“المهم ما هو برنامجك السياسي”

مقتطفات من الخطاب الاخير لحسن نصرالله

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1753)

“اليوم أتوجه بالنداء الى الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج الى كل الشعب الفلسطيني للتوحد وللتماسك وللتعاون مخطئ من يعتقد أن هذه الحرب هي على حركة حماس أو على حكومة حماس الحرب هي على الشعب الفلسطيني على إرادة الشعب الفلسطيني على حقوق الشعب الفلسطيني. هنا يجب أن أوضح أمرا لفلسطين للبنان للعراق لكل مكان أيها الإخوة والأخوات، بالنسبة للإدارة الأميركية، ومشروعها في السيطرة على المنطقة، وتثبيت إسرائيل كقوة مركزية عاتية ومستعلية على كل حكومات وشعوب المنطقة لا يعنيها من يحكم في لبنان أو من يحكم في غزة أو في رام الله أو في بغداد أو في كابول أو في أي عاصمة أو بلد عربي أو إسلامي. بالنسبة للإدارة الأمريكية الاعتبارات الإيديولوجية والعقائدية والدينية والعرقية والقومية ليست في الحسابات أنا أقول لكم بصراحة ليس هناك مانع لدى الإدارة الأمريكية أن يحكم حزب إسلامي أصولي أو حركة إسلامية أي بلد من البلدان العربية والإسلامية الذي يخمن أن المعركة هي مع حركة إسلامية أو حكومة إسلامية هو مشتبه، ليس هناك مانع لدى الأمريكيين من حيث المبدأ أن يكون الذي يحكم إسلاميا أو شيوعيا ماركسيا لينينياً أو ماوياً أو قومياً هذا ليس مهما بالنسبة لديهم فلتكن عقيدتك ما تكون ، ولتكن إيديولوجيتك ما تكون، المهم ما هو برنامجك السياسي، ما هو موقفك من إسرائيل، ما هو موقفك من أميركا، هل تقبل أن تسلم نفطك وتبيع نفطك بأثمان بخسة، للشركات الأميركية هل تقبل الخضوع للإرادة الأميركية وللمصالح الأميركية؟ هل تعترف بإسرائيل وتقيم صلحا ذليلا مع إسرائيل ؟هل أنت مستعد للتخلي عن مقدساتك وعن تراب وطنك وعن حقوق شعبك؟ ما هو برنامجك السياسي؟

هذا الذي هو يحكم الموقف الأميركي من أي جهة من أي حركة من أي تنظيم من أي جماعة من أي حكم أو نظام سياسيي في العالمين العربي والإسلامي. والدليل على ما أقول وأنا لست هنا بصدد المحاكمة أو الحكم سلبا أو إيجابا يكفينا مشاكل، لكن أقول لكم في أفغانستان الحركات الإسلامية والأحزاب الإسلامية موجودة في حكومة أفغانستان ، في العراق لرئيس الجمهورية نائبان وكلاهما ينتميان الى أحزاب إسلامية ورئيس الحكومة هناك ينتمي الى حزب إسلامي، ليست هناك مشكلة لدى الأمريكيين أن يكون في فلسطين حكومة تديرها حركة إسلامية، أو حماس أو فتح أو الجهاد أو الجبهة شعبية أو أي تنظيم أو فصيل من الفصائل الفلسطينية، لا شغل لأميركا ولا شغل لإسرائيل لا بصلاتنا ولا بصومنا صوموا ما شئتم وصلوا ما شئتم وحجوا ما شئتم ولكن اتركوا الأمر والسيادة والمصالح السياسية الكبرى لأميركا وإسرائيل إذن التناقض ليس مع حماس ليس كحركة إسلامية، والتناقض مع فصائل المقاومة في غزة ليس نتيجة انتماءها العقائدي أو الايدولوجي أو الديني أو الفكري، وأنا نتيجة برنامج المقاومة نتيجة برنامجها السياسي ، وأنا أريد أن أؤكد على هذه الفكرة بالعودة قليلا الى عام 2000. والتي أشرت لها بالأمس في مفاوضات كامب دايفد بين باراك والرئيس الراحل ياسر عرفات. حركة فتح كانت مصنفة حركة إرهابية، ولكن أزيلت عن لائحة الإرهاب ودخلت في عملية المفاوضات وأتيح للرئيس عرفات أن يدخل الى فلسطين وأن يبني السلطة الفلسطينية ولكن في كامب دايفد في آخر مفاوضات مع باراك عام 2000 عندما رفض الخضوع لشروط كلينتون وباراك ورفض التسوية التي عرضت عليه في كامب دايفد والتي كانت تدعمها بعض الأنظمة العربية عاد الى رام الله فعزل وقوطع وحورب وتخلى عنه ما يسمى بالعالم الحر، وقضى الشهر الأخيرة من حياته محاصرا في المقاطعة في رام الله ثم عملوا أو عمدوا على قتله مسموما على يبدو من التقارير.

