هل؟!رحبت قيادات في حركة فتح بنتائج العدوان الصهيوني الاستعماري عام 1967، أحمد السعدي

هل؟! رحبت قيادات في حركة فتح بنتائج العدوان الصهيوني الاستعماري عام 1967

واحتلاله أراضي في ثلاث دول عربية؟؟

وماذا كانت خطوات حركة فتح بعد العدوان؟

أحمد السعدي

(كراسة نشرت في تشرين أول 2021)

 “إن تحرير فلسطين واجب قومي تقع مسؤوليته كاملة على الأمة العربية بأسرها، حكومات وشعوبا، وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني.”     

المادة 14 من الميثاق القومي الفلسطيني، القدس 28/5/1964

ماذا عن الحديث عن ترحيب قيادات في حركة فتح

         هل رحبت قيادات في حركة فتح بنتائج عدوان الكيان الصهيوني الاستعماري عام 1967 واحتلاله لأراضي في ثلاث دول عربية: مصر وسوريا والأردن، وهل كانت الثورة الفلسطينية التي هيمنت عليها حركة فتح لمواجهة نتائج العدوان؟؟ أم أن ذلك العدوان فتح الباب أمام قيادة هذه الحركة لتنفذ البرنامج المطلوب منها، فلنتابع هذا الموقف، منذ بدايته حتى نهايته.

أولاً: حكاية الترحيب بنتائج العدوان: ففي الوقت الذي أصاب الذهول والحزن والإحباط الجماهير العربية بسبب هذه النتائج المأساوية، ذكر بأن بعض القيادات في حركة فتح رأى “أنه بهذه النتائج للعدوان “أصبح أمام حركة فتح فرصة ذهبية للإفلات من السيطرة العربية”، فالهزيمة برأي هذه القيادات أعادت القضية إلى صورتها الحقيقية، أي صراع فلسطيني إسرائيلي!!؟؟ ومن هذه القيادات أصحاب هذه الآراء خالد الحسن وفاروق القدومي وكمال عدوان، فهم يرون ان الفرصة سنحت أخيراً أمامهم لتأسيس كيان فلسطيني مستقل، ورأوا في الضفة الغربية وقطاع غزة القاعدة لهذا الكيان، إذ أزيلت السلطة العربية عنهما. وتمثلت المهمة المتبقية بإجبار (إسرائيل) على الانسحاب منها”.

    وقد لخص هذا الموقف السيد يزيد صايغ في كتاب وثائقي له بعنوان “الكفاح المسلح والبحث عن الدولة” ص (243) يتطرق فيه إلى الحركة الوطنية الفلسطينية خلال الفترة 1949-1993، فهو لا يذكر هذه المواقف المرحبة بالعدوان انتقاداً لهذه القيادات، فهو محسوب على حركة فتح من البداية حتى مباحثات اتفاقية أوسلو، التي شارك فيها كعضو من مفاوضي ومستشاري حركة فتح…فما أورده صايغ عن مواقف قيادات فتح هو تسجيل لمواقف، ومن مراجعه لذلك: مقابلة مع خالد الحسن و”دراسات ثورية” لحركة فتح بعنوان: الثورة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وكتاب محمود عباس “ثورة المستحيل” ص14، و:فتح : التجربة الصينية : التجربة الفيتنامية : التجربة الكوبية ص47-50، وحين تقرأ مراجع الكتاب تجد كيف أن حركة فتح أتاحت له الاطلاع على وثائقها ودراساتها وحضر اجتماعات عديدة لقيادات حركة فتح، وقد ذكر مراجعه بالتفصيل.

    صايغ في كتابه سالف الذكر حريص على تسجيل أحداث الحركة الفلسطينية وتاريخها، ولكنّي هنا فحريص على محاولة فهم حركة فتح لنعرف ما هي وكيف استطاعت أن تقوم بما قامت به، وهل ما عملته كان قرار قياداتها أم كان بترتيب مع قيادات عربية ودولية مولت قيادة حركة فتح منذ البداية وقدمت لها مع المال الحماية الأمنية والإعلام، لتقوم بما قامت به، والقيادة هنا.. قيادة ياسر عرفات.

ثانياً: لنتذكر حقيقة الكيان الصهيوني واستهدافه أمن الوطن العربي، وموقف القيادات الفلسطينية ومنها حركة فتح من هذا الكيان

         خلال الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 التي كانت بين دول الحلفاء: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، ثم انضمام الولايات المتحدة لهذا الحلف عام 1917 وانسحاب روسيا بنفس هذا العام من الحلف، حين سيطر الحزب الشيوعي على الحكم فيها. وكان الطرف الثاني في هذه الحرب: ألمانيا والنمسا والإمبراطورية العثمانية التركية التي كانت تحتل المشرق العربي منذ عام 1516م.

    وفي هذه الحرب تعهدت بريطانيا للشريف حسين بن علي شريف مكة كممثل للعرب في حال انضمامه كقائد ثورة عربية للحلف البريطاني الفرنسي أن تقيم مملكة عربية تحت قيادته من شمال سوريا إلى جنوب المشرق العربي في اليمن وذلك وفق آخر رسالة للحسين من مكماهون المعتمد البريطاني في القاهرة، بتاريخ 10/3/1916م.

     وبعد هذه الاتفاقية بشهرين: في 16/5/1916 كانت الاتفاقية البريطانية الفرنسية المعروفة بإسم وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا: سايكس/ بيكو. ووفق هذه الاتفاقية لا مكان لاتفاقية الحسين ومكماهون بقيام دولة عربية. فبموجب هذه الاتفاقية سينزع من سوريا على الساحل الغربي منطقة تسمى لبنان، أو الجمهورية اللبنانية، وينزع من سوريا الجنوبية منطقة وضعت حدودها غربي نهر الأردن وهي حدود جديدة لفلسطين، وشرقي نهر الأردن وضعت حدود لمنطقة سميت إمارة شرق الأردن، وما تبقى بعد انتزاع لبنان وفلسطين وشرق الأردن ظل يحمل اسم سوريا.

    ووفق هذه الاتفاقية كذلك تكون سوريا ولبنان خاضعة للحكم الفرنسي، وفلسطين وشرق الأردن وكذلك العراق تخضع للحكم البريطاني، فليس هنالك استقلال للدول العربية، ولم يقف الأمر على هذه التجزئة، ففي 2/11/1917 كانت رسالة بلفور، وزير خارجية بريطانيا إلى روتشيلد/ الزعيم اليهودي الصهيوني ورجل المال والأعمال، تتعهد بريطانيا بموجب هذه الرسالة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين… وهذا الوعد لم يكن فقط قرارا بريطانياً، فقبل صدوره بخمسة شهور أرسل وزير خارجية فرنسا كامبون Jules Cambon  رسالة مماثلة للزعيم الصهيوني ناحوم سوكولوف.

       ويوضح بلفور في مذكرة له عام 1922 ما يلي: (ليس في نيتنا مراعاة مشاعر سكان فلسطين الحاليين وأن القوى الأربع الكبرى ملتزمون بالصهيونية.. سواء كانت الصهيونية على حق أم على باطل، جيدة أو سيئة، فهي ذات أهمية تفوق بكثير رغبات السبعمائة ألف عربي الذين يسكنون في فلسطين حالياً.!!!

 (ريجينا الشريف، الصهيونية غير اليهودية، ص159)

   فمؤامرة الحلفاء على الوطن العربي واضحة تأكدت أثناء الحرب العالمية في الوقت الذي كان العرب بقيادة الحسين بن علي يحاربون إلى جانب بريطانيا وحلفائها. وسياسة الحلفاء هذه مستمرة وواضحة ومعلنة وفق اتفاقيات وإجراءات. ولتنفيذ المؤامرة في فلسطين عُهد إلى الجيش البريطاني المتواجد فيها، بتنفيذ تصريح بلفور، وصراع عرب فلسطين ومعهم إخوانهم من الدول العربية قادة وجنوداً ولا سيما من الدول العربية المجاورة، الأردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق في محاربة قوات الاحتلال البريطاني في فلسطين ومعها العصابات الصهيونية. وعبر عرب فلسطين عن فهمهم لمؤامرة الدول الاستعمارية، بدءاً من بيان للمؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد في القدس في 4/2/1919، والذي يذكر “إننا نعتبر فلسطين جزءاً من سوريا العربية وهي جنوب سوريا ولم يحدث قط أن انفصلت عنها في اي وقت من الأوقات“، وبدأت المقاومة الفلسطينية العربية لهذا المشروع الاستعماري الهادف لإقامة قاعدة عسكرية في فلسطين تشرد شعبها وتقيم كياناً استعمارياً صهيونياً قاعدة استعمارية على شكل دولة ليكون لهذه القاعدة الاستمرارية ما أمكن. وكانت المقاومة لهذه المؤامرة عبر ثلاثين عاماً مقاومة للاحتلال البريطاني…فليس غريباً أن يقال “وُلد الكيان الصهيوني الاستعماري في لندن“. ولفهم القيادة الفلسطينية لهذا المشروع الاستعماري أصدرت الهيئة العربية العليا لفلسطين في 20/11/1957، بياناً دعت فيه إلى اعتبار فلسطين فريقاً في الاتحاد الفدرالي المزمع إقامته بين مصر وسوريا، ووجه الحاج أمين الحسيني رئيس هذه الهيئة مذكرة إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر للعمل سريعاً لضمان انضمام فلسطين إلى الجمهورية العربية المتحدة، ففلسطين هي الجسر الذي يربط مصر بسوريا.

