السنة الثالثة والعشرون – العدد 6509
في هذا العدد:
■ بين الجزائر والرياض اين الشعب؟ عادل سماره
■ متابعة محاكمة المناضل عادل سماره: الجلسة رقم 39 بتاريخ 27 آذار 2023
■ من الإعلام الروسي:
- الأيديولوجيا الروسية – حان وقتها، ألكسندر دوغين، تعريب د. زياد الزبيدي
■ في ذكرى المعاهدة: ماذا حدث للمعارضة المصرية؟ محمد سيف الدولة
✺ ✺ ✺
بين الجزائر والرياض اين الشعب؟
عادل سماره
“الخجل عاطفة ثورية/لينين”
أضيف إليه ” الحس الأمني ميزة ثورية والنقد رافعة ثورية”
تجري تغيرات بسرعة قياسية في العلاقات الرسمية العربية:
· إذا ما وضعنا بالاعتبار حروب الدول النفطية بعد اجتثاث العراق وليبيا وتهبيط مصر وإثخان اليمن بالجراح ومواصلة اجتثاث الدولة السورية، وتقديم جثتها هدية ابدية لبقاء الكيان الصهيوني
· وإذا ربطنا ذلك بانفتاح رسمي عربي على سوريا وإن في حدود زيارات وأغذية وأدوية هي حتى الآن بتصريح أمريكي لمدة ستة اشهر. فليس من الأمور العابرة الانتقال من قرار قتلك إلى قرار معالجتك بيد العدو نفسه.
كيانات النفط رفضت المشاركة في قمة الجزائر قبل بضعة أشهر، واليوم قررت السعودية عقد مؤتمر القمة الرسمية العربية في الرياض فأي عرس ضخم وفجأة! سيقول البعض، لا هناك تحضيرات وكواليس…الخ ليكن قل ما تشاء.
هذا تغير حاد لا يمكن عدم قراءة ما بعده بمعنى: هناك فارق بين احتفال يوم الزواج وبين الحياة الزوجية.
فالعناق وتبويس اللحى الرسمية لا يزال مقترنا بوجود يد أخرى خلف الظهر تحمل الخنجر المنزوع من غمده.
ولكن لنفرض تصالح هذه الأنظمة وحصول هدنة رسمية عربية/عربية، لأن هدنة السعودية وإيران هي تطبيقيا في الوطن العربي فهما اختلفتا خارج ارضهما.
ولكن هناك أمرين لا يمكن تجنبهما في أية قراءة للوضع العربي والفلسطيني خاصة:
الأول: ما ورد في الهدنة الإيرانية السعودية عن التمسك بالمبادرة العربية التي عنوانها: الاعتراف بالكيان وبأن السلام خيار إستراتيجي. والغريب أن كثيراً من محللي الوضع “ا.ل.م.س.ت.ق.و.م.ي.ن” هتفا ورقصا وإطراء ومبالغة…الخ يتجنبون ذكر هذا البند إطلاقاً بغض النظر عن كون ذلك بأمر من المحور أو بمغازلة للقبض لاحقا من الرياض، إلا أن هذا البند هو لغم خطير لأنه يُتوِّج السعودية على النظام الرسمي العربي، بل على الوطن والعروبة.
والثاني: قرار السعودية استقبال القمة مما يعني بداية تجديد الحقبة السعودية بزخم كبير حيث يدخل إليها كل الحكام العرب “آمنين”.
وعليه، فإن سقف ما يحصل إذا استمر ولم تتمكن أمريكا من شطبه أو تخفيف دسمه أو إعاقته يبقى تطور في صالح الأنظمة العربية وليس في صالح العروبة.
صحيح أن المواطن العربي يشعر ببهجة ما من الهدنة أو المصالحة لأنها تنزع عن كتفية ثقلاً كبيرا ولو عاطفياً.
ولكن، يبقى السؤال: هل طموح المواطن العربي هو التوقف عن قتل العرب للعرب في العراق وليبيا وسوريا واليمن! مع أن وقف هذا القتل مهم جدا لكنه ليس كافياً.
ذلك لأن المطلوب أن تقوم العناصر أو القوى أو حتى الأفراد ذوي الانتماء العروبي والوعي النقدي المتقدم بالعمل على استعادة الشارع العربي الذي اختطفته قوى الدين السياسي الإرهابية ويتم تغييره شكليا بتتويج النظام السعودي بديلا له من داخله!
