تطورات الكيان الصهيوني حلقة (7): وجهة نظر صحافية

وجهة نظر صحافية

قادة الموساد

كنعان:

يعقد ديفيد هيرست مقارنة بين الاستيطان الفرنسي في الجزائر، ومصيره، وبين الاستيطان الصهيوني في فلسطين.

في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن أي مستوطن مهما كان له تاريخ تقدمي، إن حصل، فإن مجرد قيامه بالاستيطان في وطن شعب آخر يتحول هو نفسه إلى ضارية إمبريالية. وهنا نستحضر قيام السلطات الفرنسية بعد هزيمة كوميونة باريس 1870. يشرح جيفري بايرن في كتابه (قِبلة الثورة: الجزائر، نزع الاستعمار، ومنظومة العالم الثالث، منشورات اكسفورد 2016) كيف لعب الكوميونيون المنفيون الى الجزائر دورا وحشيا ورجعيا ضد اهل البلاد وتحولوا الى ادوات في خدمة الدولة البرجوازية التي هزمنهم ونفتهم. (انظر تفصيلا كتاب عادل سماره، هزائم منتصرة وانتصارات مهزومة 2020 ص ص 57-60). ولعل أفضل مثال على هذا هو بير بخروتشوف الذي يزعم الماركسية كما ورد في كتابه (بوروتشوف بير، القومية والصراع الطبقي: مقاربة ماركسية للمشكلة اليهودية (نيويورك، 1937)

“لم يكن البعد الجغرافي للاشتراكية اليهودية حالة استعمارية لأن أولئك السكان الأصليين لفلسطين “يفتقرون إلى الثقافة والهوية الوطنية/ يقصد الشعب العربي الفلسطيني” وبالطبع يرتكز على هذه الأكذوبة ليصل إلى هوس استعماري عنصري بقوله: كي يتمكن اليهود من تكوين مجتمع اشتراكي لا بد أن يسمح لهم العالم باغتصاب أرض شعب آخر يقصد ارض الشعب الفلسطيني! هذا وكأن العالم لن يدخل الاشتراكية إلا بشرط أن يدخلها اليهود!!!

عالج هذه المسألة عادل سماره في كتابه القادم قريبا بالإنجليزية

ARAB STATE ARAB’S ENEMY: Terrorist Orientalism Politicized Religion New Fedayeen

 ■ ■ ■

أولاً: ديفيد هيرست

كتب ديفيد هيرست في:

OPINION: When Zionism splits: Israel and the warning from colonial history – David Hearst: groups.outlook.com. 26 January 2023.

“…بالنسبة للشاباك، كان اغتيال رابين حادث سيارة بطيء الحركة. هنا ظهر بن غفير لأول مرة. ظهر على شاشة التلفزيون وهو يلوح بزخرفة غطاء محرك السيارة كاديلاك التي سُرقت من سيارة رابين: “وصلنا إلى سيارته وسنصل إليه أيضًا”.

قال يعقوب بيري، رئيس الشاباك في الفترة 1988-1994، إن اغتيال رابين قد غير عالمه كله: “رأيت فجأة إسرائيل مختلفة. لم أكن على علم بحدة الخلافات وكراهية الخلافات بيننا. كيف لنا تُرى مستقبلنا؟ ما الذي يجمعنا؟ لماذا أتينا إلى هنا؟ ماذا نريد أن نصبح؟ كل هذا كان بديهيًا وانهار كل ذلك. “

هناك شعور بالمرارة في جميع المقابلات الستة مع رؤساء الشاباك. إنهم لا يشعرون فقط بخذل الحكومات المتعاقبة. إنهم يشعرون بالخيانة ويقولون ذلك بصراحة. في عام 1996، عندما أدين ييجال عمير قاتل رابين، قال 10٪ من الإسرائيليين إنه يجب إطلاق سراحه. بحلول عام 2006، ارتفع هذا الدعم إلى 30 بالمائة.

هناك بالطبع اختلافات كثيرة بين مستوطنين الأقدام السوداء (المقصود المستوطنين الفرنسيين في الجزائر/كنعان) والمستوطنين اليهود بقدر ما توجد أوجه تشابه. لم يلعب الدين دورًا محددًا في المشروع الفرنسي. لم يكن هناك قتل على نطاق صناعي للفرنسيين في أوروبا لتبرير إنشاء هذه المستعمرة.