     ونصل أخيراً إلى الميثاق القومي الفلسطيني الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني في القدس في 28/5/1964، ونذكر هنا بعض المواد التي توضح أبعاد القضية الفلسطينية في المعركة مع العدو الصهيوني الاستعماري:

المادة 12: الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان….

المادة 13: توضح حقيقة الكيان الصهيوني ودوره نحو الأمة العربية، وتنص هذه المادة…”بأن مصير الأمة العربية بل الوجود العربي بأنه رهن بمصير القضية الفلسطينية، ومن هذا الترابط ينطلق سعي الأمة العربية وجهدها لتحرير فلسطين ويقوم شعب فلسطين بدوره الطليعي لتحقيق هذا الهدف المقدس، وهذا يتطلب موقفاً عربياً عبرت عنه المادة 12من الميثاق المشار إليها أعلاه

المادة24: تنفي أية سيادة إقليمية لمنظمة التحرير على الضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية أو قطاع غزة.

حركة فتح تتجاهل هذه المواد وما تعنيه من البعد العربي لقضية فلسطين، وتقوم بتغييرات في الميثاق لدخولها منظمة التحرير الفلسطينية

1.      تغيير عنوان الميثاق من ” الميثاق القومي الفلسطيني”، ليصبح “الميثاق الوطني الفلسطيني”.

2. المادة الأولى أصبحت (فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني) بدلاً من النص الأصلي (فلسطين وطن عربي).

3. حذفت المادة (24) التي تنص على أنه (لا تمارس هذه المنظمة أية سيادة إقليمية على الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية ولا قطاع غزة ولا منطقة الحمة).

وتعني هذه التغييرات أمرين هامين بشعارات هدف منظمة التحرير كما تراه حركة فتح، أو كما تعهدت حركة فتح بالعمل عليه للدول الممولة والداعمة لها إعلامياً وسياسياً:

1)      فلسطنة الصراع العربي/ الصهيوني الاستعماري ليكون صراعاً فلسطينياً/ صهيونياً.

2)      حذف المادة24 التي تنفي هدف المنظمة بإقامة دولة في الضفة والقطاع (لأن هذه الدولة هي هدفها).

لماذا التسرع بهذه التغييرات في بداية مشاركتها في المجلس الوطني الفلسطيني؟!

    هل بذلك حركة فتح ترسل لداعميها ومموليها رسالة واضحة أنها قادرة على تغيير الميثاق ليتناسب مع الأهداف الحقيقية التي تريدها الجهات الممولة والداعمة لها عربياً وأجنبياً؟!..

–          فلسطنة الصراع….

–          إقامة دولة في الضفة والقطاع.

مقتبسات حول مواقف القيادات الفلسطينية

من فلسطنة الصراع ومن حقيقته

    إننا نعتبر فلسطين جزءاً من سوريا العربية.. وهي جنوب سوريا، إذ لم يحدث قط أن انفصلت عنها في أي وقت من الأوقات.

المؤتمر العربي الفلسطيني الأول المنعقد في القدس في 4/2/1919  

 (المصدر: عبدالوهاب الكيالي، تاريخ فلسطين الحديث، المؤسسة

 العربية للدراسات والنشر، الطبعة الحادية عشرة، 1999، ص106))

     هنالك فريق يرى “أن تكون فلسطين للفلسطينيين.. إن فصل فلسطين عن الجامعة العربية (الأمة العربية) فسيكون مصيرها إما يهودياً أو إلى حكومة أجنبية”.. وتغلب الاتجاه القومي الوحدوي على النزعة القطرية في المؤتمر العربي الفلسطيني- في القدس في27/1/1919.

الأديب والمناضل الفلسطيني خليل السكاكيني، عام 1919

(المصدر: على محافظة، الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثالث، القسم الثاني، ص588)

    وكان مفهوم الجامعة العربية، يهدف إلى مواجهة الدعوة التي كان يروج لها الحاكم العسكري البريطاني تحت شعار “فلسطين للفلسطينيين”، وغرضها فك ارتباط فلسطين بسوريا.

(خيرية قاسمية، الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد الخامس، ص95).

      فلسطنة الصراع مع العدو الصهيوني مارستها وما زالت تنادي بها مدرسة قيادة حركة فتح، والتي تبدأ بتيئيس الفلسطينيين من أي دعم عربي، للقبول بما يجود به الكيان الصهيوني، ونموذجه سلطة محمود عباس في مدينة رام الله، والدول العربية التي اعتبرت وأصرت على فهمها بأن المسألة شأن فلسطيني!!  وليفسره كل شخص كما يريد.. فهنالك من يرى أن الفلسطينيين هم الأحرص على فلسطين، ومنهم من يرى أن الموضوع فعلاً شأن فلسطيني فليتدبر الفلسطينيون أمرهم مع الكيان الصهيوني.

     ثالثاً: حركة فتح تعلن هدفها الحقيقي مباشرة بعد عدوان 1967، وهو قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع!!

        هل كانت حركة فتح وثورتها!! بعد عدوان 1967م رداً على النتائج المأساوية للعدوان أم استغلالاً واستثماراً لنتائجه؟! ومباشرة بعد وضوح نتائج العدوان بدأت تتضح أهداف قيادات حركة فتح وهي أهداف غير أهدافها المكتوبة والمعلنة، فأصبح الحديث واضحاً بين القيادات العليا عن هدف إقامة دولة فلسطينية، وأعلنت قيادات في حركة فتح، ولا سيما في الكويت، مركز قيادة حركة فتح، رفضها لهذا الهدف الجديد وهو إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي أجزاء من فلسطين لم تكن محتلة عند قيام حركة فتح، ويشير السيد سليم الزعنون، أحد قادة فتح ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني في مذكراته: (السيرة والمسيرة ص139-140)، إلى هذا الموقف المعادي لفلسطنة الصراع نحو هدف الدولة وليس هدف التحرير، بأنه “التمرد الأول لحركة فتح” وأن المنشقين والمتمردين اعتبروا هدف (الدولة) بمثابة خيانة للهدف الذي أعلنته حركة فتح عند قيامها.

     ويذكر صلاح خلف الذي كان كثيراً ما يوصف بالرجل الثاني في حركة فتح، “أنه بعد شهرين من الهزيمة العربية، فإن فاروق القدومي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، تقدم بتقرير سياسي يعرض فيه الاستراتيجية والتكتيك اللذين يجب أن تتبناهما حركتنا، ويقترح علينا أن نعلن تأييدنا لقيام دويلة في الضفة الغربية وغزة في حال إعادة (إسرائيل) لهذه الأراضي التي كانت احتلتها لتوها، وبأنه كان من البديهي أنه كائناً ما كانت انطلاقة حرب العصابات ضد الدولة الصهيونية، فإنها تظل في المستقبل المنظور دولة لا تقهر!! وبالرغم من واقعية التقرير فإنه اصطدم بمعارضة حادة داخل الأجهزة القيادية في حركة فتح، ولهذا قررنا إحالة تقرير القدومي إلى المحفوظات بانتظار ايام أفضل” (صلاح خلف في كتابه: فلسطيني بلا هوية، ص219-220).

 رابعاً: الضفة الغربية من الأردن تعترض بشدة على نشاطات لمسؤولين في الكيان الصهيوني يعرضون فيها على قيادات وشخصيات وطنية (إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية)، فتصدر القيادات الفلسطينية هذه ميثاقاً وطنياً برفض هذه الدولة، وذلك في مطلع تشرين أول عام 1967، وجاء في هذا الميثاق التالي:

     ” إننا إذ نؤكد إصرارنا على وحدة الضفتين، فنذكر بألم أن أوضاعاً سادت اجهزة الحكم في الأردن خلقت آثاراً محزنة في نفوس المواطنين، ولكننا نعلم أن شعب الأردن بضفتيه وقد هزته النكسة لعلى وعي تام بالأخطاء التي ساهمت في وقوعها، وأنه عازم العقد على تقويمها، وأننا نرفض بإصرار الدعوة المشبوهة لإقامة دولة فلسطينية يراد لها ان تقوم منطقة عازلة بين العرب و(إسرائيل)، مرتبطة بالوجود الصهيوني الدخيل، وتعتبر تلك الدعوة وسيلة لإخراج القضية الفلسطينية من محيطها العربي، وتجريدها من مفهومها القومي وعزل الشعب العربي الفلسطيني عن أمته العربية، وأن إقامة مثل هذه الدولة من شأنه تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية تؤدي إلى انحلال الشعب الفلسطيني.

(ماهر الشريف، البحث عن كيان، ص182/183)

خامساً: تحذير في القمة العربية في الخرطوم في السودان في 29/8 – 1/9/1967 فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية.

   الملك حسين، ملك الأردن، وأحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية يحذر كل منهما من هدف الكيان الصهيوني بإنشاء دولة في الضفة الغربية متعاونة مع العدو، أو حكم ذاتي كما جاء في مذكرة الشقيري إلى مؤتمر القمة، وهكذا كان واضحاً أن هدف إقامة دولة فلسطينية هو عنوان التآمر على القضية الفلسطينية، بجعل البديل لهدف التحرير دولة لإقامة حكم ذاتي في خدمة الكيان الصهيوني. (شفيق الحوت عشرون عاماً في منظمة التحرير الفلسطينية، ص138/142-148).

سادساً: حركة فتح اعتمدت نموذجاً غير مألوف لحركات فدائية مقاومة بالسلاح وفي أراضي دولة لا تسيطر على أي جزء منها، والبداية بهذا النموذج كان في المملكة الأردنية الهاشمية:

–          قواعد عسكرية مكشوفة في عدة مناطق ولا حماية لها!!