إن استعادة الشارع العربي يجب ان تتم باتجاه وحدة عربية تهدف إلى التحرر والتنمية والوحدة. فالعلاقة مع تركيا أو إثيوبيا أو إيران أو الصين أو روسيا أو الموقف من الصراع العربي الصهيوني لا يمكن استقامتها بوجود وبقاء أكثر من عشرين رئيس بلدية! فمختلف هذه الدول سواء منها الحليفة أو الصديقة أو العدوة كل منها دولة واحدة متحدة بذاتها ولذاتها، ولذا، فأية علاقة مع هذه الدول او العالم بالتفكك والتجزئة هو شكل جديد، إخراج جديد للتبعية ولا يغير فيه شيئا حتى لو غدت السعودية ناطقة باسم العشرين رئيس بلدية لأن السقف الرسمي كما اتضح هو في الوطن العربي عدو للعرب.
وعليه، فإن تجاهل هذه الحقيقة هو قرار ضمني بخداع الشعب بل خيانته.
ملاحظة: بعد ساعتين سأكون في المحكمة.
✺ ✺ ✺
متابعة محاكمة المناضل عادل سماره: الجلسة رقم 39 بتاريخ 27 آذار 2023
الأعزاء المتابعين/ات لقضية محاكمتي
عادل سماره
تحية طيبة وعروبية طبعاً،
كانت اليوم 27 آذار 2013 جلسة رقم 39 في القضية 2518 لسنة 2016 في محكمة الاستئناف برئاسة السيدين القاضيين، في الحقيقة لا أعرف اسميهما وحضور سيدة ممثلة النيابة. وأنا نفسي كظنين.
حضر محاميا الدفاع الأستاذ مهند كراجة والأستاذ ظافر صعايدة،
لم يحضر محامي الادعاء فريد الجيوسي ولا الطرف المدعي.
سألني السيد القاضي:
عمرك يا حج: قلت 79 عاما.
لا أدرى كيف طرأ في ذهني سريعاً شريط السجون ومسلسل السؤال نفسه: عمرك؟ وذلك في المحاكمات في اعوام: 1963، 1965، 1967، و1979، 1999، كنت عام 1963 أصغر المعتقلين في سجن رام الله، وعام1965الأصغر سنا في سجن المحطة في عمان وعام 1979 كنت الأكبر سناً في سجن رام الله.
سؤال السيد القاضي أعادني إلى سجن نابلس، تذكرت عام 1971 كنت في سجن نابلس، أتى وفد من الكنيست الصهيوني وكان وقتها يهودي عراقي شلومو هليل أحدهم أو رئيس الكنيست.
دخلوا الغرفة وكنت شاويش الغرفة وكانت الغرفة هي مدرسة لنعلم فيها الشباب. اخذ يشرح كيف ان السجون أحسن من وضعها ايام الأردن.
قلت له: لا ابداً، كيف أحسن؟
اشار إلى مغسلة نيكل صغيرة في الغرفة بالكاد 50سم في 50 سم يكاد يختفي لونها من التصاق الوسخ بها وقال:
مثلا هذه لم تكن ايام الأردن.
قلت له أنا كنت هنا وكانت موجودة:
قال بالعبرية:”أتا كل زمان ببيت سوهر” “أنت دائماً في السجن”! قلت نعم.
سأل السيد القاضي:
المهنة: قلت في هذا العمر لا اشتغل أنا لدي دكتوراة في الاقتصاد السياسي والتنمية.
قال: ممكن تعمل، يبدو لاحظ أنني لست هرماً.
قالت ممثلة النيابة أنها تتمسك بموقف النيابة من القضية
قال الأستاذ مهند: نتمسك بدفوعاتنا.
اتضح طبعاً أن الطرف الآخر لم يقدم مادة جديدة إلى المحكمة.
طبعاً المفروض ان يقدم الطرف المدعي كشفاً بأرقام هواتف إدعى أنني كنت أهدده وهذا منذ 30 حزيران 2016 ولم يحصل.
كما أن محامييْ الدفاع طلبا حضور الشاهد محمد جميل شريتح منذ أربع سنوات ولم يحضر!
قرر السيد القاضي: رفع الجلسة للقرار يوم29 ايار 2023.
حضر الجلسة الرفاق محمود فنون وكامل جبيل، ود. عبد العزيز بني عودة، ويزن سماره.
ملاحظة: تذكرت الرفيق ابو مشهور من قرية عصيرة كنا معا في السجن في بداية السبعينات التقاني قبل 3 سنوات يضحك: يا زلمه ما شبعتش سجون! قلت له أي هو بخاطري!
