في رحيل “ابو خالد العملة”

عادل سمارة

وداعاً ابا خالد الذي كرهه كثيرون، ولم أكن منهم.

ترجل في حِلكة المرحلة. لم يكن عادياً ولا متردداً. قضى عمره مناضلاً، وظل يحاول، بدأ وطنياً وفلاحاً فلسطينياً وماركسيا وبقي حينما ركعت “الرموز” بعد تورط قادة الكرملين.

قد يذكر الكثيرون جوانب من حياته، لكننا نركز على الخروج. خرج على “شرعية” لم تكن شرعية وحتى لو كانت فقد تخلت عن شرعيتها بالتورط في ماساة أوسلو القاتلة، وفي دياجير التطبيع الذي نقلته إلى الأمة العربية باسرها. فيا للكارثة.

وتتابعت السنون، ليصبح كامب  ديفيد واوسلو ووادي عربة ومحافل الدوحة وأوكار الرياض ملاذ أهل الدين الإسلامي السياسي ليتسع معسكر الصهينة من الرباط إلى تونس وطرابلس الغرب وليشتري حمد بكارة غزة بمال النفط ويدق آل سعود سوريا باسلحة الإمبريالية ومال النفط ايضاأ.

بقيت واقفاً في وجه التطبيع إذن، لتواجه تصفية الوجود العروبي، تصفية الأمة تحت شعار أمة الإسلام، بينما هي بدعة الدين الإسلامي السياسي وليس الإسلام.

ما اقل الذين يتمردون من القوى على القوى وهي قوية، فالرفض جرأة والانشقاق جرأة طالما من أجل الوطن. يكفيك أنك حاولت ولم تتكيف وتتواطىء.

لم يكن الرجل بلا هفوات، ولكن يكفيه أنه تمرد حين كان ذلك ضرورة وطنية.

ربما لم يكن هناك مناخاً مناسباً، ولكن يكفي أنه رفض.

قد لا ينعيه كثيرون، ولكن الرحيل  وقيمة الراحل لا تقاس ابداً بعدد الحضور الذين يكونون احياناً كمرتادي صناديق الاقتراع.

تكفيك دموع سوريا التي احتضنك ولم تخن ياسمينها كما فعل الذين توضئوا من بردى وركعوا في العيديد والسيلية. يكفيك أنك لم  تستشمر دم الشهداء لتبيعه في سوق النفط و (وول ستريت)، وتل ابيب، لم تهرول نحو النفط وعجول الهجرية، بهذا أنت إلى العُلا.

وداعاً ابا خالد