–          فدائيون يجوبون شوارع المدن وهم يحملون سلاحهم، قوات مسلحة غير حكومية، فحصلت ازدواجية السلاح والأمن في الأردن.

–          مكاتب إدارية وإعلامية وعلاقات عامة وتجنيد.

–          لقاءات واجتماعات لمنظمات فدائية لا سلطة للدولة فيها او غض نظر السلطة عنها.

–          الفدائيون وغيرهم من العاملين في الحركات الفدائية موظفون برواتب شهرية كأي موظفين في دولة!!

–          تسابق لقيادات منظمات فدائية في دخول الضفة الغربية لإيجاد مراكز ومراجع لها ولعناصرها وإقامة قواعد فدائية سرية، كمقدمة لانطلاق العمل الفدائي، وهذا هدف لم ينجز!!

–          والتسابق الحقيقي كان في إعلانات عن أعمال فدائية مبالغ فيها، وأحياناً إعلان عن عمليات غير حقيقية!! كما حصل في أول بيان لحركة فتح عن عملية فدائية لم تحدث في 31/12/1965.

       وجيش العدو الصهيوني يترقب، ووجد فرصة لاجتياز الحدود والدخول للأردن في معركة الكرامة، بأرتال عسكرية للقضاء على قواعد الفدائيين ليقاوموا جيشه وهم في قواعدهم!! وهو أسلوب لا تستعمله حركات فدائية، فاستشهد معظمهم، وأسر الكثيرون، وحاربوا بسلاح فردي جيشاً نظامياً، وكانت النتيجة الحاسمة تدخل الجيش الأردني وقصفه لتجمعات جيش العدو، وإيقاع خسائر كبيرة في قواته ومعداته مما اضطره للانسحاب.

    وكان الإعلام الكبير الواسع حول معارك الفدائيين!! وجذب ذلك متطوعين فلسطينيين وعرباً آخرين من داخل الأردن وخارجه، ولكن صيغة العمل الفدائي المكشوف والاستعراضي والتجول المسلح في الشوارع، غير قابلة للاستمرار!! وكما يذكر صلاح خلف بعد معركة الكرامة، فالملك حسين ملك الأردن يهتف قائلاً (كلنا فدائيون)، ويستطرد خلف فكيف وصلنا إلى حيث وصلنا (معركة الجيش الأردني لوضع نهاية المقاومة في الأردن)، ويضيف صلاح خلف.. لا ريب أن العاهل الأردني لم يكن شغوفاً بنا.. إلا أننا ساعدناه مساعدة عظيمة على بلوغ هدفه، حيث تعاظمت أخطاءنا في التقدير..وكبواتنا.. بل ولم لا نقر صراحة.. واستفزازاتنا…غير أنه يظل الصدام كان أمراً مقضياً بحكم الأشياء، لا مفر منه. (فلسطيني بلا هوية، لصلاح خلف، ص127). وهكذا فصيغة العمل الفدائي في الأردن كانت غير قابلة للاستمرار.

سابعاً: حركة فتح تكرر نموذجها في الأردن، في لبنان

      رحل الفدائيون إلى لبنان وأصبحوا جزءاً من المنظمات العاملة فيه، منظمات وطنية، ومنظمات طائفية، وغيرها التي تعمل لحساب جهات أجنبية، وكرر الفدائيون تجربة الأردن وبشكل أوسع وأسوأ، يتدخلون في كل شأن لبناني حتى أنهم ينظمون المرور أحياناً، وينظمون توزيع البنزين في محطاته. هذا النموذج كما يبدو، فوضى مقصودة!! أو غياب سلطة فدائية مهتمة بشؤون الفدائيين ومواقفهم ومحاسبتهم!! بل وأصبح الفدائيون جزءا من حرب أهلية، وعمت الفوضى لبنان، وأخيراً في عام 1982 قام الكيان الصهيوني بهجوم شامل واسع بدءا باحتلال جنوب لبنان وصولاً لبيروت العاصمة، فتدخلت قوات أجنبية ومبعوث أمريكي يفاوض الفدائيين للخروج من بيروت، وتم ذلك وتوزعت قوات الفدائيين إلى عدة دول، ولكن مركزها الرئيسي كان تونس. وما أن انتهى انسحاب الفدائيين بحماية قوات أجنبية، وقد تركت القيادة الفلسطينية المخيمات الفلسطينية بدون حماية وهي التي تعرضت للهجوم بين فترة وأخرى، فإذا بالقوات اللبنانية المعادية للفلسطينيين ولكل ما هو عربي تدخل مخيم صبرا وشاتيلا، وتقوم بمجزرة العصر، فتذبح الأطفال والنساء والشيوخ خلال ثلاثة أيام وجيش الكيان الصهيوني يحرس عملية المجزرة ويمنع الهروب، والأخطر من كل ذلك أن قيادة المنظمات الفلسطينية وحركة فتح على وجه التحديد الممثلة بعرفات كما أشرنا سابقاً، لم تهتم بمصير اللاجئين في مخيماتهم، فلم تطلب حمايتهم وتطويق المخيم من قبل قوات أجنبية أوربية قبل أن تنسحب، والأخطر من ذلك أن القوات الأجنبية ولا سيما الأمريكية والفرنسية وعلى غير عادة وبمجرد انسحاب الفدائيين انسحبت من بيروت. وينصح بقراءة كتاب الدكتورة بيان عجاج الحوت. (وثيقة مجازر صبرا وشاتيلا). وهي المرجع الذي يستند إلى مقابلات شخصية لعدة شهور لمن بقي حياً في المخيم، وأكدت بعثة دولية مستقلة أن عدد قتلى المجزرة هو 2750

 (صايغ، ص757، مصدر سبق ذكره)

       وبمجرد وصول عرفات للمغرب كان مؤتمر القمة العربي جاهزاً لإقرار خطة السلام السعودية التي رفضت قبل عام، ولعل ما حدث في بيروت كان ثمناً لهذا الرفض!!

     نموذج العمل الفدائي في الأردن ثم في لبنان انتهى بالفدائيين كجنود متقاعدين ينتظرون الرواتب وهذا مصير فدائيين اعتبروا من البداية كموظفين، والمال من دول نفطية، واعتمدت حركة فتح بالدرجة الأولى على الأموال من السعودية.

    وإذا كان عرفات أصبح مسؤولاً عن الرواتب ونفقات الفدائيين من حركة فتح وغيرها من المنظمات الفدائية، فكان يعلن بين فترة لأخرى عدم توفر الرواتب، فيخفضها أو يؤجلها، وأصبح هذا التمويل لاحقاً سلاحاً وتبريراً للتحرك السياسي وصولاً لاتفاقية أوسلو الكارثية التي كان أول ثمارها الممثل بالسلطة الفلسطينية جهاز استخبارات لحفظ أمن الكيان الصهيوني، ورئيساً للسلطة يسمى رئيساً للدولة ليس سوى رئيساً شكلياً لأجهزة الأمن التابعة لأمن الكيان الصهيوني تحت عنوان التنسيق الأمني.

ثامناً: فهل سيكون مصير حركة حماس التي تنتظر التمويل بشكل كبير من إمارة قطر شهراً بشهر كمصير حركة فتح؟؟

     حركة حماس التي يحرّم ميثاقها على أي دولة عربية أو مجموعها وعلى اي تنظيم فلسطيني أو عربي أو مجموعة التنظيمات أن تتنازل عن أي جزء من فلسطين لأنها وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة!!

    ولكن أموال قطر والمرجعية الروحية والسياسية لحركة حماس والإخوان المسلمين ممثلة بالرئيس التركي أردوغان المعترف بالكيان الصهيوني ويقيم علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية مع هذا الكيان، وهو عضو نشط في حلف الأطلسي الاستعماري، فحركة حماس التي اعتبرت المجلس الوطني الفلسطيني بمجرد قبوله المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام مؤتمر بيع فلسطين، إذا برئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في أيار 2017 يعلن (42) نقطة بديلا للميثاق، ويقبل بموجبها دولة فلسطينية كحل مرحلي، كما كانت تتحدث قيادة عرفات. حركة حماس التي خرجت من سوريا فلا تريد أن تكون طرفاً في الصراع بين الشعب والحكومة!! ولكنها لجأت إلى تركيا وقطر. وهما أكثر دولتين عملتا لتخريب سوريا الدولة، تمويلاً وتجنيداً وتدريباً، ويفسر مشعل الموقف الجديد لحماس بأنه يدل على نضج الحركة.! !؟

       مشعل يعتبر تجاوز الميثاق نضوجاً للحركة..ليتها لم تنضج!! وأما اسماعيل هنية الذي حل محل خالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحماس فيقدم علناً وفي مقابلات صحفية منها مقابلة مع مجلة “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) شهادات كاذبة في حق رئيس السلطة محمود عباس فيعتبره لم يعد يثق (بإسرائيل( ولا بالأمريكان ولا يريد التنسيق الأمني  وأنه يعتقد أنه بحاجة لنهج جديد!!.. شهادة كاذبة ونسي وهو مسلم متدين!! غاب عنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم..(الرائد لا يكذب أهله والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم). وليس في هذه الورقة متسع لمزيد من مناقشة موقف حماس، فهنالك أعضاء في المكتب السياسي لحماس رافضين وغير قابلين للمصالحة مع محمود عباس رئيس ما يسمى السلطة الفلسطينية أذكر منهم:

1. محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، يدعو لتشكيل حلف رباعي بين فصائل المقاومة، الفلسطينية واللبنانية وسوريا وإيران، لخوض المعركة ضد الكيان الصهيوني… في مقابلة مع (قناة العالم الإيرانية). ونفى الزهار انضمام منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لهذا الحلف لأن السلطة لن تغير قناعاتها، وجيء بها على مشروع خاص، وإذا غيرت موقفها فإن الاحتلال سيقضي عليها، والسلطة ربطت مصيرها ووجودها بإسرائيل لدرجة انها تعتبر التنسيق مع الأمن الصهيوني مقدس. (نقلاً عن مجلة: نضال الشعب الإلكترونية 31/10/2020)

2. محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس…إذ يقول: الكيان الصهيوني حصل من خلال أوسلو على الاعتراف به على 78% من فلسطين…واتفاقية أوسلو هي أسوأ اتفاقية لشعب احتلت أرضه…اتفاقية أوسلو اتفاقية عار… (نقلاً عن جريدة المجد الإلكترونية 15/9/2018)

    خالد مشعل وإسماعيل هنية يعتبران عرفات وعباس شخصيات وطنية وهما صانعا اتفاقية أوسلو، وقد أصبحا جزءاً من الأمن الصهيوني ويعترفان بحق (اسرائيل) بالوجود.