✺ ✺ ✺
ما هي الأيديولوجية التي يناضل من أجلها الوطنيون الروس؟ مقالات في الأيديولوجيا الروسية الجديدة (الحلقة الثالثة)، إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
الأيديولوجيا الروسية – حان وقتها
ألكسندر دوغين، فيلسوف وكاتب وناشر وشخصية عامة وسياسية روسية بارزة. دكتوراه في العلوم السياسية. أستاذ في جامعة موسكو الحكومية. زعيم الحركة الأوراسية الدولية
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
8/11/2022
1) الأيديولوجيا الروسية: على الفور!
اليوم، يدرك الجميع تقريبًا أنه لا يمكننا الفوز بدون أيديولوجيا تتماشى مع عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وأي نوع من الأيديولوجيا – هذا واضح تمامًا للجميع.
هذه هي الأيديولوجيا الروسية والتي تشمل:
- تأكيد حازم ولا هوادة فيه حول هويتنا وأخلاقنا؛
- العدل؛
- الإخلاص لتعاليم السلف؛
- الاستقلال وحرية الوطن من الضغوط والتأثيرات والهجمات.
لقد حرمنا من هذه الأيديولوجيا الروسية لما لا يقل عن 100 عام. لكن الآن، بدونها، لا يمكننا اتخاذ خطوة واحدة إلى الأمام أو حتى الحفاظ على إنجازاتنا. بدون الأيديولوجيا الروسية، سننهار ببساطة – ناهيك عن النصر في الحرب.
تم استنفاد جميع الحلول الوسط وأنصاف الإجراءات. ستكون روسيا إما “روسية”، أو لن تكون موجودة على الإطلاق. و”الروسية” تعني: عظيمة، وعادلة، وروحية، وشعبية، وقوية، ومخلصة، وصادقة، ومشرقة، ومضحية، وحنونة، ومقدسة. ولكن الأهم من ذلك – أنها تعني أن شعبنا ودولتنا وكنيستنا سيحققون إرادة الله من أجلنا ومصيرنا، والتي من أجلها عشنا وعانينا وخضنا الأعمال البطولية وسالت الدماء – حيث خلقنا وولدنا بالضبط كمواطنين روس.
2) عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا كمقدمة للأيديولوجيا
لكن هناك جانب آخر. الأيديولوجيا والتغيير الجذري في المجتمع ضروريان للفوز في الحرب.
إن طبيعة هذه التغييرات جوهرية وهامة لدرجة أن النسب انقلبت. من وجهة النظر هذه، كانت الحرب الحالية ضرورية على وجه التحديد لكي تصبح روسيا في النهاية “روسية”. وهذا أهم من هزيمة العدو. لو انتصرت الأيديولوجيا الروسية في روسيا مبكرا، لما كانت هناك حرب لأنه لن يكون لها معنى. بعد كل شيء، جاءت الحرب على وجه التحديد لأننا وثقنا كثيرًا في الغرب، واطعناه، وحاولنا أن نلعب وفقًا لقواعده، واعتمدنا على مؤسساته وأساليبه، وعاملنا أنفسنا – الجوهر الروسي لوجودنا التاريخي – بازدراء. لو كنا بكامل وعينا ولو تم وتنويرنا، ولو صحونا بقوانا الذاتية، كان من الممكن تجنب كل هذا.
3) صورة العدو: الغرب هو حضارة الشيطان
من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن نفهم – من نحن ومن نحارب. إذا كنا مجرد دولة قومية واحدة من بين دول أخرى، نوع من “شركة روسية” لها مصالحها وتفضيلاتها الخاصة، فعندئذ نكون محكومون بالفشل. على هذا النحو، لن ننجو. قام الغرب بتطوير النظام العالمي برمته، وقد وضع منذ فترة طويلة تصوره الخاص الذي يمس مصير البشرية في العلاقات الدولية، في التكنولوجيا والأيديولوجيا والمؤسسات القانونية ونظم القيم العالمية الطابع.
وفي هذا المجال، لا يمكننا التغلب على الغرب، لأن هذه لعبته – قواعده وأهدافه مفروضة على الجميع، ومن المستحيل أن ننتصر عليه.
شرع الغرب منذ حوالي 500 عام في طريق العلمانية والمادية والإلحاد والرأسمالية، مما جعل كل هذه معايير عالمية وأهدافا تنموية للجميع. أولئك الذين لم يوافقوا تم قمعهم بشدة. أولئك الذين قبلوا بشكل سلبي هذه الأجندة أو كانوا ببساطة ضعفاء وقعوا تحت نير الاستعمار. أولئك الذين حاولوا تقليد الغرب، ولكن مع الحفاظ على مصالحهم، وجدوا أنفسهم معرضين لضربة قوية.
