ببساطة قاتل. لا أحد يستطيع، ولا يحتاج إلى أن يشرح أننا اضطررنا لبدء الحرب مسترشدين بالاعتبارات الإنسانية فقط.  هذا كلام بلاغي.  لقد هدفنا نحو سيادة حضارية حقيقية، كاملة، وحقيقية.  وقد وضعنا كل شيء على المحك من أجل هذا.

 هذا ما نحتاج إلى إدراكه.  قررت روسيا تغيير النظام العالمي.  والآن يجب إعادة بناء المجتمع بأسره بسرعة بطريقة أوراسية وطنية جديدة.

 وهذا ينطبق في المقام الأول على وكالات إنفاذ القانون، حيث تراكمت العديد من المشاكل بشكل واضح خلال الحقبة شبه الاستعمارية.  جزئيًا، هناك تخريب مباشر – الترقية المنتقاة إلى المناصب الرئيسية لشخصيات لا تتفق بشكل واضح مع هذا، وتهميش القادة الأقوياء، والانغماس الواعي في تفاصيل فنية لا حصر لها، وأخيراً، الفساد المباشر – الذي تم إضفاء الشرعية عليه فعليًا من قبل الرأسمالية وعصر “مركز يلتسين”.

  نرى هذا في سلوك مراكز التجنيد أثناء التعبئة الجزئية.  وفي كل مكان.

 تكمن المشكلة الرئيسية اليوم في قوتنا الكامنة.  لكن جذورها تكمن في المجتمع، في غياب الأيديولوجيا، في نمط الحياة المريح الفاسد، في الواقع الذي فُرض علينا بعد هزيمتنا واستسلامنا في التسعينيات.  نحن نجني ثمار نموذج احتلال عقولنا في روسيا.

 لقد أعطى بوتين بالفعل إشارة لإنهاء ذلك، لكن لمن أعطاها؟  إن لم يكن لوكلاء التأثير المباشرين، فهي لفرخ هذا التخريب طويل الأمد – المدللون، والفاسدون، والساخرون، وغالبًا ما يكونون عاجزين وغير أكفاء عقليًا (ولكنهم داخليا يعتقدون انهم أصحاء كاملون تمامًا) ممثلين عن النخبة التي تطورت خلال فترة التسعينيات السوداء.

 وهذا القرف مدعو لضمان انتصار روسيا في أصعب مواجهة مع عدو وحشي وحازم ومجهز تقنيًا ومقتنعًا بجنون أنه على حق… هذا بالتأكيد لا يتعلق بالأوكرانيين والمتوحشين من بين السلاف الشرقيين، إخواننا.

 هذا عن الغرب، عن حضارة “البحر”، عن خطط نخب العولمة لتحويل الهيمنة على العالم إلى انتصار لحضارة الشيطان.  وهم مصممون على القيام بذلك، انظروا إلى ما أصبحت عليه الفلسفة والجنسانية الغربية والثقافة ما بعد الإنسانية – هذا ترديد مباشر للجحيم.

لقد حان الوقت في روسيا نفسها لتغيير جذري وسريع وعاجل.

 اللحظة التي ننطق فيها من القلب كلمة “إخواني وأخواتي” وليس “أعزائي الروس”.  “كل شيء للجبهة وكل شيء من أجل النصر”، وليس مناغاة المسؤولين الذين يحاولون توحيد ما لا يتوحد – الشعب كله في حربه المقدسة – ليس من أجل الحياة، ولكن حتى الموت – مع الذين لم يطبقوا ابداً مبادىء القانون الدولي.

 من أجل التقدم على الجبهات، يجب أن نقاتل بشكل حاسم في الداخل.  لقد انتهى عصر أنصاف الحلول والتنازلات. ولدينا فرصة كبيرة ان تكون هذه هي معركتنا الأخيرة هذه المرة.