“ملاحظة: حركة حماس بحاجة لمناقشة خاصة في علاقاتها وأهدافها المتغيرة!!”

     نموذج العمل الفدائي الذي بدأته حركة فتح، عالي التكاليف، ومعاملة العناصر كموظفين برواتب ترتب عليه أن أصبح الممولون أصحاب الرأي الأخير في مواقف هذه التنظيمات، فأموال السعودية والكويت تساهم في مصير حركة فتح، كما أموال قطر تساهم في مصير حركة حماس ومواقفها. ونحن نعرف أن هذه الدول لا تأخذ القرارات وحدها. وحركة حماس كما هي حركات أخوان مسلمين في بلدان متعددة أصبحت مرجعيتهم الخليفة الاسلامي!! إردوغان، وهو كما أشرنا سابقاً يقود تركيا عضو الحلف الأطلسي الاستعماري، وجيشها يحارب حيث يحارب الأمريكان، كما لهذه الدولة التركية علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية مع الكيان الصهيوني. (فما هو الإسلام المطبق في تركيا وليس معمولاً به في سوريا؟).

تاسعاً: قيادات في حركة فتح تنشر ثقافة اقليمية تعتمد التضليل والتيئيس من العرب، بل وادعاء عدائهم وتعذيبهم للفلسطينيين: ثقافة هادفة لفلسطنة الصراع مع العدو الصهيوني الاستعماري، بل وثقافة معادية للعرب الذين وصفتهم هذه القيادات بأنهم عاملوا الفلسطينيين أسوأ المعاملة حسب ادعائها!! إنها إقليمية تروج لشعار ..أننا وحدنا..يا وحدنا…فلنتدبر أمرنا مع الكيان الصهيوني.. مع أن هذه القيادات الفلسطينية كانت تحظى برعاية دول عربية وحمايتها.

       هنالك مقالات ودراسات وشعارات لهذا الفكر الإقليمي الذي ينشره قادة حركة فتح وفيه ادعاءات كاذبة عن تعامل العرب مع الفلسطينيين ولم أجد فقرة تتحدث عن تعامل الكيان الصهيوني مع الفلسطينيين منذ قيام الحركة الصهيونية وحتى يومنا هذا … وتجاهلت هذه القيادات التضحيات التي قدمتها الشعوب العربية ومواقفها من فلسطين والفلسطينيين ولا يجوز أن ينسى أحد تضحيات الجيوش العربية في المعارك التي خاضتها مع الكيان الصهيوني، بغض النظر عن النتائج، فالمعركة طويلة ومستمرة!! وآخرها معركة 1973 التي قادها الجيشان المصري والسوري وبدعم ومشاركة دول عربية أخرى. ونختار من تلك الدراسات والمقالات لقادة من حركة فتح:

1.      دراسة لخالد الحسن حول فكر حركة فتح منشور في الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، المجلد الثالث، في الصفحات 927-1007.

2.      كتاب لصلاح خلف: فلسطيني بلا هوية.

3.      كتاب لمحمود عباس: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

4.      دراسة للشهيد خليل الوزير منشورة في مجلة الدراسات الفلسطينية، خريف 2015 بعنوان: البدايات ص 61 – 130.

وهؤلاء الأربع قيادات هم أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح.

1- دراسة خالد الحسن:

       جاء في دراسة خالد الحسن التالي: (بدأت حملة مشبوهة لتبرئة الأنظمة العربية من فعلتها بإلقاء اللوم في كل ما حصل على الفلسطينيين أنفسهم، باعتبار أنهم باعوا أراضي وطنهم فلسطين لليهود!! ويكذب هذه الأقوال ما ورد في إحصاءات لحكومة الإنتداب البريطاني التي تذكر بأنه عند دخول الجيوش العربية فلسطين في 15/5/1948، لم يكن اليهود يملكون سوى 4.6% من أراضي فلسطين!

“ويذكر أنه في مصر ولبنان فرض على المالك المصري أو اللبناني أن يشعر اقرب مخفر شرطة بالفلسطيني الذي يستأجر بيته للسكن،”!!

– وفي غزة لم يختلف الوضع عمّا كان عليه في الأردن وسوريا ولبنان وخاصة في سوء المعاملات!! أما غرف المخابرات فكانت جدرانها ملطخة بدماء الفلسطينيين بسبب التعذيب… وكنموذج من هذه المعاملة دخل الكثير غرف المخابرات للتحقيق معهم حول مجلة حركة فتح – فلسطيننا – وقد وصل التحقيق إلى مستوى الجلد الذي يشقق الجلد ويسيل الدماء بغزارة، وإلى مستوى قلع الأظافر وأمور أخرى.

– وفي سوريا كانت أسهل الطرق لإدخال الفلسطيني إلى السجن هي انتماءه لأي جمعية أو نادي أو حزب سوري، (ص 981).

 ويتحدث خالد الحسن عن الدول العربية (أنه في حالة وفاة فلسطيني زائراً في دولة عربية فترفض هذه الدولة أن يدفن الفلسطيني في أرضها إذا كان يقيم في بلد آخر خشية أن يتذرع أهله بعد الدفن بطلب لزيارة القبر وأن تتحول تلك الزيارة إلى إقامة دائمة، (ص 984)!!؟؟

        وذكر الحسن مواقف دولتين بشكل إيجابي، حيث كما قال: يذكر الفلسطينيون موقف ملك السعودية عبد العزيز الذي كان يرفض دخول القوات العربية كجيوش، وأن يكون دور الدول العربية تقديم المساعدات للفلسطينيين.

     كما ذكر موقف شيوخ الكويت: الشيخ سعد العبد الله والشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد الذين كانوا من أوائل من قدموا الدعم المالي لحركة فتح. (ص990)

     وبالنسبة للبنان، فيذكر خالد الحسن أنه عندما بدأت تظهر الصفة الفلسطينية السياسية والنضالية لمجلة فلسطيننا اخذت السلطات اللبنانية تلاحق المطبعة لمنع طباعة المجلة، وتم تخطي ذلك بطبع ملازم المجلة في أكثر من مطبعة، وطبع الغلاف في مطبعة أخرى ثم يتم جمعها. (ص991)

ملاحظات: (خيال واسع/.. فكل عدد من مجلة فلسطيننا مكتوب عليه اسم دار الطباعة…ولم تلاحق المجلة ولا أحد من المشتغلين بها في بيروت، ويوجد نسخ من هذه المجلة في مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت) … وبالنسبة لاتهام الفلسطينيين ببيع أراضيهم لليهود:

    أكتفي بالقول أن ما ذكره خالد الحسن ليس سوى خيال، فلم يذكر حادثة واحدة: مقال أو دراسة فيها اتهام أن الفلسطينيين باعوا ارضهم، أو بذكر قانون أو حالة لمالك مصري أو لبناني يبلغ عن فلسطيني استأجر منزله..وأي مستأجر فلسطيني أو غير فلسطيني يوقع عقداً ويكون ذلك موجوداً عند السلطات الحكومية. أما الخيال الواسع لخالد الحسن عن عدم السماح لدفن فلسطيني توفي في دولة غير مكان إقامته فلا يسمح له بالدفن، خيال اقل ما أقول عنه أنه خيال عجيب غريب…فهل يذكر حادثة واحدة؟.. والبلاد التي يدعي أنها تطبق هذا الموقف…أما التعذيب بسبب قراءة مجلة فلسطيننا في غزة، وقد كنت في السنوات الأولى لمجلة فلسطيننا أشارك السكن مع المرحوم خليل الوزير في الكويت، ولم أسمع بمثل هذه القصص التي نسبها لأصدقاء خليل الوزير.. وأحيل القراء إلى كتاب سليم الزعنون، القيادي في حركة فتح ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ومن سكان غزة، وخلفيته أخوان مسلمين، وصديق خليل الوزير، ففي كتابه يتحدث عن تعامل السلطات المصرية في قطاع غزة وتعاملهم مع الفدائيين، وإرسال أفضل القضاة المصريين للقطاع، وذلك الكتاب بعنوان: (السيرة والمسيرة). ولم يذكر شيئاً عن تعذيب أو معارضة من معه مجلة (فلسطيننا)

2- صلاح خلف في كتابه: فلسطيني بلا هوية

     حين غادر الفلسطينيون فلسطين في عام 1948، كم كان ذهولهم عظيماً حين توقعوا أنهم سيلقون في البلاد العربية عطف الأشقاء، وحين لاحظوا أنهم يعاملون كأجانب في أفضل الأحوال، أو كأشخاص غير مرغوب فيهم في غالبية الدول. (ص73)

تمكنّا أن نفرض عقيدتنا أمام الجمهور الواسع بواسطة مجلة بدأنا نحررها ونطبعها بصورة سرية عام 1959، تحت اسم (فلسطيننا) (ص69)

   (ملاحظة: لم تكن هذه المجلة سرية بأي وقت من الأوقات..وعنوانها ليس “فلسطيننا” بل “نداء الحياة” .. وكتب على الغلاف…فلسطيننا).