أرسل الغرب الحديث، غرب العصر الجديد، إنذارًا نهائيًا للبشرية:
“إما ان تدركوا جميعًا أن قيمنا وأهدافنا عالمية، وتحنوا رؤوسكم،
أو ستندمون، وسوف ندمركم، ونخضعكم”.
علاوة على ذلك، مع دخوله العصر الحديث، رفض الغرب المسيحية والدين بشكل عام، وبدأ في بناء عالم بدون الله وضد الله. هذا ما يسمى بالعلمانية، انتصار الآني على الأبدي، والعلماني على الديني، هذا الدنيا على الآخرة، والمادي على الروحاني. تستند جميع هياكل العصر الحديث على هذه المتطلبات الأساسية – العلم، والثقافة، والتكنولوجيا، والصناعة، والسوق، و “التقدم”.
“التقدم” في نظر أيديولوجيي الغرب الحديث هو معركة الأرض ضد السماء، الدنيا ضد العلى. والجميع استسلموا لها وصدقوها. الجميع كانوا ضحية الإغراء…
ومن قاوم تم لعنه أو سحقه أو إجباره بالقوة على الاعتراف بصحة الغرب الحديث والاتفاق مع أجندته.
اضطرت روسيا إلى الاعتراف بهذا أيضًا منذ القرن 18، إن لم يكن قبل ذلك. لقد اتبعنا الغرب – على الرغم من أنها في البداية كانت مجرد استراتيجية دفاعية: يقولون، سوف نستعير تقنياتهم من أجل الدفاع عن أنفسنا بشكل أكثر فعالية منهم. لكن التكنولوجيا ليست محايدة. إنها تحمل كودا (رمزًا) ثقافيًا. تكنولوجيا معاكسة للروح، خالية من الذوق والأخلاق. ليس من قبيل المصادفة أنه في الأساطير اليونانية يعتبر العملاق بروميثيوس، الذي تمرد ضد زيوس وآلهة أوليمبوس المقدسة، “أبو التكنولوجيا”.
والرأسمالية أكثر سمية ومشحونة أيديولوجياً: عندما يصبح السوق مقياس كل الأشياء، تنهار القيم التقليدية والحضارات الروحية. لذلك، نحن محاصرون منذ فترة طويلة في شباك الغرب.
في ظل الشيوعية، أخذنا عنصرًا واحدًا فقط من الغرب – المكون الثوري. كان شعبنا قريبًا من فكرة العدالة الاجتماعية والتشاركية. لذلك، اتبع الروس الاشتراكية. لكن هذه النسخة من الانتفاضة المناهضة للرأسمالية استندت إلى العقيدة الماركسية على نفس المقدمات الغربية – الإلحاد والعلمانية والمادية.
بعد التخلص من جزء من قيم الغرب، بدأنا، على العكس من ذلك، في استيعاب جزء آخر بشكل مكثف وجذري. وهذا بالضبط هو السبب الذي جعل الاشتراكية محكوم عليها بالفشل في نسختها العقائدية والمادية والإلحادية التي تحارب الله.
ولم نجرب أبدًا طريق الاشتراكية “الأرثوذكسية” (التي حلم بها السلافوفيليون المتأخرون والنارودنيون وفلاسفة النهضة الروسية) (ولكن كان ينبغي لنا ذلك).
4) سقطت الأقنعة
بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي (الذي كان شكلاً من أشكال التمرد الروسي ضد الغرب)، شعر الغرب أنه هذه المرة ليس بعيدًا عن تحقيق هدفه العزيز – الهيمنة المطلقة على العالم. وبعد ذلك تم الكشف عن وجهه الحقيقي – سياسات النوع الاجتماعي، والقضاء على الأسرة التقليدية، وما بعد الإنسانية، والمراقبة الكاملة، والهندسة الوراثية، ونقل السلطة إلى الذكاء الاصطناعي – هذه هي الأهداف المعادية للإنسان التي أعلنها الغرب صراحة في عصر الأحادية القطبية. ومن أجل فرض كل هذا على البشرية، تم التوجه إلى الحكومة العالمية. بعد كل هذا، لم يبق هناك المزيد من الحواجز.
جميع الأيديولوجيات الغربية الأخرى في العصر الحديث تم استيعابها الآن من قبل الليبرالية المنتصرة. سقطت الفاشية الأوروبية، ثم الشيوعية السوفيتية. فازت الليبرالية بالتنافس الأيديولوجي مع الفروع الأخرى للأيديولوجيات الغربية الحديثة، وأصبحت هي المهيمنة والوحيدة.
في الوقت نفسه، بعد أن هزمت خصومها التاريخيين، تبنت مبادئهم – من الآن فصاعدًا أضحت تتبع هدفها الرئيسي – الهيمنة الليبرالية.
