تعليق على مقالة : المرأة العربية وثقافة “رضى التماثيل” لكلاديس مطر

نشرت “كنعان” مقالة المرأة العربية وثقافة “رضى التماثيل” للآديبة كلاديس مطر يوم الاول من يوليو 2010، وفيما يلي تعليق على المقالة من الزميل عادل سمارة.

ملاحظة:يستطيع القارئ الاطلاع على المقالة على الرابط التالي:

https://kanaanonline.org/?p=3180

* * *

قرأت مقالتك: “المرأة العربية وثقافة “رضى التماثيل” في كنعان العدد 2281 ، فاصدرة في الاول من تموز 2010.

ولم يكن صعباً على ذلك التدفق الإنساني الذي تنوء به المقالة أن يفرض نفسه علي كقارىء وهو ما ألزمني بملاحظتين تكميليتين أو حواريتي المبتغى:

الأولى: وهي أشبه ما تكون عودة إلى قديم الثورات، وهي عودة تتطلب أمرين:

• إن تحرر البشرية يفترض الحركة الثورية لا محالة. وعليه، فإن نجاح الثورة المضادة، الراسمالية بتنويعاتها، في تفريد المجتمعات والطبقات والفئات والشرائح وحتى الأسر، هو الشر الخالص الذي يجعل اليوم 7 مليارات من البشر مستسلمين لراس المال، يبكون آلامهم وتموت منهم الملايين جوعا أو بالرصاص أو بأنياب المرض، ولا يقوى هذا العملاق على لوم بعوضة عن عينه. لقد قادت ثقافة راس المال إلى تفاخر النفس المهزومة بالقول: أنا حر/ة في عدم الانتظام. وهو يعني حرية عدم القيام باي عمل جماعي، بأي عمل للغير، للأكثر قرباً. ليس أخطر على هذا العالم من ذلك الفرد السابح وحده في هواء فاسد يتخيله أطيب الطيوب. لا يعمل إلا لنفسه ولا يقلق إلا عليها. لا يقاوم ضد اي أمر صغير او جلل طالما لم يمس دولته القومية (ذاته-جسده) وليس حتى وعيه.

• والأمر الثاني لازم للأول وهوالعودة عن الفرد المنفلت الفخور بضياعه وتسامحه في العام والجماعي إلى السرديات/الروايات الكبرى كالاشتراكية والقومية ((قومية الطبقات الشعبية). هذه السرديات التي تمكنت الراسمالية بوعي وخبث من تجنيد فيلق جديدة من مثقفيها العضويين (ما بعد الحداثيين خاصة ومعظم المابعديات التي انتهت إلى ما ورائيات) ليدعموها بنفيهم للسرديات الكبرى متوهمين أنهم إنما يقفون في الصف الأول لمناهضة راس المال؟ إن التكفير بالسرديات الكبرى هو المدخل الأخطر ضد العمل الجماعي، ضد أي عمل جماعي إنسانس طوعي غير مدفوع الأجر(أي العمل الاجتماعي) وعليه لا تعود هناك سلطة إلا لراس المال لدولة/سلطة راس المال، ولا يعود هناك مكان لقاء بين الناس لعمل جماعي سوى الالتقاء في موقع العمل، موقع الاستغلال، أو معسكر الجيش للعدوان أو معسكر الأمن والمخابرات للقمع الداخلي، وهذه التي تشكل الوجه الحقيقي للقومية الحاكمة. لم يعد منتظما ومنظما سوى الدولة وجيشه وشرطتها ومثقفيها العضويين رجالا ونساء وهم شريحتان:

· شريحة تعمل كمثقفي/ات مخابرات

· وشريحة سلبية مستلبة تخدم النظام في عدم تقديمها شيئاً للناس، لا فرق إذن.

والثانية: لا يقوم الرجل بتحرير المرأة، ويبدو أنه بدون الحزب الثوري الشيوعي بوضوح، وبدون السرديات الكبرى لن يقوم الرجل بهذه المساهمة. المرأة تتحرر، هي التي عليها تحرير نفسها. وهنا تحضرني المرأة الفردية السلبية التي تحرر نفسها من اية خدمة أو واجب اجتماعي طبقي جماعي وتعيش ربما بحرية خاصة لا تؤذي كي لا تؤذى (في حياته ما قطع شجرة ولا ذبح بقرة- من قصيدة عبد اللطيف عقل بعنوان عبد الهادي يصارع دولة عظمى).

وتحرر المرأة هذا يشترط مرة أخرى الوعي الطبقي والحزب الثوري والسردية الكبرى. اي لا يفترض ولا يقبل ولا يرتكز على الحالات الفردية مثل حالات مرضى فرويد، ولا يقبل بالنهايات التعيسة للمتمردين على الماركسية الذين انتهوا إلى مقابر التسامح (فوكو ديريدا واضرابهم). ولا مثقفي/ات العالم الثالث الذين تحولوا إما إلى ضياع او مثقفي مخابرات الأنظمة وما اكثرهم/هن في الأرض المحتلة. ولا مثقفي/ات الأنجزة. سيكون من أصعب الصعب مشروع تحرر المرأة بريادتها، ولكن كل مدخل عظيم صعب.

مع تحياتي اختم بأن اي إنسان (منهما) لا يلتزم بعمل جماعي ولا يبذل فيه جهداً هو إنسان، لا شك، لكنه لا يؤمن بشيء هو فقير روحياً، خِواء روحي مهما نفختِ فيه لن ينبض قلبه، وربما هو مريض بالأنا المروَّعة التي تفترض كل جماعة مرضاً، ولا ترى ذلك في الدولة/السلطة.

عادل سمارة
رام الله المحتلة