   ويقول خلف: إني أعتقد أن الفلسطينيين أخطأوا حين وثقوا بالأنظمة العربية. (ص32)

    كان على القادة الفلسطينيين أن ينكبوا ويواظبوا على مهمة تبديد الغموض وسوء التفاهم اللذين يعيقان الوفاق اليهودي العربي! (ص64)

     كل الثورات التي تولد في فلسطين تجهض في العواصم العربية. (ص65) كانت الكويت أحد الاستثناءات القليلة، فلطالما أبدى شعب وحكومة هذه الدولة الصغيرة تعاطفاً ودعماً إزاء الفلسطينيين. (ص73) فليس من الصدفة أن تكون فتح كبرت ونمت في الكويت… فبالرغم من أننا كنا نقوم بنشاطات سرية واسعة إلا أننا لم نكن نلاحق أو نضطهد. (ص74)

     كنت وزوجتي وابنتي في مطار بيروت (ترانزيت) لأربع وعشرين ساعة، ولم يسمح لنا بدخول بيروت لقضاء الليلة…. فأمضيناها في مطار بيروت في غرفة صغيرة لا نستطيع حتى أن نتمدد فيها… وأدخلوا كلباً إلى الغرفة التي كنا محتجزين فيها…!!(ص75)

 (والسؤال: هل يوجد في مطار بيروت غرف لنوم ركاب الترانزيت؟! ويدخل إليها الكلاب ؟!).

    تسلمنا شحنة من السلاح من الجزائر عام 1965، وتسلمناها في دمشق بفضل اللواء حافظ الأسد الذي كانت لنا معه علاقات طيبة، وكنا نتمتع بتواطؤ (الأسد) واللواء السويداني رئيس الاستخبارات العسكرية. (ص79)

(ملاحظة): (صلاح خلف لا يريد أن يذكر دور الحكومة السورية في دعم حركة فتح بتقديمها فدائيين تدربوا في الجيش السوري، وكان لفتح مراكز تدريب، وإدخال أسلحة إلى سوريا بل جعل الدعم تواطؤاً للأسد والسويداني وليس سياسة الحكومة)، ولاحقاً صلاح خلف وقادة حركة فتح وجهوا تهماً لحافظ الأسد، وخاضوا حروباً مع الجيش السوري في لبنان وحرب إعلامية ضد الحكومة السورية.

وفي لقاء صلاح خلف مع الرئيس السوري حافظ الأسد، يقول صلاح خلف:

    أثار (حافظ الأسد) استنكاري وسخطي …بأننا خلافاً للمظاهر نؤيد الاتفاق الذي عقده السادات حول سيناء. (ص300) 

     وقال الأسد: لقد قررنا ألا نولي اعتبارنا بعد الآن إلا للقضية الفلسطينية وليس لمسؤولي منظمة التحرير الذين يزعمون أنهم يدافعون عن هذه القضية، لقد قدتم شعبكم إلى المجزرة خلال أحداث الأردن عام 1970، وفعلتم نفس الأمر في لبنان…إني قلق على مستقبل القضية الفلسطينية لأنكم ببديهة الحال لستم على مستوى المسؤولية. (ص301)  

العلاقة مع مصر:

        فنحن في العلاقة مع مصر لا يمكن أن نكون إلا إخواناً مسلمين متعصبين من عملاء الاستعمار (هذا عندما أعلنت حركة فتح بيانها الأول عن عملية فدائية في 31/12/1964. (ص82)

العلاقة مع السعودية:   

      الملك فيصل في استقباله لأبي جهاد حسن الاستعداد إزاءه وكان الملك فيصل يؤيد وجهة نظر والده المغفور له عبدالعزيز الذي كان يعتبر تحرير فلسطين لا يمكن أن يتم إلا على يد أبنائها. (ص97)  

     وسائل الإعلام العربية وأحياناً الأجنبية ضخمت عملياتنا تضخيماً خارج القياس، مثيرة بذلك الوهم الخطير بأنه سيكون بوسعنا تحرير فلسطين. (ص100)  

    وبعد (معركة الكرامة) استقبلني العاهل السعودي الملك فيصل الذي استبقاني أربع ساعات!!! وأظهر عطفاً حاداً على الحركة الفلسطينية وذكر بأنه سيساعدنا بقدر ما يمكن مع التكتم (ولا ينتظر منا مديحاً أو انتقاداً كما ذكر). (ص110)  

    العاهل الهاشمي (الملك حسين) لم يكن شغوفاً بنا…ونحن ساعدناه مساعدة عظيمة على بلوغه هدفه حين تعاظمت أخطاءنا في التقدير وكبواتنا…ونقولها بصراحة، وإستفزازاتنا… غير أنه يظل أن الصدام كان أمراً مقضياً بحكم الأشياء لا مفر منه. (ص127)  

     قلت لملك المغرب الحسن بصراحة بأننا لن نكلّ في المستقبل عن ملاحقة (حسين) الملك إذا لم يتخلى نهائياً عن أوهامه بصدد استعادة الضفة الغربية لحسابه الخاص أو بإسمنا نحن. (ص244) وكزميله خالد الحسن يستثني من النقد للدول العربية السعودية والكويت.

3- محمود عباس

     لا يعرف عن محمود عباس سوى العمل على إيجاد علاقات وحوار مع الكيان الصهيوني، فهل ياسر عرفات الذي كلفه بذلك، أو طلب من عرفات تكليف عباس بهذه المهمة…وهي مهمة حساسة جداً، وكان هنالك رأي عام يعارض لدرجة التخوين من يقوم بهذه المهمة وفيها إدانة للحركة التي تتبنى مثل هذه المهمة، ومن الجانب الصهيوني كان من يقوم بمثل هذه المهمة (يوري افنيري). فأفنيري كان يتابع تصريحات ومواقف المسؤولين في حركة فتح، ومن بينها مقالات لممثل حركة فتح في لندن سعيد حمامي الذي تتحدث مقالاته عن تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستقال من هذه المهمة وكلف عصام السرطاوي بمثل هذا الجهد، وقد تم اغتيال كل من حمامي والسرطاوي ولم يعلن من اغتالهما!!… وقد تم الحديث عن هذه الاتصالات السرية إلى حد ما حتى تسربت أخبارها عام 1977. وكتب الصحفي المقرب من حركة فتح (توفيق أبو بكر) مقالاً بعنوان “تطور الفكر السياسي الفلسطيني المعاصر”، وإلى جانب ذلك أو في نفس الاتجاه قام ممثل منظمة التحرير في الأمم المتحدة بنفس اتجاهات حمامي والسرطاوي وله تصريحات تدعو لقيام اتحاد فدرالي بين الدولة الفلسطينية والدولة اليهودية، كما رافق ذلك تصريح لعرفات للتعايش مع الكيان الصهيوني. وقد كرس محمود عباس جهوده لدعم هذه التصريحات والعلاقات بشكل عام. (يزيد صايغ، في كتابه الوثائقي: الكفاح المسلح والبحث عن الدولة)، (ص714)

وبالتالي فمحمود عباس هو موقّع اتفاقية أوسلو عام 1993 مع حمامة!! السلام الصهيوني اسحق رابين!!؟!

    ويذكر محمود عباس في كتابه: “المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية” بأنه …منذ أن بدأت القضية الفلسطينية، كانت جميع الأطراف التي نتعامل معها تعمل على إبعاد الفلسطينيين أصحاب القضية عن البحث فيها!!، فمنذ صدور وعد بلفور عام 1917 وحتى يومنا هذا، كانت الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني والدول العربية المحيطة بفلسطين وغير المحيطة بها تستبعد الشعب الفلسطيني من الحديث عن نفسه وعن قضيته، وقد ظلت القضية الفلسطينية ردحاً طويلاً من الزمن تبحث من خلال وسطاء وأوصياء…في ظل تجاهل تام لوجود الشعب صاحب القضية والحق الفلسطيني …(كلام ليس فيه من الصواب شيء…فموقف الشعب الفلسطيني ممثلاً بقيادته منذ وعد بلفور، وهو يعلن مواقفه ويتصل بالجهات الدولية المعنية ويرسل المذكرات.. وليس ذلك فقط بل ويقود كل انواع المقاومة ومنها ثورة 1936 التي كانت محاصرة، وقد يعدم كل من يجدون في بيته أي إثر للرصاص!! ومع ذلك فقد عجزت القوات البريطانية عن إخماد الثورة وضاعفت قواتها في فلسطين.. وكان إلى جانب الفلسطينيين قيادات وعناصر من مختلف الدول العربية نذكر منها الثورة التي قادها السوري المجاهد عزالدين القسام وهو أول من حول المقاومة ضد القوات البريطانية والعصابات الصهيونية إلى عمل مسلح.. واستشهد القسام وهو يقود المعركة، كما استشهد زميله في قيادة الثورة فرحان السعدي، إذ ألقي القبض عليه في المعركة وتم إعدامه وهو يناهز الثمانين من عمره…وأذكر هذه الأمور بشيء من التفصيل رداً على ادعاء غريب عجيب بان الفلسطينيين أبعدوا عن قضيتهم…ولا يتسع المقام هنا لذكر نماذج من الشهداء القادة الفلسطينيون وهم يقودون المعارك بأنفسهم ومعهم قادة ومجاهدون من الدول العربية الشقيقة، بما في ذلك حركة فتح.