عند الحاجة، يمكن لليبرالية أن تنحو إما إلى اليسار المتطرف (البيئة، المساواة بين الجنسين، الدفاع عن المهاجرين)، أو إلى اليمين المتطرف (النازية الأوكرانية الجديدة، الأصولية الإسلامية المؤثرة).
الطيف الكامل للأيديولوجيات الحديثة يخضع الآن لسيطرة أنصار العولمة. وهم يدخلون الجولة الأخيرة في معركتهم لتحقيق السيطرة الكاملة على البشرية. في الوقت نفسه، من الواضح اليوم أن تدمير القيم التقليدية والرأسمالية والمادية والتقدمية والعلمانية لم يكن سوى مقدمة للشيطانية المباشرة والمعلنة، نحو حضارة المسيح الدجال.
من المستحيل هزيمة مثل هذا الغرب الشيطاني العلني، المعتمد على أيديولوجيته الخاصة، وعلى أساليبه وأصوله ومواقفه وقواعده. حتى لو عارضنا الحالة الراهنة للحضارة الغربية بالاعتماد على أشكالها السابقة – غير الصريحة والوحشية – فإن هذا لا معنى له، إنه ببساطة لا يعمل. بالطبع، قبل مائة عام لم يكن الغرب شيطانيًا بهذه الصراحة. لكننا نتحدث عن مراحل مختلفة – متتالية – لعملية واحدة.
منذ بداية العصر الحديث، كان الغرب يتجه بالضبط نحو ما هو عليه اليوم. هذا ليس سوء فهم : وراء التمرد ضد المسيح يوجد دائمًا فقط وبشكل حصري المسيح الدجال.
سرا في البداية، ثم علنا. وهذا واضح اليوم. هذا هو السبب في أننا دخلنا بشكل لا رجعة فيه إلى منطقة صراع الفناء. و “نهاية العالم” في اليونانية هي “الوحي”. من الآن فصاعدا كل شيء ظاهر للعيان.
هذا هو من نشن ضده حربنا اليوم. بدون أي استعارات. عدونا – هو المسيح الدجال وحضارته. الرأسمالية، والمادية، والإلحاد، و”التقدم” التقني والاجتماعي للعصور السابقة، كانت على وجه التحديد بمثابة بداية انتصار الشيطان.
قد فات الأوان بالفعل للضغط على المكابح – البشرية، التي أسرها الشيطان، تندفع إلى الهاوية بأقصى سرعة.
5) مهد القديسين
ومن ينبغي أن نكون في مثل هذه الحالة من الصدام المباشر – شبه النووي – مع حضارة المسيح الدجال لتحقيق النصر؟ الجواب بسيط. إذا لم تصبح روسيا مهدا للقديسين، إذا لم نقم بإحياء خطنا الروحي، وإذا لم نلجأ إلى المسيح وروح تاريخنا المجيد، فنحن ببساطة محكوم علينا بالفناء. بعد كل شيء، الروس ليسوا أمة. الروس هم دعوة روحية، وهم اختيار، واستجابة لنداء الوجود العميق. أن تكون روسيًا يعني دعوتك إلى المعركة النهائية في نهاية الزمان، للوقوف إلى جانب الله ضد الشيطان.
العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا – هي حرب دينية بالمعنى الأعمق والأكثر مباشرة للكلمة. وبالمناسبة، أدرك المسلمون الروس ذلك بوضوح، ولا سيما الشيشان وأتباع قاديروف، الذين أعلنوا مباشرة أن هذه العملية العسكرية هي “جهاد”. يفهم مقاتلي “فاغنر” وميليشيات الدونباس بشكل ثاقب المعنى الميتافيزيقي للقتال. نعم، هذه هي الحرب المقدسة الحقيقية، لأنها تُشن ضد الشياطين المتمردة – ضد حضارة الشياطين. والشخص الذي يقاتلهم يتم احتسابه تلقائيًا في معسكر الملائكة. ولا شيء غير ذلك.
ومع ذلك، إذا فهمت روسيا نفسها على هذا النحو – روسيا المقدسة، فسيكون كل شيء مختلفًا. الآن لا يسعها إلا أن تفعل. خلاف ذلك، انتهينا. لكن هذا الوعي هو الهدف. وسوف يتوضح بدقة في الأيديولوجيا. عندها سترى شعوب العالم، بما في ذلك الغرب نفسه – من يقاتل الروس. ثم سيقرر الكثيرون اختيار معسكرنا. لأن هذا هو معسكر البشرية ضد الشيطان.