ومع ذلك، فإن النقطة الحاسمة في المقارنة لا تزال صحيحة. عندما انقلبت منظمة الدول الأمريكية من تلقاء نفسها، فقد المشروع بأكمله. نقطة أخرى حيوية بالنسبة للفلسطينيين. لم تنتصر المقاومة الجزائرية ولا المقاومة الجنوب أفريقية عسكريا. كلاهما كانا متفوقين تماما. كان البقاء في الجوار، والمثابرة، ورفض الاستسلام هو الذي فاز بالقتال في كلتا الحالتين.

الشقوق الأولى

لقد بذل بن غفير جهودًا أكبر لنزع الشرعية عن إسرائيل منذ مجيئه إلى السلطة قبل بضعة أسابيع، أكثر من سنوات حملة حركة المقاطعة BDS. تصدر الدعائم الصخرية السابقة للدعم اليهودي في نيويورك لإسرائيل بيانات تتوسل نتنياهو لتغيير مساره.

إريك غولدشتاين، رئيس أكبر اتحاد يهودي في أمريكا الشمالية، “ناشد نتنياهو باحترام” للوفاء بتعهداته السابقة بأنه سيعطل القوانين التي تهدد استقلال نظام العدالة الإسرائيلي.

يجب أن تكون هذه إشارة تحذير لكل يهودي إسرائيلي ليس لديه جواز سفر أوروبي ولا يستمتع باحتمالية نشوب حرب شاملة مع 1.6 مليار مسلم حول العالم، حيث يبدو أن الحركة الدينية القومية عازمة على البدء.

يجب أن يفكروا في التعامل مع المستقبل مع الفلسطينيين على قدم المساواة، بينما لا يزال الصراع قائمًا على الأرض والجنسية وليس على الدين. لا يوجد سوى مقدار محدود من الوقت للقيام بذلك.

قال جيلون في The Gatekeepers: “كانت الخطة هي نسف قبة الصخرة وستؤدي النتيجة – حتى اليوم – إلى حرب شاملة من قبل جميع الدول الإسلامية، وليس فقط إيران وإندونيسيا أيضًا.”

لكن في بن غفير وسموتريتش، يواجه نتنياهو شكلاً مختلفاً من شركاء الائتلاف. هؤلاء المتخلفون من اليمين الديني القومي ليسوا مجرد جزء من الإصلاح السياسي الحالي المهتز السياسي في نتنياهو تجاوز موعد بيعه. إنهم شكل قيادة إسرائيل المستقبلية.

إذا كان محقًا قبل 11 عامًا عندما تم تسجيل هذه المقابلة، فهو أكثر صوابًا اليوم. مع وجود الحركة الدينية الوطنية في مقعد القيادة، فإن تنبؤ عامي أيالون هو نبوءة بصيرة: “نحن نفوز في كل معركة ولكننا نخسر الحرب”.

حدث ذلك في الجزائر. حدث ذلك في جنوب إفريقيا. سيحدث في اسرائيل ايضا.

ملاحظة:

الآراء الواردة في هذا المقال تخص المؤلف ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لموقع Middle East Eye.

ديفيد هيرست هو المؤسس المشارك ورئيس تحرير Middle East Eye. وهو معلق ومتحدث عن المنطقة ومحلل في المملكة العربية السعودية. كان الكاتب القائد الأجنبي لصحيفة The Guardian، وكان مراسلًا في روسيا وأوروبا وبلفاست. انضم إلى صحيفة الغارديان من The Scotsman، حيث كان مراسلًا تعليميًا.

ثانياً: تامير هايمان

الناصرة-“رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

قال رئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال (احتياط) تامير هايمان إنّه لم يعد يثق في حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المسائل الأمنية بعد محاولته إقالة يوآف غالانط من منصب وزير الأمن، مُشدّدًا على أنّ بعض الأضرار التي لحقت بالاقتصاد وتماسك المجتمع في إسرائيل، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة، الناتجة عن مساعي الحكومة المتوقفة منذ ذلك الحين لإصلاح النظام القضائي، قد يكون لا رجوع فيها.