     ويزعم محمود عباس كما يزعم آخرون من مدرسته أن الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني كانوا يستبعدون الشعب الفلسطيني من الحديث عن نفسه!!؟! وعلى عكس ما يدعيه عباس كما تمت الإشارة سابقاً فكان الحاكم العسكري البريطاني في فلسطين يحث القادة الفلسطينيين أن يهتموا بقضيتهم ولا يتركوها للعرب… وإذا كان عباس يجهل مواقف البريطانيين والصهاينة ورغبتهم وهدفهم فلسطنة الصراع العربي/ الصهيوني الاستعماري واقتصاره على الفلسطينيين وعزلهم عن أمتهم بل قيادتها بالصلح والاعتراف بالكيان الصهيوني والتنسيق الأمني، فهذا لم يعرفه اي قائد فلسطيني أو تنظيم فلسطيني حتى جاء التنظيم الذي سيلبي رغبات الدول الاستعمارية في فلسطنة الصراع، وهو الذي لا يخجل من أن ينسق أمنياً مع العدو لملاحقة المقاومة.

4– الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)

مقدمة:   نذكر مواقف ابو جهاد، الرقم الرابع من القيادات التي اخترناهم كأمثلة عن مواقف حركة فتح فيما يتعلق بنشر الثقافة الإقليمية الفلسطينية المعادية للموقف العربي من القضية الفلسطينية، أو الموقف العربي من عرب فلسطين… والحقيقة أن موقع أبو جهاد في حركة فتح يتقدم على زملائه الذين مر ذكرهم سواء من حيث كونه أحد السبعة الذين التقوا في الكويت في شهر ديسمبر عام 1958 لبحث تأسيس الحركة، أو من الأعضاء المؤسسين لها الذين التقوا أيضاً في الكويت في مارس 1960 وكان هو الأقرب للعمل الفدائي والفدائيين والعمليات الفدائية، وقد سماه أحد الزملاء العارفين بحركة فتح، إذا كان عرفات القائد العام للحركة، فخليل الوزير هو رئيس أركانها، وبين يدي دراسة منسوبة لخليل الوزير بعنوان (البدايات) ومنشورة في مجلة الدراسات الفلسطينية في 76 صفحة في خريف 2015. أي أنها بعد استشهاده ب 28 سنة.!!

     والدراسة بهذا العنوان سبق وأن كتبها الوزير ووزعت على عناصر حركة فتح، وصادرها عرفات لأنه، كما تم استنتاجه، رأى أن هذه الدراسة لا تضع عرفات في قمة المؤسسين للحركة، بل هو أحد أعضائها وأن خلفيتها بدأت في غزة، وكان الوزير وكمال عدوان يقومان بأعمال فدائية ضد الكيان الصهيوني في الخمسينات من القرن الماضي، وأعاد الوزير كتابتها، وقد اطلعت على النسخة الأولى ولم أطلع على النسخة الثانية.

     فهل هذه الدراسة (البدايات) المنشورة أخيراً هي حرفياً ما كتبه الوزير!! إن معرفتي بالوزير تجعلني اضع علامة استفهام!!؟ فلعله حذف منها أو أضيف إليها الكثير، وهنالك آراء ومواقف لا أعتقد أن هذه آراؤه، فتكون هذه النسخة تمت إعادة كتابتها، ولكنها تظل تشكل رأياً لحركة فتح ولا تنصف خليل الوزير، بل تسيء إليه.

     ويذكر سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وهو الصديق المقرب للوزير، وذلك في كتابه “السيرة والمسيرة” (ص135) أن الوزير كان متحمساً لعقد المؤتمر الخامس لحركة فتح المنوي عقده في تونس عام 1989، وأن الأخ أبو إياد (صلاح خلف) وأبواللطف (فاروق قدومي) يشاركانه حماسه لعقد المؤتمر، ويشاع أن الأخ أبو جهاد على خلاف شديد مع الأخ أبو عمار، وأن هذا المؤتمر سيشهد تصفية حساب تنهي ثلاثين عاماً من الوفاق.

     وإذا كانت هذه إشاعة فلماذا لم ينفها الزعنون!! ألم يسأل صديقه الوزير عن هذه الإشاعة التي يذكرها ويذكر أطرافها ولا ينفيها.

    يذكر الوزير في بداية دراسته التالي: هنالك حقيقة سياسية مثبتة وموثقة تقول أن الهدف الأساسي للمؤامرة على فلسطين كان تغييب الشخصية الفلسطينية وإلغاء العامل الفلسطيني من معادلة الصراع!! (الصفحة الأولى من الدراسة) وهي الصفحة (51) في مجلة الدراسات الفلسطينية…فهل قيام الكيان الصهيوني كان فقط ضد الشخصية الفلسطينية وضد الفلسطينيين؟؟

      (أليس هذا الكيان مؤامرة موجهة لتجزئة الوطن العربي وإقامة قاعدة عسكرية فيه فكان الكيان الصهيوني)؟؟!! هذا ليس استنتاجي ولكنها مؤامرة معلنة خلال الحرب العالمية الأولى تجزئة البلاد السورية وفق اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وتصريح بلفور عام 1917 بإقامة وطن لليهود في فلسطين؟ وسبق أن أشرنا لذلك.

    ويذكر الوزير وقد اتسع التجني والظلم العربي الذي انتشر من القمة إلى القاعدة، حيث توجه الشتائم والادعاءات والأكاذيب إلى كل فلسطيني في كل موقع عربي!!؟!  وبدأ الفلسطيني في هذه المواقع يواجه اتهاماً باطلاً وظالماً إلى حد لا يطاق، بأنه هو الذي باع أرضه!!! (ص58)

     (وهل يجوز ذكر اتهام خطير غير موجود!! لا في مقالات ولا ندوات ولا دراسات ولا في التداول اليومي بين المواطنين في أي قطر عربي… فلماذا يذكر ذلك الاتهام غير الموجود؟!)، والذي كررته القيادات التي سبق ذكرها.

    وفي بعض المناطق كان الضابط يدوس على رقبة المناضل لمجرد أن يقرأ كتاباً عن فلسطين (ص58)!!  أين هذه المناطق؟!

     ويذكر الشهيد الوزير التالي، مما يوضح الوعي الفلسطيني بعروبة الصراع مع العدو الصهيوني، فيذكر أنه في عام 1954، ولعله كان يقصد عام 1956، كان العدوان الصهيوني على غزة… وعند انسحاب العدو الصهيوني من القطاع فوجئ شعبنا هنالك بالأمم المتحدة تتخذ قراراً يضع قطاع غزة تحت الوصاية الدولية، فرفض القرار واندفعت الجماهير تحرق العلم الدولي وترفع بدلاً منه علم مصر…فتعود الإدارة المصرية (ص59).

     ألا يوضح ذلك موقفاً فلسطينياً عربياً يضع مصيره ضمن المصير العربي والقيادة العربية مما يتناقض كلياً مع ما نسب للوزير عن رفضه الوصاية العربية والظلم العربي للفلسطينيين.

     كان لفتح مواقع مهمة في الإدارة الكويتية يذكر منها الوزير، هاني القدومي الذي كان يشغل موقع السكرتير الأول لأمير الكويت، وبمجرد أن يجري اتصالاً كما يقول الوزير، يكون اسمي مسجلاً في المطار لأدخل الكويت دون عقبات. (ص96)

 ملاحظات ختامية

حول مواقف قيادات حركة فتح وكتاباتهم

1- لم يذكر الوزير ولا أحد من زملائه القانون الذي أقره مجلس النواب السوري وأصدره رئيس الجمهورية بتاريخ 10/7/1956 باعتبار الفلسطينيين المقيمين في سوريا كالسوريين في جميع ما نصت عليه القوانين والأنظمة النافذة المتعلقة بحقوق التوظيف والعمل والتجارة وخدمة العلم مع احتفاظهم بجنسيتهم الأصلية، ولن أذكر هنا أمثلة على تعامل بلد عربي مع الفلسطينيين … فالفلسطينيون عوملوا بشكل عام كأشقاء سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي، وهنالك حكومات عربية ليست ديمقراطية مع مواطنيها الذين تعتبرهم معارضين لها وكذلك الحال مع الفلسطينيين، ولا أفهم بل أستنكر اتهامات قادة فتح للعرب شعوباً وحكومات بمعاملة الفلسطينيين بأسوأ ما يمكن، واتهامهم ببيع أراضيهم للصهاينة، هذه اتهامات من خيال قادة فتح كجزء من ثقافة فلسطنة الصراع.!! كما لم يذكر أن فلسطينيي الضفة الغربية أصبحوا مواطنين أردنيين، وحوالي نصف سكان الضفة الشرقية فلسطينيون. وإن تضحيات عرب فلسطين ومقاومتهم وصمودهم كانت وما زالت موضع اعتزاز وافتخار لكل عربي، بغض النظر عما أحدثته اتفاقية أوسلو والتنسيق الأمني مع العدو كصفحة شاذة في مسيرة النضال الفلسطيني، وسيتم مسحها إن شاء الله قريباً.

