لا نريد استشهادا مجانيا!

رشاد أبوشاور

 ( لم يبق ما يقال

 الموت غير الموت في بلادنا

 وغيرهم في أرضنا الرجال

 الشاعر حسن النجمي)

أضيف صوتي لأصوات ارتفعت تطالب بعدم الدفع بالشباب الفلسطيني في قطاع غزة لتعريض أنفسهم لرصاص جنود الاحتلال، والاستشهاد دون ثمن…
كتب صديقنا قيس قدري أن المسافة الأقرب للجنود أكثر من سبعين مترا، وهذا يعني أن حجارة الشباب لن تصيب جنود الاحتلال…
الشهادة شرف، ومجد، و..لكن لا يجب الدفع بالشباب إلى التهلكة!
يكفي أن تخرج في مخيمات ومدن وبلدات القطاع مسيرات، وتقام مهرجانات، والأهم أن تتحقق الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا، ممثلة بالفصائل، فهذا هو السلاح الأمضى الذيينتظره شعبنا..وانتظره طويلاً بدون جدوى!!
سبعة شهداء في قطاع غزة في ساعات قليلة !! هذه خسارة كبيرة لشباب يجب أن ندخرهم لمعركة كبرى، وبثمن نُدفّعه لعدونا…
أشعر بالمرارة لخسارة أي شاب، أو شابة، في معركة في غير أوانها ومكانها…
أرجوكم: كل نقطة دم غالية، وكل شاب له أهل وأصدقاء..وحياته ثمينة جدا على أسرته، وشعبنا.

أرجوكم: دم أبنائنا وبناتنا ليس للمزاودة!

 _2_

)قائد) حمساوي في غزة يصرّح: نحن نريد تحرير الضفّة!
ردّي على تصريحه: يا أخي حرروا غزّة أولاً.أليست غزّة محاصرة، وشعبها يختنق؟! ثم: لماذا تحرير الضفةّ فقط؟ ماذا عن تحرير كل فلسطين، أم نسيتم سبب مقاومتكم، وحملكمالسلاح؟!
ألا يدل هذا التصريح على استمرار الصراع بين السلطتين، وعدم الرغبة في الوحدة الوطنية، وتواصل التربص؟!

للشباب في الميادين، المقاومين بالحجارة، والخناجر، أسمح لنفسي أن أنصح: تجاوزا من لا يؤمنون بالوحدة الوطنية، وحققوا وحدة شعبكم ميدانيا، واتركوا (خلافاتهم( وراءكم لأنها قيّدن أقدامكم لسنوات، وهي سبب ما وصلنا إليه من خسائر…

 _3_

هذه الهبّة ليست لتصفية الحسابات الداخلية!

هذه الهبّة ليست لاستئناف المفاوضات!

هذه الهبة على طريق الانتفاضة الثالثة: لإنقاذ القدس، والأقصى، والقضية الفلسطينية، و: من أجل أن يمسك شعب فلسطين بقضيته من جديد، ويصحح المسار…

هذه الهبة من مهامها: إعادة ثقافة المقاومة ميدانيا…

هذه الهبة على طريق انتفاضة التصحيح، بتضحيات الجيل الجديد مهمتها: الخروج من حقبة الرهان على سلام مع الكيان الصهيوني…

ولأنها تتويج للانتفاضتين السابقتين، فلا بد أن يكون الإبداع فيها متفوقا، ومغايرا، بحيث لا يمكن المساومة عليها، و..إضاعتها..كما حدث في الانتفاضتين السابقتين.

هذا بعض كلام من بلغوا الشيخوخة وهم يقاومون، للشباب والفتيات في الميادين، الذين يبشرون بزمن جديد لفلسطين وشعبها العظيم.

وفي الختام: لا بُد من حيفا وإن طال السفر.