ما قاله الدكتور عادل سمارة

موفق محادين

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 2101 )

من جملة النشاطات التي شهدتها رابطة الكتاب الاردنيين، مؤخرا، استضافة المفكر الدكتور عادل سمارة الذي يقيم في رام الله ويشرف على واحد من أهم المنابر الفكرية الفلسطينية العربية وهو مجلة كنعان (ورقية والكترونية) التي أخذت على عاتقها متابعة القضية الفلسطينية من موقع عروبي ديمقراطي يقارب المواقف والقضايا الوطنية والسياسية من زاوية معرفية علمية نقدية، قادته إلى مرّ الأيام والتجارب والدراسات إلى خلاصات راديكالية ترى في العدو الصهيوني تناقضا تناحريا على المستوى القومي وليس على المستوى الفلسطيني، وحسب. وترى في التسوية محض أوهام، يوظفها العدو لكسب الزمن من اجل المزيد من الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية، وتفكيك الشرق العربي كله إلى كانتونات طائفية وجهوية متناحرة.

وكان لافتا للانتباه في محاضرة الدكتور عادل سمارة الاخيرة في رابطة الكتاب الأردنيين، الأفكار التالية:

1- اختلافه مع الأطروحة السابقة لعزمي بشارة (إسرائيل دولة ثنائية القومية) ذلك أن اليهود يفتقرون إلى ابسط المقومات القومية، فهم خليط من عشرات القوميات والثقافات.

2- ليس عند هذا العدو سوى برنامج واحد، سواء كان الطرف المقابل له طرفا معتدلا أو متطرفا، فلسطينيا أو عربيا، رسميا أو شعبيا، مقاوما بالقتال أو بالحجارة أو على طريقة غاندي، فتح عرفات أو فتح عباس أو فتح أبو قريع، أو فتح أبو موسى، حماس أو الجهاد، أو الجبهة الشعبية، السلطة الفلسطينية أو الأردن بالكونفدرالية أو بدونها.. الخ.

أما برنامج العدو، فهو واضح ومعلن ومعروف للقاصي والداني ويتعدى ابتلاع كل فلسطين إلى تفكيك الشرق العربي كله وتحويله إلى مجال حيوي صهيوني.

وبالتالي لا بديل، ابتداء من كسر ميزان القوى على الأرض، قبل أي حديث آخر من أحاديث السلام الموهوم.

ولا يفوت الدكتور سمارة التأكيد على أن وجود برنامج واحد للعدو إزاء كل الأطراف لا يساوي بين كل هذه الخيول في الميدان، فكيرا ما يتجلى التناقض الأساسي في حلقاته الثانوية وتصبح العديد من هذه الأطراف امتدادا لهذا البرنامج.

2- كما أن للعدو برنامجا واحدا وبضاعة واحدة في سوق التسويات، يرى الدكتور سمارة انه لا توجد للإمبريالية السائدة من الاستعمار البريطاني القديم إلى الاستعمار الأمريكي الجديد، إلا قاعدة مركزية واحدة في الشرق العربي، هي دولة العدو الصهيوني، ولم تتمكن أية قوة أخرى من منافستها على هذا الدور سواء كانت قوة صغيرة مثل المارونية السياسية قبل صعود الجنرال عون وسليمان فرنجية اللذين كسرا الاتجاه الصهيوني (بشير الجميل والقوات اللبنانية) أو كانت قوة كبيرة (مصر في عهد السادات)…. وبالمحصلة فان أوهام السلام مع العدو الصهيوني تحول أصحابها إلى ملاحق سياسية أو اقتصادية أو أمنية لهذا العدو.

3- أخيرا وفيما يخص التطبيع يتساءل الدكتور سماره، إذا كان الفلسطينيون تحت الاحتلال الصهيوني مضطرين لشراء بضائعه والتعاطي التجاري معه فأين وجه الاضطرار عند العرب الآخرين المفتوحين على الاقتصاد العالمي كله!؟