البشرية ليست محايدة. إن لم تكن مع إبليس فمع الله. وإن لم تكن مع الله، فمع الشيطان.
لا يوجد معسكر ثالث – في الوسط - لخوض المعركة النهائية في تاريخ العالم. لن تتمكن من تجاوزها إذا كنت لا تقاتل إلى جانب أيديولوجية النور، وتم تجنيدك بالفعل من قبل جيش الظلام. هذا هو القانون الحديدي لصراع الفناء.
6) الأيديولوجيا الروسية عالمية
الأيديولوجيا الروسية هي إيديولوجية البشرية جمعاء، التي تتمرد على سلطة الشيطان، أي ضد سلطة الغرب الحديث وحضارته الشيطانية. هذه هي الحرب الحقيقية – نحن ضدهم.
انظروا إلى الموضوعات الرئيسية للأخبار – القصف والهجمات الإرهابية والانفجارات والكوارث الاقتصادية والاحتمال المتزايد باستمرار لاستخدام الأسلحة النووية – ليس فقط تكتيكيًا بل أيضًا إستراتيجيًا. هل يعتقد أي شخص حقًا أن كل هذا سوف يحل نفسه بطريقة ما؟ من الواضح أن النوم عميق ولكن ليس لهذه الدرجة. لذلك، فإن الصحوة أمر لا مفر منه، تمامًا كما أن التوجه نحو الأيديولوجيا الروسية أمر لا مفر منه – وبالتحديد في شكلها الأخروي الحاد والمروع. بكل محتوياتها وبكل عمقها.
نقترب الآن من تغييرات لا نكوص عنها. وليس المقصود الآن أنه يتم لعب دور من سينهار أولاً – هم أم نحن. لا يمكن أن تكون هزيمة الشيطان شيئًا بسيطًا وتقنيًا بحتًا. لن يساعدنا “الجنرال ثلج” ولا حتى بعض النجاحات العسكرية (التي لم تتضح بعد). ولكن حتى لو نجحنا في شيء ما، وحققنا شيئا في مسرح العمليات الأوكراني في حرب شاملة مع الغرب، يجب ألا ننسى أبدًا أننا وصلنا إلى نهاية تاريخ العالم والحضارة الغربية التي راكمت – عبر حركتها الثابتة والمتطرفة نحو الهدف الشيطاني – قوة دفع هائلة وقوة غير مسبوقة. ببساطة، وبإمكانيات صغيرة، لا يمكننا إيقافها. لن يتركنا أحد وشأننا. حتى لو تحسنت الأمور قليلاً بالنسبة لنا. ببساطة لا يوجد حل تقني بحت لمشكلة نهاية العالم الروحية الميتافيزيقية.
7) العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا – هي بالفعل هرمجدون الذي بدأ للتو.
الأفكار ليست للعب، بل لكي نقسم عليها.
إذا استمرت السلطات الروسية دون التمسك بالأيديولوجيا الروسية، فقد تنشأ مواقف عندما لن تكون السلطات نفسها موجودة والدولة الروسية ستنهار معها. وهذا فقط ما يصبو إليه العدو.
لذلك، فإن أي شخص يمنع أو يؤخر لحظة إقرار الأيديولوجيا الخاصة لمجتمعنا هو شريك مباشر للعدو.
إن التوجه الفوري للأيديولوجيا هو الشيء الوحيد الذي يفصلنا عن الطور التالي لصراع الفناء، على سبيل المثال، عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
مع الأيديولوجيا، لا تزال لدينا فرصة لتأجيل فعل الانتحار العالمي للبشرية – فهذا مورد جديد، سلاح جديد، استراتيجية جديدة.
حتى الآن، اعتمدنا على أنفسنا، وجزئيًا على “روح المجازفة الروسية”. وقد حان الوقت لأن نلجأ إلى قوى ميتافيزيقية أكثر جدية – إلى إلهنا، مخلصنا. إذا لم يكن هو، فلا أحد على الإطلاق.
وبالطبع، هذه المرة لن نفوز عن طريق محاكاة أو تزييف للأيديولوجيا. الأيديولوجيا – هي قوة جبارة وهائلة. أكثر فتكًا في بعض الحالات من الأسلحة النووية. فقط أولئك المرتبطين بها – المفكرين والصوفيين والأنبياء – يمكنهم التعامل معها. لا داعي للعب بالأيديولوجيا – خاصة الروسية. هذا لن ينتهي بشكل جيد.
بالفعل يتم وضع كل شيء بشكل لا لبس فيه في مكانه. الآن هي لحظة إعلان الأيديولوجيا الروسية والتكيف السريع للنظام السياسي الروسي بأكمله معها. في وضعه الحالية، لن ينجو من هذا الاختبار. الرهانات عالية جدا.