ليس المهم ما هي عقيدتك أو هوية حركتك أو لون علمك أصفر أم أخضر أم أسود أو بني أو أحمر ما هو برنامجك السياسي الذي يقاتل اليوم في غزة ليس العنوان الإسلامي ولا الحركة الإسلامية وإنما الذي يقاتل هو برنامج المقاومة وأنا أقول لكم بكل صراحة اليوم إذا يتصل الأخ خالد مشعل أو أي أخ من القادة في حركة حماس بأي من هؤلاء الوسطاء العرب أو الأوروبيين ويقول لهم نحن حاضرون أن نعترف بإسرائيل نحن حاضرون أن ندخل في مفاوضات مع إسرائيل نحن حاضرون أن نقبل أن نفاوض على شروط لتسوية كاملة كيفما كان مع إسرائيل الآن يقف القصف على غزة ويقف القتل في غزة وستقبل حماس وليس لديهم مانع من أن يسلمها السلطة ليس فقط في غزة وإنما في الضفة الغربية. إذا لا يجوز أن يشتبه الأمر على أحد كذلك كانت المسألة في لبنان لا أحد يتصور أن مشكلة أمريكا وإسرائيل مثلا مع حزب الله في لبنان أنه حزب إسلامي أو أنه حزب ديني أو أنه حزب عقائدي على الإطلاق .الآن يأتوا الأمريكيون ويقولوا بشأن الانتخابات المقبلة إذا المعارضة فازت فكيت وكيت ويهددون اللبنانيين! الآن أنا أقول لكم إذا أحد من قيادة حزب الله باسم حزب الله يتصل بالأمريكيين وهم يرغبون بالإتصال بنا والجلوس معنا والتحدث إلينا والتفاوض معنا ويقول لهم جيّد نحن كحزب حاضرون أن نعترف بإسرائيل وحاضرون أن نساوم على المقاومة وحاضرون أن نناقش في مسألة السيادة اللبنانية الحقيقية سوف يساعدونا الأمريكيون لنكون نحن السلطة في لبنان نحن وحلفائنا ليس عندهم مشكلة مع صلاتنا ولا مع صومنا ولا مع عمائمنا ولا مع لحانا مشكلتهم الحقيقية هي مع برنامجنا السياسي، البرنامج السياسي الذي يرفض التخلي عن حبة تراب البرنامج السياسي الذي يرفض التخلي عن أسير عن حبة كرامة عن نقطة ماء وجه عن سيادة حقيقية وعن استقلال حقيقي وهكذا المسألة اليوم في فلسطين المستهدف في غزة ليس حماس أو الجهاد أو فصائل المقاومة المستهدف في غزة بقية المقاومة بقية الإرادة الفلسطينية بقية التمسك بالحقوق ولذلك أنا أضم صوتي إلى كل أصوات القيادات الفلسطينية التي دعت إلى انتفاضة ثالثة في فلسطين وإلى انتفاضات على امتداد العالمين العربي والإسلامي لأننا في غزة اليوم كأمة تواجه معركة مصير فلسطين وليس مصير حكومة حماس ولذلك الدعوة اليوم إلى كل الفصائل الفلسطينية إلى التوحد وإلى نبذ الخلاف إلى التعاون وإلى الابتعاد عن الشروط المسبقة إلى العمل بجد لوقف العدوان دون الإذن والسماح لهذا العدوان بأن يحقق شيء من شروطه.”