الكتابة في المحرم (3)، عادل سماره

  • تونس ورسائل: التنمية، طعنة من القوميين المنشبكين، وتصدير فتنة بالدين السياسي

عادل سماره

أولاً: رسالة في التنمية من د. قطامين

نشر الرفيق د. عصام السعدي مشكوراً فيديو ل د. معن قطامين احتوى رسالة موجزة وعالية البلاغة والعلمية. مضمون الفيديو أن الرئيس التونسي رفض قرضاً مشروطاً ب “وصفة” صندوق النقد الدولي: “هيكلة شركات عامة/خصخصتها، رفع أسعار الطاقة، تقليص الدعم على الأساسيات خفض الأجور العامة، تصغير جهاز الدولة …الخ”. ودعا الرئيس الشعب التونسي إلى:

·       الاعتماد على الذات

·       وألمح للتوجه شرقاً

وهذا التهديد أرغم امريكا على التواصل مع تونس لتخفيف شروط الصندوق. ذلك لأن عمل الصندوق هو بموجب توجيهات أمريكا مهما حاول موظفوه التظاهر بالدقة والحرفية والعلمية وضخ الإحصاءات…الخ. تماماً كما هو البنك الدولي والكل يعرف شروطه ضد مصر عبد الناصر في تمويل السد العالي وتوجه ناصر للسوفييت اقتصاديا وتسليحا.

الرئيس التونسي ورث عن تحالف الدين السياسي/النهضة وبقايا الحزب الدستوري اقتصادا مأزوما أي لم تحصل الأزمة في العام الذي تسلم فيه سعيد الحكم. هذا رغم علاقات النهضة مع قطر والتي لا شك ضخت لها مالا وفيرا، ولا ندري أين تسرَّب!

وكمعترضة، في عام 1982 إن لم تخنني الذاكرة عانت تونس من مجاعة فردفتها سوريا بالقمح، وحدها سوريا التي تبرعت من مدخل عروبي. واليوم امريكا والكرصهاينة يسرقون القمح والنفط السوريين!

وبالمقابل قام نظام الغنوشي/السبسي بإغراق سوريا بمجاهدي ومجاهدات النكاح! واستضافوا 40 دولة عدو تحت إسم اصدقاء سوريا.

ليس هذا تحليل للعرض المميز من د. قطامين، ولكن أعتقد أن أمام الرئيس سعيد ثلاث آليات للمقاومة:

·       التوجه شرقاً مباشرة كتونس وليس من تحت عباءة أية دولة أخرى كما يجري لتوريط سوريا والعراق.

·       تكريس وتعميم سياسة الاعتماد على الذات أو ما اسميه التنمية بالحماية الشعبية

·       طرح سندات حكومية لتمويل مشاريع قطاع عام.

لا أدري إن كان بوسع النظام تبني هذا وما هي القيود السابقة من صندوق النقد الدولي.

https://fb.watch/kkCFnZuM5n/

ثانياً: طعنة من القوميين المنشبكين

تعيش تونس منذ أكثر من عام تجاذباً وشد حبل بين النظام بقيادة الرئيس إسعيد وبين سلطة الدين السياسي وحلفائها وقد تصاعد التجاذب  مؤخراً حيث اعتقلت السلطات زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي وآخرين بتهمة تهديد أمن الدولة. وكان من ضمن المحتجين عدد من الأمناء العامين السابقين للمؤتمر القومي العربي ومنهم معن بشور، خالد السفياني، مجدي المعسراوي، د.زياد حافظ…الخ ومن ضمهم أمينه العام الحالي حمدين صباحي. وبالمناسبة وقف صباحي فورا مع إرهاب قوى الدين السياسي ضد سوريا، وعاد وتراجع بعد بضع سنوات أي بعد صمود سوريا وغفرت الناس له، وكما يبدو …لكن…

وقد كتبت عن بيان المؤتمر القومي العربي مؤخراً في سؤال حامض رقم 2613 مستغرباً هذا الموقف الذي تقاطع مع الضغط الأمريكي ضد الدولة التونسية من جهة، كما أن البيان طالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين بدل أن يطالب مثلاً بتقديم السلطة بيانات وتهم محددة ومن ثم محاكمة هؤلاء وكأن المعتقلين مهما عملوا فهم فوق أية مسائلة أي أهم من الوطن!والحقيقة أن هذا المؤتمر هو أقرب إلى إيديولوجيا القومية الحاكمة في الوطن العربي وهو موقف المثقف المنشبك  وليس القومية الشعبية الكامنة. وهو في أفضل مواقفه متمترس عند القومية الأكاديمية لا أكثر.

RAYALJADID.COM

فيما قوميو بلاده صامتون وشامتون: شخصيات عروبية وقومية تطالب بإطلاق سراح رئيس حركة النهضة

إسطنبول ــ الرأي الجديد دعت شخصيات عربية إلى إطلاق سراح رئيس البرلمان المنحل، ورئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي الموقوف على خلفية تصريحات اعتبرتها السلطة تهد…

ثالثاً: تصدير الفتنة بالدين السياسي

من الموقف السلبي الذي وقفه بعض رجال المؤتمر القومي العربي ننتقل إلى موقف مثير للريبة وهو ذهاب أحمد سلمان شيخ شيعي من العراق أو إيران إلى تونس بحجة البحث عن شيعة تونس وتحت مبرر أنه هو نفسه يحب آل البيت! وبالطبع حصل نقاش وجدال مع شيوخ تونسيين من السُنة.

وبدون تفاصيل، فإن اللافت في دور هذا الرجل زعمه احتكار محبة آل البيت وكأن محبة آل البيت محصورة في شخصه ومن ورائه! أو كأن لا أحد في تونس يحب آل البيت. هذا مع العلم أن آل البيت عرب قبل كافة المذاهب. وحين سُئل الرجل من يمول المركز الذي اقمته في تونس لم يُجب!

ولعل أهم ما في الأمر هو: ما الذي تحتاجه تونس اليوم؟

هل تحتاج الطرح العلمي العروبي الذي طرحه د. قطامين لمواجهة صنودق النقد الدولي اي امريكا والغرب، أي تحفيز الثورة

أم خذلان من رجال من المؤتمر القومي العربي أي خصي الثورة

أم رجل يثير الفتنة المذهبية في بلد يكاد يختنق من الحرب الاقتصادية والسياسية التي يُديرها المركز الإمبريالي ضده، وحرب قوى الدين السياسي الإرهابية ضده؟ أي تصدير ثورة الدين السياسي المتخلفة! 

AHMAD SALMAN

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….