✺ ✺ ✺

كيف ينظر الروس لنتائج المؤتمر 20 للحزب الشيوعي الصيني

يلينا بانينا، سياسية روسية، عضو البرلمان الاتحادي، مديرة معهد الدراسات الإستراتيجية في السياسة والاقتصاد

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

22/10/2022

يسود اعتقاد في روسيا ان نتائج المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني هي إشارة للطابور الخامس في روسيا.

شي جين بينغ – مثل لينين: إنه يسحق الخصوم أولاً أيديولوجياً، ثم تنظيمياً.  ماذا يقول طرد زعيم اللوبي الموالي لأمريكا في الصين؟

كان الانتهاء من المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني بمثابة ضربة لأوكرانيا والجزء الموالي للغرب من الطبقة السياسية الروسية.  كان تعيين الشخصيات الرئيسية في بداية المؤتمر هو لعبته الرئيسية: هل سيتم الحفاظ على توازن القوى بين مجموعة جيش شي جين بينغ والمجموعة الموالية لأمريكا بزعامة “هو جينتاو”؟

وفي النتيجة، حقق شي جين بينغ انتصارًا مدويًا على مجموعة “كومسومول” الموالية لأمريكا بقيادة الرئيس السابق للصين “هو جينتاو”.  لم يُهزم الأخير تنظيميًا فحسب، بل تم تدميره شخصيًا أيضًا – تم إخراجه من قاعة المؤتمر قبل ختامه أمام أعين العالم بأسره.

ماذا يعني هذا الآن؟  الكثير من الأشياء.  انهيار مجموعته التي أصبح مصيرها الآن في يد شي جين بينغ.

على الرغم من حقيقة أن شي جين بينغ قد ركز ما يكفي من القوة في يديه، فإن البنك المركزي الصيني (بنك الصين الشعبي) ووزارة المالية كانا يتبعان وراء الكواليس “هو جينتاو”، الصديق الرئيسي للولايات المتحدة في الصين.

 لقد كانوا، حتى وقت قريب، يتبعون سياسة مماثلة لسياسة البنك المركزي الروسي: تشجيع تصدير رأس المال وزيادة الاستثمار في الأوراق المالية الأمريكية.  الآن فإن هذا التكتل المالي في الصين على وشك الانهيار.

تم تدمير “أعضاء كومسومول” لي كيكيانغ ووانغ يانغ، المنافسين الرئيسيين على منصب شي جين بينغ، سياسيًا.  لقد انتهت حياتهم المهنية.  في الواقع، تمت هزيمة المعسكر الموالي لأمريكا في الصين بجلد زعيمهم علناً.

هذه ليست فقط إشارة سيئة لتايوان والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا والولايات المتحدة.  هذه إشارة سيئة للطابور الخامس الروسي.  “أعضاء كومسومول” روسيا الداخليون وكان يمثلهم يلتسين. وعلى الرغم من أنه لم يعد حياً، إلا أن رمزه لا يزال قائماً في يكاترينبورغ (تقصد مركز يلتسين – المترجم)، ولا يزال أنصاره في السلطة أقوياء.

في روسيا، كانوا ينتظرون نهاية المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني ليقرروا ما يجب فعله مع طابورنا الخامس.  لو انتصر “أعضاء الكومسومول” في الصين، كان ذلك سيمنحهم فرصة للانتقام. وعلى العكس من ذلك، فإن هزيمة “أعضاء الكومسومول” تنبئ بمصير “أنصار العلاقات البناءة مع الولايات المتحدة” وهم الروس المتواجدون في نظامنا المالي.

ومع ذلك، لا يجب ان نشعر بالنشوة بشأن مصير الليبراليين الموالين لأمريكا.  لن تتخلص منهم الصين ولا روسيا بسرعة.

تتطلب مشاركة روسيا والصين في التجارة الخارجية العالمية، التي أقيمت على النمط الأمريكي، إلى تفكيك كتلة العولمة بمجرد أن تصبح الكتل البديلة جاهزة.  إذا نظرت إلى ديناميكيات التوسع في منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس، فإن هذه العملية تجري الآن على قدم وساق.