وفي مقابلة مع موقع (زمان يسرائيل) الإخباريّ-العبريّ قال هايمان إنّه ليس لديه تفسيرًا منطقيًا لسلوك نتنياهو الأخير، وأعرب عن أسفه “لعدم اليقين بعد عدم اليقين” في الأسابيع الأخيرة بينما تهز المظاهرات الحاشدة ضد الإصلاح القضائي الدراماتيكي البلاد، مُشيرًا إلى أنّه لا يوجد لديه أيّ تفسيرٍ منطقيٍّ لإقالة غالانط، علمًا أنّ نتنياهو قرر بعد عدّة أسابيع التراجع عن إقالة وزير الأمن.

ورأى أنّها حالة من عدم اليقين بعد عدم اليقين بعد عدم اليقين، وعندما أحاول أنْ أفسّر منطق هذا السلوك، يتبادر إلى الذهن احتمالان: أولاً، نتنياهو لم يعد عقلانيًا، وهذا يفسر كلّ شيءٍ. ثانيًا، لدى نتنياهو شيء مهم جدًا لتحقيقه لدرجة أنّه مستعد لتقبل كلّ شيءٍ، بما في ذلك الإحراج السياسيّ وعدم الاستقرار الداخلي والأزمة الاقتصادية وتدهور الوضع الأمنيّ”.

علاوة على ذلك، شدّدّ هايمان على أنّه على مدى الأشهر القليلة الماضية، تضررت عدة ركائز أساسية للأمن القوميّ الإسرائيليّ بالفعل، على الأرجح للمدى البعيد.

وكان هايمان قد قدّم تقريرًا لمعهد دراسات الأمن القوميّ حذّر فيه من أنّ خطط حكومة نتنياهو لإصلاح القضاء يمكن أنْ تؤدّي إلى تقويض الديمقراطيّة وتضع إسرائيل في مسارٍ تصادميٍّ مع الولايات المتحدة وربّما تعرض العلاقات الاستراتيجية الحاسمة مع أكبر حليفٍ لها للخطر، كما حذر من أنّ الاستقطاب المتزايد في البلاد يمكن أنْ يكون له تأثير ضار بشكلٍ كبيرٍ على أمن إسرائيل، على حدّ تعبيره.

وفي مقابلته مع موقع (زمان يسرائيل)، حذر هايمان من أنّ “الخلاف داخل الجيش الإسرائيليّ الناجم عن عملية الإصلاح الشامل هو صدمة ستترك بصماتها لفترة طويلة، وأعتقد أنّنا اقتربنا من نقطة اللاعودة، وستبقى الشقوق والانقسامات الداخليّة وعدم التماسك داخل الوحدات”، طبقًا لأقواله.

كما حذّر القائد العسكري السابق من أنّ العلاقات مع الولايات المتحدة قد تتزعزع. وقال إنّه على الرغم من التزام واشنطن تجاه إسرائيل وأمنها، بغضّ النظر عن الإدارات المختلفة، إلّا أنّ الأحداث الأخيرة، خاصّةً بعد انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن القوية للإصلاح القضائي المخطط له، قد تجعل واشنطن تشكك في المسار القادم.

وتابع: “نحن ندرك منذ فترة طويلة أنّ هناك، على المدى الطويل، خطر فقدان الدعم الأمريكي القوي. ليس بالضرورة بسبب الأشياء التي تعتمد علينا، ولكن بسبب العمليات الأمريكية الداخلية. ما فعلناه الآن هو تسريع هذه العملية بطريقة مهمة للغاية”، حذّر القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة في جيش الاحتلال.

وقال هايمان، الذي يُدير اليوم مركز بحوث الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب، إنّ القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي الآن موضع تساؤل. “لا يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق. لقد أوضحت ذلك. آمل أنْ يعمل رئيس الوزراء للتوصل إلى حلٍّ وسطٍ حقيقيٍّ، لكن هذا لم يتضح بعد”، وفق تعبيره.

يُشار إلى أنّه حتى اللحظة، بعد مرور أربعة أشهرٍ على تشكيل بنيامين نتنياهو حكومته السادسة، لم يقُمْ البيت الأبيض، كما كان معهودًا، بتوجيه دعوةٍ لرئيس الوزراء لإجراء اللقاء التقليديّ مع الرئيس الأمريكيّ في البيت الأبيض، على الرغم من المحاولات الإسرائيليّة المتكررة للحصول على دعوةٍ.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….