✺ ✺ ✺
في ذكرى المعاهدة:
ماذا حدث للمعارضة المصرية؟
لماذا توقفت المعارضة المصرية عن المطالبة باستقلال مصر وتحريرها من اتفاقيات كامب ديفيد وما ارتبط بها من تبعية للولايات المتحدة الامريكية؟
***
· ان كامب ديفيد ليست مجرد معاهدة ثنائية ترتب عليها استرداد ارضنا المحتلة مقابل حزمة من التنازلات مثل القبول بتجريد ثلثى سيناء من القوات والسلاح، والاعتراف (باسرائيل) والتطبيع معها. بل هى نظام حكم متكامل، انها الدستور الفعلى لمصر؛ يستطيع المصريون ان يسقطوا رئيس الجمهورية وان يغيروا دساتيرهم او يعدلونها ولكنهم لا يستطيعون منذ 44 عاما الاقتراب من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة فى 26 مارس 1979 والمشهورة باسم اتفاقيات كامب ديفيد.
· فمنذ اعطى السادات 99% من اوراق اللعبة للامريكان، فانهم قد قاموا بالعمل على تفكيك مصر التى انتصرت فى 1973 وبناء مصر اخرى جديدة على مقاس مصالح الولايات المتحدة وامن (اسرائيل).
· ففى مصر كامب ديفيد، لا نستطيع ايقاف التسهيلات اللوجستية للقوات الامريكية فى قناة السويس أو التوقف عن قبول المعونة العسكرية وكسر الاحتكار الامريكى لما يزيد عن 60 % من التسليح المصرى، أو توجيه هذا السلاح، اذا تغيرت الظروف، الى (اسرائيل) او اى من حلفاء امريكا، أو الامتناع عن اى مناورات عسكرية مشتركة.
· ولا نستطيع الانسحاب من اى محاور او تحالفات اقليمية او دولية اسسها الامريكان، أو اعادة تشكيل سياستنا وعلاقتنا وتحالفاتنا الخارجية والاقليمية على اساس مناهض للنفوذ الامريكى، أو المطالبة باستبدال قواتهم فى سيناء ضمن ما يعرف بالـ MFO بقوات تابعة للامم المتحدة.
· ولا نستطيع انتخاب رئيس جمهورية لا توافق عليه الولايات المتحدة كما قال د. مصطفى الفقى عام 2010، او كما ذكر آفى ديختر وزير الامن الاسرائيلى الداخلى الاسبق فى محاضرته الشهيرة عام 2008 حين قال ((لقد انسحبنا من سيناء على ان نعود اليها اذا تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل))
· ولا نستطيع ان نزيد عدد قواتنا فى سيناء الا باذن (اسرائيل)، أو نقوم بدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، او نقطع العلاقات ردا على جرائمها اليومية فى فلسطين أو عن اعلانها ضم الجولان أو اعتداءاتها التى تتوقف على سوريا ومن قبل على لبنان وتونس والسودان والعراق الى ان فقدنا مكانتنا المركزية وتضآل دورنا فى المنطقة واصبحت هى قوة اقليمية عظمى.
· ولا نستطيع أن نقول لا للدائنين فى نادى باريس وصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية وللمستثمرين الاجانب من شركات متعددة الجنسية ووكلائهم المحليين، ولا نستطيع ان نحمى صناعاتنا الوطنية او نرفض بيع القطاع العام او تعويم العملة المصرية وربطها بالدولار.
وغيره الكثير.
***
لكل ذلك وأكثر وصف شيوخنا واساتذتنا الذين اعتقلهم السادات عام 1981.. وصفوا المعاهدة فقالوا: ((أخذنا نحن سيناء وأخذوا هم مصر كلها.))
***
· ورغم ان جميع مفكرى ومنظرى وقادة وكوادر الحركة السياسية المصرية بكافة أطيافها يعلمون هذه الحقائق، الا انهم توقفوا منذ سنوات طويلة قبل ثورة يناير وبعدها عن الاقتراب من هذا الموضوع او التعرض له، وكأن هناك شبه اجماع على قبول التبعية والاعتراف بها والتطبيع معها والعيش فى أكنافها.
· بدأت هذه الظاهرة فى أعقاب الغزو الامريكى للعراق عام 2003، فلقد اخذ يتراجع الخطاب الوطنى المناهض للاحتلال الامريكى و(اسرائيل)، ليحل محله بالتدريج خطاب الاصلاح السياسى والديمقراطية، الى أن توحد الجميع عشية الثورة على هدف رئيس وربما وحيد هو رفض استمرار حسنى مبارك أو توريث الحكم لنجله.