لا يزال من غير الواضح من سيصبح رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية (رئيس الوزراء).  هناك عدة مرشحين قيد الدراسة، أحدهم نائب رئيس الوزراء السابق “هو تشون هوا”: مثل “لي كه تشيانغ”، وهو خريج من كومسومول الصين.  رسميًا، لديه فرص أكثر من أي شخص آخر – الخبرة كشخص ثانٍ في الحكومة.  لكن ما يحدث في الواقع، سيتضح لاحقًا.  وفقط في آذار (مارس) 2023، عندما يوافق مؤتمر نواب الشعب على قرارات المؤتمر الحزبي، سيكتمل انتقال السلطة في الصين بشكل نهائي.

ستؤثر نتائج المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني بشكل كبير على السياسة الداخلية والخارجية لروسيا.  تم إعطاء كتلة إنفاذ القانون، حيث يتركز نفس مؤيدي السيادة الروسية، كما هو الحال حول شي جين بينغ في الصين، إشارة واضحة: لن تكون هناك جبهة ثانية في الشرق الأقصى ضد روسيا.  يمكن تركيز جميع القوات على الجبهة الغربية.  أصبح تدوير الطابور الخامس في روسيا ضمنيًا الآن تلقائيًا – لم تعد هناك حاجة له لفتح قنوات للحوار مع الولايات المتحدة والصين.

ستواجه أوروبا وأوكرانيا والولايات المتحدة الآن سياسة روسية أكثر صرامة واتساقًا من ذي قبل.  ولن تستطيع الطبقة السياسية الروسية ببساطة الحفاظ على التناقض الغامض تجاه الولايات المتحدة والازدواجية في هيكلها.   وسوف تتسارع وتيرة التغيير في روسيا بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية.

قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن انتقال السلطة عام 2024 في روسيا، لكن من الواضح بالفعل أن الميل إلى إبقاء القادة ذوي الوزن الثقيل في السلطة أثناء الحرب هو أهم شرط لتحقيق النصر.

يمكن لفريقهم أن يتغير، لكنهم لا يتغيرون.  تظهر التجربة البريطانية والألمانية ما قد يحدث عندما يتم تغيير الخيول عند اللحظات الحاسمة.

✺ ✺ ✺

خطار أبو دياب على مسائية الميادين!!

وتقدمه القناة: كأستاذ العلاقات الدولية لجامعة باريس!!

هذا صحيح، ولكن هذا ليس كل شيء…

لماذا يا ميادين؟

وهل تعلمون من هو هذا “الأستاذ الجامعي”؟؟

ما أعرفه، لقبل ثلاث سنوات، فإن أبو دياب يعمل أيضا لصالح معهد باريس لدراسات الشرق الأوسط، والذي تشرف عليه وزارة الخارجية الفرنسية، إلى جانب؛ الخبير في شؤون الشرق الأوسط “جان بيير فيليو”.. وهو إستاذ مستشرق مستعرب!!

وللصدفة، فإن شريكه في هذا المركز هو برهان غليون، الذي يُعرِّف نفسه بالمفكر الفرنسي السوري، وأول زعيم للمعارضة السورية “المسلحة”.

ولمزيد من التفصيل، وربط الحلقات، فإن هذه الخلية للدراسات الإستراتيجية ذات الطابع الأمني، تضم إلى جانب أبو دياب وغليون، بسمة قضماني القيادية في المعارضة السورية، وآخرين..

وجميع هذه الأسماء بعلاقة قريبة أو بعيدة، مع الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي، “ملهم الثورات الملونة” من طرابلس الغرب إلى أربيل، وما يزال يشغل منصب مستشار في الحكومة الصهيونية.

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك

Mussa Al-Azab

____

  • تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على موقعنا: https://kanaanonline.org/
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org