2- غاب في كتابة الأربع قيادات التي ذكرناها أن يذكروا حالات إنسانية في تعامل دولة عربية أو شعب عربي مع الفلسطينيين ومع حركة فتح وقياداتها.. وقد ذكروا استثناء تعامل الكويت المثالي مع الفلسطينيين سواء من قبل العائلة الحاكمة في الكويت أو الشعب الكويتي، وكذلك ذكروا حكمة الملك عبدالعزيز آل سعود “بأن قضية فلسطين يتولاها الفلسطينيون وتساعدهم الدول العربية”.

3- ليس في مقالات أو دراسات الأربع قيادات فتحاوية فقرة عن تعامل الكيان الصهيوني مع الفلسطينيين سواء كانوا تحت الاحتلال عام 1948 أو احتلال عام 1967، ولا عن التضحيات والمواقف العربية حكومات وشعوباً، سواء مقاتلين متطوعين على المستوى الشعبي أو على مستوى الجيوش العربية، وكيف انتفض الضباط في الجيوش العربية على حكوماتهم لتقصيرها أو لتواطؤها في القضية الفلسطينية.. وغاب عن بالهم أن الشأن الفلسطيني والقضية الفلسطينية أكثر قضية عربية تحرك مواقف ومشاعر المواطنين العرب، وفلسطنة الصراع مع العدو الصهيوني لتبرير إبعاد العرب حكومات وشعوباً عن القضية الفلسطينية، لتكون قضية تخص (الفلسطينيين والصهاينة).

4- لا تجد فقرة في ما كتب توضح خطورة الكيان الصهيوني على الأمة العربية، والمجازر والأعمال الوحشية التي قام ويقوم بها الكيان الصهيوني. وأن مواجهة الكيان الصهيوني الاستعماري تتطلب مواقف عربية وتضامن عربي في مواجهة الخطر الصهيوني.

التضليل الإعلامي

        لعله أخطر سلاح استعملته حركة فتح وروجت له القوى المعادية للتحريرعبر التاريخ، فالدعاية والأكاذيب استعملت كسلاح سواء للدفاع عن فكرة وترويجها أو لمحاربة فكرة وتشويهها. ولم يعد الإعلام في العصر الحديث، ولا سيما في السنوات التي أصبح الإعلام يصل كل قطر ويصل المنازل والمحلات العامة، كما وتستعمله دور العبادة وباسم الدين، ولم يعد الإعلام مجرد كذبة أو تحريف لواقعة، بل أصبح علماً له مختصون متدربون على ما يسمى اللعب بالعقول…فالإعلام أصبح له مدارسه ويستعمل في جميع نشاطات البشر، وليس هو اختصاصي ولا هو موضوعي في هذه الكلمة، ولكن وجدت من الواجب والضروري لفت الانتباه لهذا السلاح الخطير الذي يمكن أن يؤدي لمحاربة الأخ لأخيه، أو الإبن لأبيه، وهذا الإعلام استعملته حركة فتح أو مناصروها ومؤيدو أفكارها على مستوى عربي وعالمي، وأكرر هنا ما قاله المرحوم (صلاح خلف) حول ذلك في كتابه: فلسطيني بلا هوية، وهو الذي كان يعرف إعلامياً بالقيادي الثاني في حركة فتح:

    “وسائل الإعلام العربية وأحياناً الأجنبية ضخمت عملياتنا خارج القياس مثيرة بذلك الوهم الخطير القائل بأنه سيكون بوسعنا تحرير فلسطين”.( من كتاب صلاح خلف فلسطيني بلا هوية ص100)

    وأريد هنا أن ألفت نظر القارئ للأكاذيب التي استعملتها الحكومة الأمريكية لاحتلال العراق، وواضح أنهم احتلوها لإنهاء دورها كدولة لفترة ليست قصيرة من الزمن، وتم هجرة وتهجير واغتيال العلماء والكفاءات، كما كان قرار الإدارة الأمريكية بحل الجيش وقوات الأمن، ونشر الفوضى، أما في ليبيا فاستعملت الجامعة العربية ورجال الدين لتبرير القضاء على العقيد القذافي والاستعانة بالدول الاستعمارية…ونحن نعرف ما حصل لليبيا،

    ولنتذكر الحملة الإعلامية على سوريا، بدءاً باجتماع ما سمي أصدقاء سوريا الذي شاركت فيه سبعون دولة استعمارية وعربية ومنظمات دولية وأمم متحدة، تبكي على غياب الديمقراطية في سوريا، والخلافات المذهبية وصراعاتها!! وتم تجنيد عشرات الآلاف من هذه الدول لمحاربة (النظام السوري)، وتسبب حرص المجتمع الدولي على الدماء السورية بقتل وجرح مئات الآلاف وشرّد الملايين داخل سوريا وخارجها خلال عشر سنوات، وتم التجنيد باسم الإسلام فجاءت تنظيمات إسلامية متوحشة مصنفة دولياً بحركات إرهابية، ولكن تم توفير السلاح والمال والتدريب لها…بل وبالأصل تجنيدها، والحمد لله أن صمدت الدولة السورية وصمد جيشها وبقيت دولة متماسكة رغم كل أنواع الحصار. سلاح الإعلام كان هو الأقوى لتجنيد المقاتلين من الخارج، وسميت المعركة الكبرى ضد سوريا بالحرب الأهلية، ولم يكن هنالك صراع بين السوريين في أي مدينة أو قرية، فالصراع كان يقوم به مجموعات مسلحة ومدربة وممولة من الخارج بما فيها عناصر من الإخوان المسلمين السوريين ضد الجيش والأمن السوري.

وماذا عن حركة فتح والتضليل الإعلامي

     إعلامياً بدأت حركة فتح بهدف تحرير فلسطين التي احتل الجزء الأكبر منها عام 1948، وكانت العملية الفدائية الأولى المعلن عنها في 1/1/1965 والتي اعتبرت بداية الثورة، وهي عملية لم تحصل، فقد تم إرسال أربعة فدائيين عبر الحدود الأردنية لفلسطين وذكر الفدائيون لاحقاً أنهم وجدوا الهدف تحت حماية عسكرية فعادوا …ولكن الغريب أن البيان كان معداً سلفاً ووزعه عضو اللجنة المركزية الشهيد محمد يوسف النجار على الإعلام في بيروت. (د. عبدالله الدنان، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في كتابه حول الدكتور عادل عبدالكريم ياسين، ص103/104)

     مسيرة حركة فتح إعلامياً رافقها الإعلام الكاذب، وليس البيان الأول هو الوحيد…فالحركة بدأت وهدفها تحرير فلسطين المحتلة عام 1948، أي زوال (إسرائيل) وانتهت في 13/9/1993 وفق اتفاقية أوسلو إلى الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود بسلام وأمن على الأراضي المحتلة عام 1948 والتفاوض على ما احتل عام 1967، وبتنسيق أمني لمحاربة المقاومة والمقاومين.

    فكانت المفاجأة الكبرى التي تداولها أعضاء حركة فتح أنه بعد احتلال الكيان الصهيوني لبقية فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) أصبح هدف حركة فتح إقامة دولة فلسطينية هدفاً ممكناً، مما أحدث انشقاقاً وتمرداً داخل الحركة، وبدا واضحاً أن إقناع جمهور حركة فتح والشعب الفلسطيني يحتاج إلى إجراءات وسياسات ومواقف حتى يصبح شعار الدولة الفلسطينية مقبولاً ومطلباً وطنياً.

     عام 1974 كان عام إعلان فلسطنة الصراع مع العدو الصهيوني، فلسطينياً، وعربياً، ودوليا.ومن المواقف الرئيسية الداعية لهدف الدولة كان البرنامج المرحلي ذا النقاط العشر، الذي تم إقراره عام 1974، والذي ينص في مادته الثانية: “إقامة سلطة الشعب الوطنية المستقلة المقاتلة على أي جزء من الأرض الفلسطينية يتم تحريرها، فكان هذا البرنامج موضع ترحيب من دول عربية، التي تبنت في مؤتمر القمة العربي المنعقد في الرباط، في نفس العام إثر ذلك، قراراً ينص على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ودعت الأمم المتحدة في نفس العام رئيس المنظمة ياسر عرفات لإلقاء كلمة فلسطين.

وتبع ذلك شعارات في نفس الاتجاه ولنفس الأسباب:

–          التأكيد على الهوية الفلسطينية ليكون للفلسطينيين دولة وهوية كما للدول العربية الأخرى!!

–          القرار الفلسطيني المستقل، لمواجهة دول عربية معارضة لسياسات قيادة منظمة التحرير الممثلة بحركة فتح!!

–          نشر ثقافة التيئيس من التحرير لفلسطين، فلنقبل مرحلياً دولة في جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة.

–          حركة فتح بدأت بشعارات تظهر الحركة وكأنها الثورة الفلسطينية الحقيقية، فهي مطلقة الرصاصة الأولى.

–          وفي هذا تجاهل للثورة الفلسطينية الكبرى 1936 وقادتها العظام فلسطينيين وعرباً آخرين، فهي تتجاهل كذلك بداية الثورة المسلحة بقيادة عزالدين القسام، وهو السوري من جبلة ومن قادة الثورة السورية، واستشهد من رفاقه في السلاح فرحان السعدي الذي أعتقل وقد ناهز الثمانين من عمره وهو يحمل السلاح ويحارب، وبعد اعتقاله …تم إعدامه وهو صائم، 

–           ويتجاهلون الشهيد سعيد العاص من سوريا والذي كان أحد رفاق الشهيد يوسف العظمة في مواجهة الجيش الفرنسي واستشهد في قرية الخضر في فلسطين ودفن فيها، وقد كان مع عبدالقادر الحسيني في حركة الجهاد المقدس..