· وحين نجحت ثورة يناير فى ذلك، غرقت القوى السياسية فى مطالب الدستور والانتخابات وتداول السلطة والحريات فقط، وتحاشت تماما الاقتراب من قضايا التبعية وكامب ديفيد، بل على العكس حرص الجميع على إعطاء تطمينات للخارج بالتزامهم بالمعاهدة، وتسابقوا للفوز بدعم الامريكان ومباركتهم فى صراعاتهم مع الخصوم والمنافسين على السلطة، الى ان فاز النظام القديم ومؤسساته العميقة فى هذا السباق بامتياز وبالضربة القاضية، بعد أن أدرك الأمريكان انه النظام الأقدر على حماية كامب ديفيد فى مصر.
· ثم بعد يونيو ويوليو 2013 وحتى يومنا هذا، ظل الخطاب المناهض للتبعية و(اسرائيل) غائبا، فتحت ضغط العصف بثورة يناير وبكل من شارك فيها اسلاميون كانوا او مدنيون، أصبح للجميع مطلبا وحيدا هو الافراج عن المعتقلين وتخفيف القبضة الامنية الحديدية واعادة الهامش الديمقراطي الذي كان ايام مبارك، وظل الكثير منهم يراهن على الامريكان ويناشدهم للتدخل والضغط على السلطات المصرية من اجل ذلك، رغم ما ثبت من دورهم ودعمهم ومباركتهم لما تم من اجهاض الثورة والعصف بمكتسباتها.
***
· لقد كانت هناك نظرية قبل ثورة يناير مفادها، ان الانظمة العربية المستبدة لا يمكن ان تتنازل عن استبدادها قيد أنملة ولو بعد عشرات السنين، وانه لا قبل للشعوب بقبضتها الباطشة، فلا بديل عن الاستفادة الى اقصى حد من الضغوط الخارجية لمحاولة انتزاع اى مكاسب ديمقراطية ممكنة، وهو ما يستدعى تقديم تنازلات سياسية من ضمنها تخفيف الخطاب المناهض للإمبريالية والصهيونية او التراجع عنه تماما.
· ثم كانت هناك نظرية أخرى بعد الثورة بأن الاوضاع لا تزال على المحك والثورة لم تستقر بعد، وهى تحتاج الى دعم واعتراف دولى وضغوط امريكية على قيادات ومؤسسات النظام القديم لغل اياديها عن العصف بالثورة والانقضاض عليها، وهو ما يستدعى تجنب اتخاذ اى مواقف يمكن ان تستفز المجتمع الدولى او تخيفه من الثورة المصرية.
· وأن دعونا نركز على الاصلاح السياسى والدستورى اولا، لانه بامتلاك مؤسساتنا الديمقراطية المستقلة، وتحقيق تداول سلطة حقيقى فى مصر، سيكون تحقيق كل اهدافنا بعد ذلك سهلا وممكنا.
· ثم نظرية ثالثة فى السنوات الاخيرة، باننا فى أمس الحاجة الى الضغط الدولى لايقاف او حتى تخفيف العصف العنيف بالحريات وحقوق الانسان.
· وهكذا كانت هناك دائما نظريات واسباب وذرائع لتبرير الانسحاب من ساحات وبرامج ومشروعات وخطابات المواجهة مع الامريكان و(اسرائيل) وكامب ديفيد.
· والمؤلم والغريب والمخيف ان المشهد يبدو وكأن جميع الفرقاء تقريبا قد اتفقوا على رفع الراية البيضاء، رغم ان بينهم ما صنع الحداد.
· ورغم ان كل تجاربنا وتجارب غيرنا، اثبتت مرارا وتكرارا أن أمريكا هي العدو الأصلي، وأن الرهان عليها هو بمثابة انتحار وطني وسياسى.
***
· واخيرا يجب التأكيد على أن مطالب الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وتداول السلطة والفصل بين السلطات، هى كلها مطالب صحيحة ومشروعة الا انها غير كافية وعديمة الجدوى فى ظل دولة غارقة فى التبعية والتطبيع والسلام بالاكراه.
· فالحرية والاستقلال هما وجهان لعملة واحدة، لا يستقيم أحدهما دون الآخر.
· ان هدف التحرر من التبعية ومن قيود كامب ديفيد يعادل فى مركزيته واولويته، هدف التحرر من الاحتلال البريطانى الذى توحد خلفه كل المصريين على امتداد 75 عاما.
*****
القاهرة فى 26 مارس 2023
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org