–          ولا يذكرون ويتذكرون عبدالرحيم الحاج محمد الذي قاد الثورة الفلسطينية خلال الفترة 1937-1939 واستشهد وهو يقاتل،

–          ولا يذكرون في ثقافتهم عبدالقادر الحسيني الذي كان دائماً في مقدمة المقاتلين مع جنوده، وحارب عدة معارك كبرى واستشهد وهو منتصراً في معركة استرداد القسطل في إبريل 1948.

–          ولا ذكر للشهيد حسن سلامة…كما لم يذكر أنه في إحدى معارك ثورة 1936 استشهد أربعون مقاتلاً من فلسطين وشرق الأردن وسوريا والعراق.

–          ولم يُذكر الشهيد كايد عبيدات ورفاقه من أقاربه من شرق الأردن، ولا حامي مدينة حيفا الشهيد محمد حمد الحنيطي، وهما من شرق الأردن،

– ولا ذكر للشهيد أحمد عبدالعزيز القائد العام لقوات المتطوعين التابعة للجيش المصري.

–          كما نسي قادة ثورة فتح الشهيدان الضابطان المصريان مصطفى حافظ وصلاح مصطفى اللذان قادا ثورة من الفدائيين بعمليات فدائية في غزة والضفة الغربية ومعهم الشهيد/ صبحي ياسين، واستشهد الضابطان عام 1956 بعمليات من مخابرات الكيان الصهيوني، أما المجاهد صبحي ياسين فاستشهد عام 1969. بعد انضمامه لحركة فتح في اشتباك لم يوضح أحد حقيقته وأطرافه!!

–          وتجاهلت حركة فتح كذلك ما قام به جهاز الاستخبارات السورية بالإشراف على عمليات فدائية عام 1956.

 (شيئ من التفصيل عن عمليات فدائية سواء ما قام بها ضباط مصريون، أو ما تمت بإشراف الجيش السوري)،

 (صايغ، مصدر سبق ذكره، ص124-127)

 أي تضليل أكبر من:

– اعتبار معارضة عرفات وبعده عباس – انشقاقا …والمصالحة معهما عملاً وطنياً؟ أو وحدة وطنية.

– من التضليل الإعلامي الذي مارسته حركة فتح وحركات فلسطينية أخرى ومنها حركة حماس أنه تم اعتبار معارضة اتفاقية أوسلو ومعارضة صائغيها من أفراد وحركات ولا سيما حركة فتح، اعتبرت هذه المعارضة انشقاقاً فلسطينياً، وعليه قامت الجهود للمصالحة مع قادة حركة فتح ولا سيما مع موقع اتفاقية أوسلو محمود عباس، بل مصالحة برعايته!! وهنالك شخصيات تعتبر شخصيات وطنية معارضة لاتفاقية أوسلو اعتبرت الاجتماعات والمصالحة مع محمود عباس وصحبه، مصالحة وطنية…وإنهاء للانشقاق!! وهي مصالحة تجد التبريرات والانتقاد الهادئ لعرفات وعباس الصانعين الرئيسيين لأوسلو، بنظر هذه الشخصيات القومية يعتبران شخصيات وطنية، والمصالحة مع محمود عباس والتي هي مصالحة مع اتفاقية أوسلو يعتبرونها عملاً وطنياً.

– ووصل التضليل الإعلامي للمدارس المشرفة عليها السلطة الفلسطينية، سلطة أوسلو، فمن الأمثلة أنهم يدرسون الطلاب اتفاقية أوسلو حيث يوردون رسالة عرفات للإرهابي اسحق رابين رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ” بأن من حق (إسرائيل) الوجود بسلام وأمن”وأن منظمة التحرير ستحارب الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وتأديب المخالفين وصولاً للتنسيق الأمني.

– صانع اتفاقية أوسلو ياسر عرفات بني له ضريح يزوره قادة فلسطينيون كرمز فلسطيني وطني!! ومن بينهم قادة في حركة حماس!!كيف تعتبر اتفاقية أوسلو خيانة ولكن صانعها وموقعها رجلاً وطنياً!! أليس في ذلك تبريراً أو تشجيعاً لأي خيانة، فما هي الخيانة الأكبر من صناعة أوسلو التي ترتب عليها خدمة الأمن الصهيوني بما يسمى التنسيق الأمني، ومطاردة المقاومين الفلسطينيين، وفتح الباب لمزيد من الاستيطان وحماية المستوطنين، وحق (إسرائيل) بالوجود بسلام وأمن وفق رسالة عرفات لرابين!! الرسالة موجودة في نهاية هذا البحث، ويدرس ذلك للطلاب.

 (ينظر لكتاب تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، للصف الأول ثانوي، ومؤلفوه ستة أشخاص، خمسة منهم يحملون شهادة الدكتوراه، ص87 وص88).

بيانات هامة

     نذكر نماذج من ثورة 1936-1939 والتي يتجاهلها إعلام حركة فتح، خسائر البريطانيين وخسائر الثوار وما كان يفعله البريطانيون بالمدنيين، عام 1938 في بيانات عن مصادر حكومة الانتداب البريطاني:

–          أصدرت المحاكم العسكرية نحو 2000 حكم بالسجن مدد طويلة، و148 حكماً بالإعدام نفذت جميعها، واعتقل إدارياً خمسون ألف شخص، إذا افترضنا سكان فلسطين من العرب حوالي مليون، فاعتقال 50 ألف أي 5% من السكان، ولكن نسبتهم للشباب أضعاف ذلك، ومقتل 63 جندياً بريطانياً وجرح 200 وقتل 22 شرطياً، وقتل 255 صهيونياً وجرح 390، ومن العرب استشهاد 503 وجرح 598.

  عمليات الثوار كانت:

986 هجوما وعمليات قنص ضد الجيش والشرطة الإنجليز.

335 هجوما على وسائل المواصلات

651 إطلاق نار على المنظمات اليهودية

176 هجوماً وعملية قنص ضد صهيونيين

215 عملية خطف

720 عملية قطع أسلاك هاتف

341 عملية تخريب سكة حديد

104 نسف انابيب شركة نفط العراق

490 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال

(ص125، من مذكرات بهجت أبوغربية،1916-1949، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية) نقلاً عن تقرير لحكومة الانتداب البريطاني على فلسطين.

 وأما السلاح لحركة فتح فيذكر الشهيد خليل الوزير بأن الصين الشعبية قدمت السلاح عام 1968 وعام 1969 وعام 1970 ما يكفي لثلاثين ألف مقاتل؟! وهناك مصادر سلاح لحركة فتح من روسيا ومن دول عربية… فأين هذا السلاح؟ وأين المقاتلين؟ وأين إنجازاتهم العسكرية.

   لم أعثر على بيانات من حركة فتح يلخص عملياتها التي قامت بها سواء حين كانت متواجدة في الأردن أو في لبنان. وهنالك عمليات فردية لشباب من حركة فتح وغيرها، عمليات بطولية يعتز بها وبعض عمليات لمجموعات من هذه الحركات تستحق فصولاً وكتباً تدرسها الأجيال.

رسائل الاعتراف المتبادل في 9/9/1993

أولاً: من عرفات إلى رابين:

السيد رئيس الوزراء…

إن توقيع إعلان المبادئ يرسم بداية حقبة جديدة في تاريخ الشرق الاوسط. ومن منطلق اقتناع راسخ بذلك أود أن اؤكد الالتزامات الآتية على منظمة التحرير الفلسطينية:

– تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة اسرائيل في الوجود بسلام وامن.

– تقبل منظمة التحرير الفلسطينية قراري مجلس الامن المرقمين 242و 338

– تلزم منظمة التحرير الفلسطينية نفسها عملية السلام في الشرق الاوسط وحلا سلميا للنزاع بين الجانبين، وتعلن ان كل القضايا العالقة والمتعلقة بالوضع النهائي ستحل من خلال المفاوضات.

– تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية ان توقيع اعلان المبادئ يشكل حدثا تاريخيا ويفتح عهدا جديدا من التعايش السلمي خاليا من العنف وجميع الاعمال الاخرى التي تهدد السلام والاستقرار، ووفقاً لذلك فان منظمة التحرير الفلسطينية تنبذ استخدام الارهاب واعمال العنف الاخرى وستتحمل مسؤولية جميع عناصر وموظفي المنظمة كي تضمن امتثالهم وتمنع العنف وتتخذ الاجراءات التأديبية بحق المخالفين.

– وفي ضوء الوعد بحقبة جديدة وتوقيع إعلان المبادئ وعلى أساس القبول الفلسطيني بقراري مجلس الامن 242 و338، فإن منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد ان بنود الميثاق الفلسطيني التي تنكر على اسرائيل حق الوجود وفقراته التي لا تتلاءم مع الالتزامات الواردة في هذه الرسالة، هي غير سارية وباطلة.

– وبالتالي فإن منظمة التحرير الفلسطينية تتعهد أن ترفع الأمر إلى المجلس الوطني الفلسطيني للإقرار الرسمي وإدخال التعديلات الضرورية المتعلقة بالميثاق الفلسطيني.

المخلص ياسر عرفات – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

9 أيلول 1993

 ثانيا رسالة رابين إلى عرفات 9 ايلول 1993

السيد الرئيس،

ردا على رسالتكم في 9 سبتمبر 1993. أود أن أؤكد لكم انه في ضوء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية الواردة في رسالتكم، قررت حكومة إسرائيل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط.

إسحق رابين

رئيس الحكومة الإسرائيلية

 _________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….